مهرجانُ الرسول الأعظم..والانتصارُ الأمني
بقلم\ عبد القوي سباعي
لقد مثّلت مسؤوليةُ حفظ الأمن واستتباب السلم الاجتماعي في اليمن، إحدى المقاصد والأهداف الرئيسية، التي ركزت عليها ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، فالعنفُ والنزاعات الحقوقية المتراكمة في الأروقة القضائية وانتشار مظاهر الثأر والهجمات والاستهدافات المتكرّرة لعناصر التكفير والتطرف والإرهاب، كانت هي اللغة السائدة على المستوى الوطني، في فترة ما قبل الثورة، والتي أَدَّت في مجملها إلى انعدام للأمن والأمان وهدّدت بقوةٍ السلم الاجتماعي، وقوّضت التنمية المستدامة في البلد.
وعليه، فَـإنَّ عملية حماية النسيج الاجتماعي وتعزيز الأمن والسكينة العامة فيه، ومواجهة التحديات والتهديدات شكلت مهمة صعبة وبالغة التعقيد، فجاءت الاستراتيجية الأمنية الثورية الجديدة، بمثابة أدَاة وقائية، تصاعدت برامجها العملية الميدانية الوقائية حتى وصلت تدريجيًّا وخلال فترة قصيرة جِـدًّا، إلى تجفيف منابع التهديدات الأمنية بكل أشكالها، وساهمت هذه الاستراتيجية في الاستفادة إلى حَــدٍّ كبير بمعلوماتها وبرامجها ونشاطها في مختلف العمليات القتالية للجيش واللجان الشعبيّة وفي إحراز النصر، بدءًا من عملية “فأحبط أعمالهم” مُرورًا بعملية “فجر الحرية” إلى “فجر الانتصار” و”ربيع النصر”، أضف إلى ذلك التمكّن من تحقيق الأمن المستدام في المناطق الحرة والمتحرّرة حديثاً.
هذه الكيفية ما كان لها أن تتهيَّأ على هذا النحو لولا الأُسُسُ السليمة التي اتخذتها القيادة الثورية السياسية والعسكرية، عبر وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية الأُخرى، سواء تلك الإجراءات المتمثلة في معالجة القضايا بالغة الأهميّة داخل المجتمع والمسارعة في حلحلة معظمِها بمستلزماتها القضائية، أَو في كيفية التعاطي الجاد مع المعلومات وتوظيفها واستثمارها، من خلال جمع الأدلة والقيام بأبحاث إضافية واعتماد المزيد من الرصد ورفع التقارير واستقرائها التي دائماً ما كانت تفضي بالنتيجة لدعمِ الاستراتيجية الأمنية عُمُـومًا.
هذه الاستراتيجية بدورها عزَّزت خطَطَ وبرامجَ الأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة والتصدي للخلايا الإجرامية التابعة لتحالف العدوان بكل توجّـهاتها وأشكالها بما فيها عناصر التكفير والإرهاب، وسهلت الإدارة الوقائية للملف الأمني مهامها وواجباتها في حماية المجتمع بكل فعالياته وأنشطته المختلفة، بل حقّقت قفزة نوعية في العمل الوقائي بالكشف المسبق والانذار المبكر.
وقد مَثَّـــلَ إحيَاءُ الشعب اليمني لذكرى المولد النبوي الشريف 1443هـ، تحدياً إضافياً لوحدات وقطاعات الأجهزة الأمنية المختلفة وكافة أجهزة الشرطة، على صعيد إعداد الخطط الأمنية الشاملة الخَاصَّة بالمناسبة، وتأمين كافة المظاهر والفعاليات، المتعلقة بمهرجان الرسول الأعظم في أمانة العاصمة وكافة المحافظات، حتى الفعاليات المركَـزية الكبرى في 17 ساحة، والتي تم فيها رفعُ الجاهزية الأمنية بشكلٍ غير مسبوق، وبتنسيقٍ مشتركٍ بين الداخلية والأجهزة الأمنية وكافة الجهات ذات العلاقة، على تنفيذِ الخُطَّةِ الأمنية المعدَّة من قبل واحدية القيادة والسيطرة التي نجحت في تأمين ساحات الاحتفال ومواقع الفعاليات، بما في ذلك خطة الانتشار الأمني، وتكثيف التحريات، ورصد تحَرّكات العناصر الإجرامية والمشبوهين، بالإضافة إلى خطط مرورية لتسهيل حركة توافد الجموع المحتفلة، وهذا النجاح يضاف أَيْـضاً إلى رصيد الانتصارات الأمنية في سجلات المجد اليمنية.