لا مكان للعملاء في يمن المستقبل
أفق نيوز – كتب – أحمد الزبيري
لا يمكن بعد شلال الدماء والتضحيات التي قدمها شعبنا ان نقبل بالحوار او التفاوض او التصالح مع اولئك الذين جبلوا على الخيانة والعمالة والارتزاق وعلى تحالف العدوان ان يفهم ان سيادة ووحدة واستقلال اليمن خط احمر وموضوع لا يمكن المساومة عليه .
ونحن نفرق بين من غرق مستنقع المال النفطي القذر ومن بقى في وطنه رغم انتسابه لتلك القيادات والاطناب الخيانية فهؤلاء على الاقل يحسب لهم انهم بقوا في وطنهم و مع شعبهم الذي يتعرض للإبادة بالقصف اليومي وبالحصار وان الافكار المغلوطة والتعبئة الخاطئة لم تؤدي بهم الى السقوط في هاوية الخيانة التي لا رجعة منها .
لقد سعت القيادة الثورية والسياسية لثورة الــ21من سبتمبر لملمة جميع اليمنيين على قاعدة انهاء زمن الهيمنة والوصاية الخارجية والتوجه نحو بناء دولة يمن حر ومستقل وقبلت بكل الآراء والاطروحات التي تحقق هذه الغاية وكان اتفاق السلم والشراكة اختبار لمصداقية الجميع ولكن من رهنوا انفسهم وعقولهم وضمائرهم للأعداء لا يمكن ان يكونوا الا كما طبعوا عليه ويكفي الاشارة الى المبادرات والدعوات الى وقف النفخ في كير الفتن الداخلية وضرب الوحدة الوطنية وتمزيق النسيج الاجتماعي لشعبنا الا ان قوى العاملة آبت واستكبرت طوال 7سنوات والادهى والامر ان تلك القوى ضلت ومازالت تحرض الاعداء على تدمير اليمن واستباحة سمائه وبره وبحره وجزره وسواحله وقبل هذا وبعده دماء اطفاله ونسائه وشيوخه دون ادنى شبهة في أنها على باطل في كل ما قامت به وامثال هؤلاء لا يمكن الوثوق بهم او التعويل عليهم بالعودة الى جادة الصواب والاستفادة من دروس ما فات فهم قد باعوا انفسهم للشيطان ولا خير يرجى فيهم الا اذا كان هناك من يريد ان يعيدنا الى لعبة الحلقة المفرغة وفي هذا خيانة لصبر وصمود وثبات هذا الشعب ولدماء الشهداء الذين سقطوا وهم يخوضون ملاحم معركة السيادة والاستقلال والحرية .
ربما تلتبس الامور ويختلط الباطل بالحق والخير بالشر عند البعض وهذا الى حين أما ان يبقى هذا الخلط على التوحش والاجرام طوال 7سنوات فينبغي علينا ان نفهم ان الكفة بداءة تميل للأعمال الشيطانية .
واليوم لا نحتاج الى اثبات كل ما ذهبنا اليه فالشواهد ناطقة في المحافظات التي ادخلوا اليها الغزاة والمحتلين فلا أمن ولا آمان ولا استقرار بالمعنى الشامل ولا ادنى حد من الوعود التي كانوا يسوقونها في بداية استدعاء تلك القوى العميلة الى لتحالف العدوان ضد شعبها .
وهاهم “يولولون ويتباكون “ويرفعون عقيرتهم حول سقطرى والمهرة وميون والموانئ والجزر والسواحل الواقعة تحت الاحتلال ولكن هذا لن يفنيهم عن مواصلة خطهم الخياني رغم الدعوات والمبادرات للعودة الى الحق والالتحام بشعبهم للوقوف ضد الغزاة والمحتلين لكنهم أصروا على الاستمرار في الطريق التي يسيرون عليها والتي تحولت الى دروب جميعها تنتهي بهم الى واقع اسواء مما كانوا عليه والمتغير الوحيد في هذا الاتجاه انهم فقط يبدلون واجهة عمالتهم .
القيادة الثورية والسياسية تدرك الاسباب والعوامل التي ادت الى كل المآسي والكوارث التي مرينا بها وتدرك ان وجوب معالجة كل القضايا والمشاكل التي مكنت اعداء اليمن والامة من النيل من وطننا وشعبنا , واذا ما فهمنا واستوعبنا ذلك بدون شك سنصل الى الحلول الصادقة والواضحة التي تعيد هذا الوطن الى مساره الحضاري التاريخي الذي يجعلنا ننطلق من ارضية راسخة نحو مستقبل بناء وطن ودولة قوية وقادرة وعادلة تضع اليمن وشعبه بمكانه الصحيح الذي يستحقه ويجب ان يكون فيه.. وبالتالي سيكون هناك مصالحة وحوار وتفاهم لا يجاد حلول لكل المشاكل والقضايا الحقيقية التي تجعل منا دولة وشعبا عظيما .