تقدم القوات المسلحة يتسارع بمارب والانتصار العظيم يلوح في الأفق بفضل الله
أفق نيوز – تقرير – عبدالرحمن عبدالله
تسارع تقدم القوات المسلحة مسنودة بقبائل مارب الشرفاء في محافظة مارب هذا الأسبوع ، ووصلت طلائع القوات المسلحة إلى نقطة الفلج التي تقع على مدخل مدينة مارب من الجهة الجنوبية الغربية.
ووسط تسارع تقدم القوات المسلحة يلوح الانتصار بقوة في الأفق ، بعدما أعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة يوم أمس في مؤتمر صحفي بأن العمليات تتجه إلى استعادة وتحرير ما تبقى من مديريات محافظة مارب وهما مدينة مارب ومديرية الوادي بعدما استعادت القوات المسلحة 12 مديرية في عملياتها العسكرية المتواصلة.
ومن شأن استعادة القوات المسلحة لمدينة مارب ومديرية الوادي -آخر مديريتين بمحافظة مارب البالغة 14 مديرية- إحداث تغيير مفصلي في مجرى المعركة مع تحالف العدوان المستمرة منذ نحو سبعة أعوام لصالح الشعب اليمني.
ووصلت طلائع القوات المسلحة يوم أمس إلى مداخل مدينة مارب حيث تواصل القوات المسلحة شن عملياتها العسكرية لتحرير مدينة مارب من سيطرة العدوان ومرتزقته ، وقال مصدر عسكري لـ(الثورة) إن الانتصار يلوح بقوة في الأفق بعدما تعهدت القوات المسلحة يوم أمس على لسان متحدثها الرسمي العميد يحيى سريع بأنها ستحرر كل اليمن من الاحتلال والعدوان والمرتزقة.
وقال سريع” “إن القوات المسلحة، ومعها كل أحرار الشعب، ماضية -بعون الله- نحو تحرير كافة أراضي الجمهورية حتى تحقيق الحرية والاستقلال، وهو عهدنا للشعب، وعهدنا لليمن، وهو عهدنا للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي نؤكد اليوم ما جاء في خطابه الأخير [سنحرر كل بلدنا، ونستعيد كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان، وسنضمن لبلدنا أن يكون حراً مستقلاً لا يخضع لأي احتلال، ولا يخضع لأي وصاية، وسنواصل مشوارنا في التصدّي للعدوان على بلدنا، وفي نصرة أمتنا في قضاياaها الكبرى، وسيكون شعبنا حراً كريماً عزيزاً”.
وأضاف : “معركة الاستقلال والحرية معركة الشعوب الحرة حتى تنال استقلالها، معركة حتمية لانتزاع الحرية، معركة مصيرية لفرض السيادة، معركة لا تؤجل ولا تُبدل، ولا ترتبط بمصلحة إلا مصلحة البلد ومصلحة الشعب، ولا تخضع لحسابات الساسة وأجندات السياسة، ولا تتوقف عند موازين القوة، ولا تعترف بتوازنات القوى، بل تخضع لمبدأ واحد – الكرامة – السيادة – الحرية والاستقلال”.
وبعد مكاسب سريعة وهامة حققتها القوات المسلحة في الأيام الأخيرة انتزعت خلالها السيطرة على مديرتي الجوبة وجبل مراد وصولا إلى أطرف مديرية مدينة مارب ، وتسارعت منذ أمس وتيرة التقدم إلى حد كبير في ظل انهيارات كبيرة في صفوف العدوان ومرتزقته ، وخلافات وصراعات نشبت بين فصائل الارتزاق “مليشيا حزب الإصلاح” التي وجهت في بيان اتهامات لمملكة العدوان السعودية بالتخاذل ، واتهمت ما تسميه الرئاسة -التي تقيم في فندق بالعاصمة السعودية الرياض- بالتقصير.
وتنفذ القوات المسلحة عملياتها الهامة بهدف تحرير مارب لما تمثله من أهمية متعددة الأبعاد ، علاوة على اعتبارات وطنية تقتضي ضرورة تحرير كل شبر محتل يخضع لسيطرة العدوان ومرتزقته في كافة الأراضي اليمنية ،.
ثقل عسكري لتحالف العدوان
تعتبر مارب مهمة بالنسبة لتحالف العدوان لما تمثله من ثقل عسكري وآمني ونقطة انطلاق للحرب التي يشنها تحالف العدوان على اليمن, وتسعى القوات المسلحة إلى استعادة وتحرير مدينة مارب التي ظلت خاضعة لسيطرة العدوان ومرتزقته منذ العام 2015/م ، وظلت الثكنة العسكرية الحصينة لتحالف العدوان ، ومركز التحشيد العسكري الذي ينطلق منه تحالف العدوان في شن العمليات العدوانية على الشعب اليمني ، ومقرا لغرف العمليات.
سينعكس تحرير محافظة ومدينة مارب على مجريات الحرب التي تُشن على اليمن من قبل السعودية والإمارات وأمريكا منذ سبعة أعوام ، حيث يتخذ تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ، من محافظة مارب معقلا رئيسيا لشن العمليات العسكرية التي تستهدف الشعب اليمني ، ومقرا لغرف عمليات الحرب الجوية كذلك إذ تستقبل عمليات تحالف العدوان الإحداثيات وتقوم بإرسالها لغرف رئيسية تتحكم في شن الغارات الجوية على اليمن.
ومن شأن تحرير مارب واستعادتها القضاء على مركز الثقل العسكري لتحالف العدوان وإنهاء مركز تجمعات المرتزقة الذين يقاتلون في صفوفه ضمن حربه العدوانية على الشعب اليمني.
وعمد العدوان إلى تحويل مارب إلى ملاذ لعناصر القاعدة وداعش التي تنخرط في القتال ضد الشعب اليمني ، ونقطة التقاء مع قيادات هذه التنظيمات الإرهابية وخصص لها مراكز ومقرات ومعسكرات تدريب ، ومراكز إيواء وحشد.
كما جعل من مارب نقطة خطف واعتقالات للمواطنين المسافرين عبرها ، ومارس مرتزقته جرائم خطف وإخفاء قسري للمئات من المواطنين خلال الأعوام الماضية.
ويشكل تحرير مارب من المرتزقة وقوات العدوان السعودي الأمريكي ضربة كبرى للتحالف العدواني ، بعدما حولها إلى وعاء تحتشد فيه كل القوى والتنظيمات الإرهابية من القاعدة وداعش والإخوان المسلمين ، ومركز استقطاب وتجنيد للمقاتلين المرتزقة.
كما تمثل استعادة مارب ضربة قاضية لتنظيم الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” الذي يقاتل بكل أعضائه في صفوف تحالف العدوان السعودي منذ بدايته ويمثل أحد أهم عوامل الحشد والتجنيد للمقاتلين المرتزقة الذين يقاتل بهم تحالف العدوان في جبهات عديدة ، وقام تنظيم الإخوان بتجميع أعضائه إلى مارب من كافة المحافظات لكون مارب منطقة آمنة.
ملاذ آمن للإرهابيين والمرتزقة
لطالما اعتُبرت مدينة مارب بمثابة ملجأ للمرتزقة وعوائلهم فضلا عما توفره من ملاذات آمنة للعناصر التكفيرية الإرهابية داعش والقاعدة التي تجمعت في معسكرات ومطارح خصصها تحالف العدوان لها ، وتشير المعلومات إلى أن قيادات تنظيم القاعدة في اليمن تقيم في مناطق متعددة بمدينة مارب وخارجها.
وأقامت عناصر داعش وقياداتها في المحافظة نفسها قبل تلقيها ضربة قاصمة في محافظة البيضاء يقال بأنها قضت على وجود داعش في اليمن مع ما كانت تمثله هذه العناصر من خطورة أمنية وعسكرية على الأمن والاستقرار في اليمن.
ونفذت القاعدة وداعش منذ 2015 عمليات انتحارية استهدفت المواطنين الأبرياء في العاصمة صنعاء وفي محافظات عدة ، كما سبق للقاعدة تنفيذ عدد من العمليات الإجرامية والاقتحامات للمقرات والنقاط والمعسكرات وصولا إلى اقتحام مقر وزارة الدفاع في العاصمة صنعاء عام 2013، من قبل عناصر سعودية ويمنية تنخرط في التنظيم التكفيري، وكانت مارب منطلقا لهذه العمليات إضافة لمحافظة البيضاء قبل تحريرها.
سجن كبير
تقع مارب على بعد نحو 120 كلم شرق العاصمة صنعاء وتتصّل بها عبر طريق سريع ، كما أنها تقع على طريق سريع آخر يؤدي إلى جنوب مملكة العدوان السعودية ، وطريق آخر يؤدي إلى حضرموت والمهرة ومنفذ صرفيت مع سلطنة عمان.
ومنذ فرض الحصار وإغلاق مطار صنعاء من قبل تحالف العدوان السعودي عام 2015 يسلك المواطنون هذه الطرقات لإسعاف المرضى المحتاجين للسفر إلى الخارج ، وكذلك الطلاب والمغتربون ، وعادة يتلقون توقيفات واعتقالات في النقاط التي نصبها مرتزقة العدوان على طرقات المسافرين.
ويعتبر موقع مدينة مارب مهما ليس فقط لقربها من صنعاء، بل لأنّها تعتبر منطلقا نحو مناطق الجنوب والشمال والشرق على حد سواء بفضل مفترق الطرق الرئيسي الذي تتوزع منازلها على جوانبه ، ولهذا فقد جعلها تحالف العدوان جبهة حصينة وأنزل ثقله العسكري من قوات ومرتزقة وضباط فيها.
ثروة اقتصادية منهوبة
محافظة مأرب غنية بالنفط بالإضافة إلى الغاز المسال، وهو ما يضيف لتحريرها واستعادتها بُعدا اقتصاديا مهما من جانبين الأول في تسخير هذه الثروة لخدمة أبناء مارب خاصة واليمن عامة ، والثاني في إفقاد تحالف العدوان ومرتزقته مصدر تمويل كبير.
وظل المرتزقة ينهبون موارد النفط والغاز منذ 2015 ، ويقومون بمنع تصدير الغاز إلى المحافظات اليمنية ما خلق أزمة كبرى في مادة الغاز المنزلي ، ويسخر مرتزقة العدوان موارد النفط والغاز لتمويل تجارات واستثمارات خاصة بهم حيث يتم تقدير أكثر من 14 مليار دولار نهبت من هذا المورد الهام خلال سبعة أعوام.
وتوجد في مارب مصفاة صافر، وهي واحدة من أصل اثنتين في اليمن. وأنشئت المصفاة عام 1986 بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون برميل يومياً رغم المغالطات التي يقدمها مرتزقة العدوان حول الإنتاج وكذا ما كان يمارسه النظام السابق من إخفاء للمعلومات المتعقلة بالكميات التي تنتج من النفط والغاز.
وكانت مارب تقوم بتزويد كل محافظات اليمن بالغاز، قبل سيطرة العدوان والمرتزقة عليها ، كما كانت تمثل رافدا مهما للطاقة الكهربائية إذ توجد فيها محطات توليد عملاقة منها محطة مارب الغازية التي توزع الطاقة على كافة محافظات اليمن ويصل قدرتها إلى أكثر من 350 ميغاوات ، والمحطات متوقفة عن التشغيل منذ بداية العدوان على اليمن في 2015.
يرى خبراء إن معركة مارب ستحدد مصير الحرب التي يخوضها تحالف العدوان على الشعب اليمني ، ولن يؤدي استعادة القوات المسلحة لها إلى توجيه ضربة عسكرية لتحالف العدوان بل إلى حسم المعركة بشكل عام.
معركة مصير
تخوض القوات المسلحة معارك متواصلة في أكثر من خمسين جبهة ممتدة على أكثر من 15 محافظة في طول امتداد الجغرافيا اليمنية في مواجهة تحالف العدوان ومرتزقته وأدواته، وتؤكد القوات المسلحة أنها ستواصل معركتها حتى تحرير كافة الأراضي اليمنية المحتلة.
وتمكنت القوات المسلحة المسنودة بالمواطنين الشرفاء من تحرير محافظة البيضاء بشكل كامل، وبعض مديريات محافظة شبوة وحاليا تكمل تحرير محافظة مارب، وسبق لها أن قامت بتحرير محافظة الجوف وأجزاء من محافظة صنعاء، وكذلك تحرير مناطق من محافظتي صعدة وحجة تقع على الحدود مع مملكة العدوان السعودية.
وانتزعت القوات المسلحة خلال الأشهر الماضية أكثر من ثلاثة أرباع محافظة مارب التي ظلت في قبضة العدوان ومرتزقته لسنوات.
ستمثل استعادة السيطرة على مارب تحولا في معادلة الحرب التي تخوضها اليمن في مواجهة تحالف دولي وأمريكي تقوده أمريكا بشكل مباشر على اليمن، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 50 ألف مدني بالغارات الجوية التي وصل عددها منذ مارس 2015 إلى أكثر من ربع مليون غارة دمرت البنية التحتية في اليمن بشكل شبه كلي.
وأسفرت الحرب العدوانية التي يشنها تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي البريطاني وبمشاركة السودان ودور عربي لدول مثل مصر والمغرب عن مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين في اليمن ، وشردت أكثر من 4 ملايين نازح ، وخلقت أسوأ أزمة إنسانية في العالم ، وأدت إلى تفشي الأمراض والأوبئة والكوارث وانقطاع الخدمات عن السكان في اليمن.
وأعلن تحالف العدوان في 26 مارس 2015 حربا تحالفية على اليمن ، تقودها أمريكا والسعودية بمشاركة النظام الإماراتي وبدور بريطاني وفرنسي وعربي من عدة دول عربية وبمشاركة سودانية ، وقامت السعودية والإمارات بتمويل المعارك والنفقات الباهظة للعمليات فيما تقوم أمريكا بإدارة الحرب وعملياتها الجوية والبحرية والبرية.
وسعى تحالف العدوان إلى احتلال اليمن والوصول إلى العاصمة صنعاء لاحتلالها ، لكنه فشل بعدما خاض معارك كبرى حشد لها مئات الآلاف من المرتزقة المحليين والأجانب بينهم سودانيون وكولومبيون وآخرون من استراليا ومن دول غربية عدة بما فيها ألمانيا إذ استقطب عناصر من الجيش الألماني المتقاعدين للانخراط في المعارك ضد الشعب اليمني.
وبعد ثلاثة أعوام من العدوان التحالفي على اليمن الذي بدأ في العام 2015 استطاع الشعب اليمني تحويل معادلة الحرب على نحو لافت وتمكن من استعادة المناطق والمحافظات وإبعاد الجيوش العدوانية عن العاصمة صنعاء.