من حقنا أن نختلف ولكن من العيب أن نفترق, فالاختلاف مشروع والتفرق مذموم , فقد رغب الدين الإسلامي الحنيف بوحدة الجماعة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آيات التنزيل {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا}، إذ يقول النبي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن المقصود بحبل الله هي الجماعة، و يقول النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : “من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ” , وقال صلى الله عليه وآله وسلم : “لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض”. فيا أهل اليمن كونوا كالبنيان المرصوص في مواجهة العدوان الخارجي الهمجي الوحشي البربري , وكفاكم فرقة وشتاتاً … ألجموا نيران المعتدي وتنازلوا لبعضكم البعض , فلا تلعب بكم الأهواء ونزوات الجاه والملك وأوقفوا تطاير حمم العدوان البغيض على رؤوس الأطفال واليتامى والأرامل والثكالى , وسجلوا موقفاً شريفاً برفض العدوان غير الشرعي وغير المبرر, وكونوا يداً واحدة وموقفاً وحداً ضد العدوان السعودي الأمريكي الذي عاث في الأرض فساداً ووأد حلم اليمنيين في بناء الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والقانون ودولة العمل المؤسسي والحرية والعدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية .
* فيا معشر اليمانيين البدار البدار إلى لمّ الشمل وتأليف القلوب عن طريق تنقية الصدور من الضغائن والأحقاد , واخلعوا رداء الحزبية البغيضة ولتكن اليمن حريتكم ومصدر سؤددكم وعزتكم , فالدنيا فانية ولا يبقى سوى الأعمال الصالحة , فحافظوا على وحدة نظامكم وأراضيكم وعضوا عليها بالنواجذ , وما تفرق قوم إلا ورزقوا الهزائم , وتفشت فيهم الجرائم وأصيبوا بالأوجاع وتبلدت فيهم العزائم , وصاروا إلى يأس وقنوط , فرصوا صفوفكم لتقوى شوكتكم، فالقوة في توحدكم ، فاهزموا عدوكم بإعلان صلح عام وشامل بين جميع القبائل تبعاً لوثيقة الشرف المليونية.
* ألا يا أيها الشعب العظيم المجاهد لقد مرت سويعات وأيام الدخن وتمايزت الصفوف إلى صفين اثنين .. صفٍ إيمان لا كفر فيه ، وصف كفر لا نفاق فيه .. نعم إيمان يعظمه هذا الشعب الأشم وبعدالة قضيته ، وكفر بأنعم الله العزيز المتعال التي أعطاها لنا كنعمة الوحدة ولم الشمل والشتات في زمن القطيعة والتطرف والتشطير والانقسام إلى أن تعالت أصوات نشاز لأولئك المأجورين والمرتزقة من شذاذ الآفاق تُسَفّه أحلام القوى الوطنية وتنادي بمزيد من الاعتداء والعدوان وحسم المعارك الفاصلة الطاحنة لصالحهم على شاشات قنوات الدفع المسبق .
* فكل شيء يهون من عدوان وتآمر جبان خانع إلاّ أن ما يحز في النفس أن يقف الأخ من أخيه موقفاً يدفعه إلى حمل السلاح في وجهه فلكم نحزن عندما نسمع عن قتلى في تعز ومارب وبقية الجبهات من الطرفين، إذ كان لابد من أن تسيل تلك الدماء وتسفك في مواجهة العدو والعدوان، فيا أبناء جلدتنا توحدوا في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الجبان وقفوا يداً واحدة وموقفاً واحداً ضده وأفيقوا من سباتكم العميق وانحازوا إلى صف الوطن بالوقوف موقفاً رجولياً ضد من يعتدي عليه، فمن العيب والمهانة والخزي والعار أن يذبح الوطن ويقتل الأطفال والأرامل والثكالى وكبار السن ويذبحون بدم بارد من عدو أجنبي خارجي جبان يتربص بالأمة اليمنية الدوائر وهو الذي أوقع أبناء الوطن بحبائل الشيطان من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وحياكتها للمؤامرات, مؤامرة تلو أخرى لعرقلة تنفيذها .
* فالخيرة في ما اختاره الله سبحانه وتعالى على أن العميل هو من يستعين بالأجانب لضرب مقدرات بلده عشقاً للكرسي ونهب الثروات ودوراناً في فلك الذات وتقرباً إلى الشيطان ، فليس من العدل أن يعود – ولن يعود – ما كان يطلق عليه بالرئيس الانتقالي إلى منصبه بعد ذبح الشعب في مجازر متفرقة من البلاد، ناهيك عن حجم الدمار والخراب الذي طال البنية التحتية وأصاب في مقتل التربة الزراعية الخصبة في بعض المحافظات بفعل السموم المنبعثة من صواريخهم القذرة التي أرعبت الأطفال والنساء والشيوخ طيلة تسعة أشهر، تشهد بصمود هذا الشعب النادر وباستبسال فولاذي لجيشه ولجانه الشعبية التي لقنت العدو دروساً لن ينساها، فإمكانيتنا رائعة وهائلة فقط فيجب علينا أن ننبذ الفرقة والشتات ولنجعل لها نهاية.. وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما يصفون.