أفق نيوز
الخبر بلا حدود

اليمن: هل ستكون ‘شبوة’ وجهة الصراع المقبلة بين مرتزقة العدوان؟

220

أفق نيوز – متابعات إخبارية
يبدو أن محافظة شبوة ستكون الوجهة المقبلة لصراع النفوذ، في ظل تسابق الأطراف الفاعلة فيها لتعزيز أوراقها هناك، أملاً في جني مكاسب مستقبلية تعوضها الخسارة المنتظرة في مأرب. وبينما تعيد السعودية وصل ما انقطع مع «الانتقالي الجنوبي» في هذا السبيل، تخرج الإمارات من جعبتها أوراقاً جديدة بوجه «الإصلاح»، المسيطر عمليا على الأرض في شبوة.

تفتح عملية الانسحاب التي نفذتها ميليشيات موالية للتحالف السعودي – الإماراتي من مناطق واسعة في الساحل الغربي، الباب على تطورات دراماتيكية في مناطق أخرى، وخصوصا منها محافظة شبوة التي تبدو الوجهة المقبلة للصراع. ذلك أن الأطراف الخارجية الطامعة في موارد المحافظة النفطية ستسعى إلى تثبيت حصصها فيها بالاعتماد على وكلائها المحليين.

لكن بالنظر إلى فشل الرهان السعودي سابقا على سلطات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، التي يسيطر الجناح «الإخواني» فيها على شبوة، يبدو أن المملكة تعيد ترتيب أوراق تحالفاتها، ساعية في وصْل ما انقطع مع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي يملك حافزية كبيرة للسيطرة على المحافظة المذكورة، كونها تؤمن له موردا رئيسا لتغذية موازنته.

وفي هذا السياق تحديدا، تفهم دعوة رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، إلى السعودية، في إطار العمل على تنقيح استراتيجية المواجهة، وتعديل قائمة الأولويات، خصوصا بعد سيطرة قوات الجيش واللجان الشعبية على ثلاث مديريات في شبوة، توازيا مع اقترابها من السيطرة على مدينة مأرب.

وهو ما يبدو «الانتقالي» مدركا له؛ خصوصا لناحية «تآكل مساحة سيطرة وقدرات» حكومة هادي، مقابل حكومة الانقاذ الوطني. ولذا، رأى المجلس في دعوة الزبيدي إلى الرياض «تطورا دبلوماسيا» يهيئ لتبدل في الخريطة السياسية المقبلة، ومؤشرا إلى أن «القضية الجنوبية» باتت على الطاولة السعودية.

يبدو أن المملكة تعيد ترتيب أوراق تحالفاتها، ساعية في وصل ما انقطع مع «الانتقالي»

من جهتها، وبعد أن فشلت في لملمة شتات «النخبة الشبونية» الموالية لها، أخرجت الإمارات من جعبتها ورقة جديدة، باعثة بالشيخ عوض بن محمد الوزير (برلماني حالي عن حزب «المؤتمر الشعبي» – فرع أبو ظبي، ومتحدر من سلالة سلاطين شبوة سابقا، وكان يقيم في أبو ظبي) إلى مديرية نصاب التي وصلها قبل أكثر من أسبوعين، في ما بدا محاولة لاستدراك الموقف وتوجيه دفته لمصلحة أبو ظبي.

وفي هذا السبيل، عقد، قبل يومين، لقاء قبلي موسع دعا إليه العولقي في مديرية نصاب، بعدما روج له على أنه سيشكل «علامة فارقة» في تاريخ المحافظة ومستقبلها، وأنه يستهدف «توحيد الصف الشبواني». وفي أبرز ما خرج عن اللقاء، طالب المجتمعون بإقالة محافظ شبوة، محمد صالح بن عديو، المحسوب على «الإصلاح»، مشددين على ضرورة «نيل المحافظة حصتها من كل شيء»، وهو ما قوبل بترحيب «الانتقالي»، فيما استنكره مستشار وزير الإعلام في حكومة هادي، مختار الرحبي، واصفا الوزير بأنه «أداة جديدة تستخدمها الإمارات للنيل من الدولة والسلطة المحلية»، مضيفا أن أبو ظبي استخدمت «كل الأدوات الرخيصة من أجل الإطاحة بمحافظ شبوة والقيادات الأمنية للبقاء في المحافظة وتسليمها للميليشيات التابعة لها».

وكان وزير النقل السابق، صالح الجبواني، وجه رسالة إلى الوزير حذره فيها من أن «أي صدام في شبوة سيفتح الطريق لقوات الجيش واللجان الشعبية لدخولها»، في حين اتهم بن عديو الإمارات بأنها لم تف بوعدها بتسليم منشأة بلحاف، لافتا إلى وجود «90 ألفا من المرتزقة (الموالين لها) في كامل أنحاء اليمن يتسلمون رواتب»، واصفا تلك الميليشيات بأنها «كيانات موازية دخلت مع الشرعية عدة مرات في حروب وصدامات وتنفيذ هجمات واغتيالات».

يذكر أنه سبق للإمارات أن انسحبت من معسكر العلم القريب من مدينة عتق – مركز المحافظة -، فيما كان منتظرا أيضا انسحابها من منشأة بلحاف بموجب تسوية بينها وبين سلطات هادي رعتها السعودية، التي انسحبت هي الأخرى من من معسكرها الوحيد في مطار عتق.

وفيما جرى الحديث عن أن جزء من «ألوية العمالقة» المنسحبة من جنوب الحديدة سيعاد نشرها في شبوة، يسود الترقب لما ستحمله الأيام المقبلة لهذه المحافظة، وسط اهتمام مركز بالموارد النفطية والغازية التي تتحكم بها شركات أميركية وفرنسية.

المصدر: جريدة الأخبار

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com