موقع استرالي: الضربات الجوية اليمنية على شركة أرامكو حطمت ثقة الرياض في استمرار دعم الولايات المتحدة
أفق نيوز – ترجمة – عبدالله مطهر
قال موقع ”ذا كونفرزيشن“ الأسترالي إن تقلص النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط ستكون له عواقب حتمية بالنسبة لإسرائيل باعتبارها جهة فاعلة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً وعضوياً بالولايات المتحدة.
وأكد أن إسرائيل لابد أن تتعامل مع التوجهات الأمريكية الاستراتيجية الجديدة وكذلك مع الديناميكيات الإقليمية التي تعزز موقف إيران.. حيث أنه في الوقت الذي أصبح فيه الوعي بالتراجع النسبي لقوة الولايات المتحدة مطلوباً بشكل تدريجي يستعد اللاعبون الإقليميون في الشرق الأوسط لملء الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه رحيل القوات الأمريكية.
وذكر الموقع أن واشنطن قد سحبت من السعودية بعض المعدات العسكرية الثقيلة ، سيما بطاريات صواريخ باتريوت وكذلك حاملة طائرات ، بهدف إعادة نشرها على الجبهة الآسيوية.. مضيفاً أن في أيلول/سبتمبر 2019, نفذت القوة الجوية اليمنية هجوماً كبيراً على منشآت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو ، دون أن يثير هذا رد فعل من واشنطن.. من شأنه هذا الهجوم حطم أي ثقة يمكن أن تكون للرياض في استمرار دعم الولايات المتحدة.
وأفاد الموقع أن مع وصول الإدارة الأمريكية الجديدة ، التي تنأى بنفسها عن السياسة السعودية بإنهاء دعمها لحرب اليمن وإعادة الانخراط في محادثات مع إيران ، بدأت الرياض بدورها مفاوضات مع طهران.. لذلك فإن قلق الرياض وأبو ظبي هو الحد من تداعيات سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة على قضايا الشرق الأوسط الرئيسية – خاصة إيران – وتعويض الخسائر التي نجمت عن ذلك.
وأورد أن الإمارات سحبت معظم قواتها البرية من اليمن في عام 2019 وعادت إلى الحوار مع إيران في العام نفسه بعد الهجمات المنسوبة إلى طهران ضد ناقلات النفط في مضيق هرمز ، وهو قرار بدافع الخوف من هجوم عسكري إيراني.
الموقع رأى أن الاستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط انتهت بسلسلة من الإخفاقات.. لقد فشلت في إعادة تشكيل المشهد الإقليمي بما يتوافق مع مصالح واشنطن.
وأضاف ان استراتيجية الضغط على طهران التي استخدمها دونالد ترامب أثبتت أنها غير فعالة سياسياً أو حتى تأتي بنتائج عكسية.. لقد أظهر النظام في طهران مرونته وصلابته من خلال استمرار تطوير قدراته العسكرية والباليستية وتعزيز نفوذه من خلال نشر القوات على طول محور إقليمي يمتد من جنوب باكستان إلى غزة.
علاوة على ذلك يرى مراقبون أن إسرائيل هي الخاسر الأكبر في الديناميكيات الإقليمية الجديدة، حيث إن التعليقات السياسية التي صاحبت الاجتماع الثلاثي الذي عقد في 13 تشرين الأول/ أكتوبر تبين حجم الخلاف بين الإسرائيليين والأمريكيين حول إيران.. لقد أراد الإسرائيليون في هذا الاجتماع أن يحصلوا من واشنطن على ضمانات بوضع خطة طورئ تشغيلية مشتركة” في حال فشل المفاوضات مع طهران ، لكن الأمريكيين التزموا الصمت حيال هذه القضية.. ومع ذلك فشل الإسرائيليون في “دفع إدارة بايدن إلى زيادة الضغط على طهران.
وليس من المؤكد أن الولايات المتحدة لديها حالياً خطط عسكرية عملية يمكن أن تؤخر نضج قدرة إيران النووية لعدد كبير من السنوات.. وعلى نحو مماثل ، ليس من الواضح ما إذا كانت حتى إسرائيل لديها خطط طارئة مجدية لتأخير حصول إيران على أسلحة نووية لبضع سنوات.
وتشعر إسرائيل بنفس القدر من القلق إزاء العلاقة التي تطورها دول الخليج مع الصين وترى في طموح بكين إلى الاستفادة من الانسحاب الأمريكي لتعزيز نفوذها. الخوف الرئيسي لدى تل أبيب هو أن التقنيات الإسرائيلية المصدرة إلى الخليج ستتجه إلى الصين ، ومن هناك ، إلى إيران.