إذا ما نظرنا بموضوعية إزاء العلاقات القائمة بين طهران والرياض فهي بالتأكيد لها جذور قديمة وما تزال مستمرة والقطيعة بين الجانبين لا تكاد تكون إلا عبر الوسائل الإعلامية خصوصاً في المرحلة الراهنة وتأتي أهمية قراءة تلك العلاقات على ضوء الأحداث والتطورات الجارية لاسيما التي تشهدها اليمن.
فإذا كانت العلاقات فعلاً بين مملكة آل سعود وجمهورية إيران الإسلامية حميمة وجيدة ولا يوجد أي توتر في تلك العلاقات ولا اضطراب إلا كتكتيك في الوسائل الإعلامية المشار إليها ، خصوصاً واليمن البلد الوحيد الذي تضرر من ذلك التكتيك السياسي في العلاقات الإيرانية السعودية الأمر الذي يتطلب قدراً عالياً من الموضوعية والعقلانية السياسية إزاء الحالة القائمة في بلاد اليمن وما نتج عن تلك الأزمة المفتعلة في العلاقات بين طهران والرياض من آثار سلبية تضررت منها بلادنا في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية جراء حالة الحرب العدوانية القائمة على اليمن منذ ما يقارب تسعة أشهر.التي آن الأوان لها أن تتوقف وينتهي العدوان الغاشم ما دام واللاعبون الأساسيون في أطرافها الإقليمية ينتمون لعقيدة واحدة واليمن لم تكن في أي مرحلة من المراحل خارج دائرة الإسلام حتى تدفع ثمناً باهظاً لصراعات مفتعلة تدور وتجري في ساحتها الوطنية بين المحاور الإقليمية والدولية .
ومع افتراض أن طهران والرياض في حالة قطيعة وفي حالة تصعيد أيضاً فلماذا لا يدخلان في حرب بدلاً من أن تتعرض اليمن لحالتي العدوان والحصار بالوكالة جراء استحقاقات تدور وتجري في إطار صفقات وتسويات إقليمية ودولية واليمن تضررت من تلك التسويات أكانت معلنة أو غير معلنة ففي كلتا الحالتين تقع على كاهل البلدين مهمة كبيرة في حالة وجود التوافق الذي هو موجود أصلا .
لأن سفير إيران في الرياض وسفير المملكة في طهران فلماذا لا يكون هناك تفاهم إيراني سعودي لما من شأنه وقف العدوان الغاشم على اليمن وإنهاء حالة التشظي السياسي الناتج عن حالتي الحرب والعدوان وما نجم عن ذلك من أضرار مست آثارها السلبية مستوى معيشة الناس وأزهقت آلاف الأرواح من الأبرياء في كلا الجانبين المدني والعسكري الأمر الذي يتطلب تفاهماً إيرانياً سعودياً كون بلادنا تضررت من القطيعة المفتعلة بين الرياض وطهران، وهي من تدفع ثمن هذه القطيعة.