عرس 2 ديسمبر
أفق نيوز – بقلم – علي الشرجي
في مهرجان فرائحي فريد مطرز بالحب وبالتكافل الاجتماعي والوحدة الوطنية والإسلامية، احتضن ميدان السبعين وباحة جامع الشعب الخميس المنصرم أكبر عرس جماعي في التاريخ – ربما – وذلك من حيث عدد العرسان وحفاوة التحضير وضخامة المشاركة الرسمية والشعبية في ظل ظروف استثنائية تتمثل في قصف طيران العدوان الذي لا يكاد يتورع.
7200 عريس وعروس أكملوا نصف دينهم برعاية الهيئة العامة للزكاة التي تحصِّل وتصرف مواردها باستقلالية تامة عن باقي الجهات المالية والاجتماعية الحكومية الأخرى لتستمر حكايتها مع النجاح وقطف ثمار التميز.
كان لزمان ومكان العرس الجماعي اليمني الذي ازدانت له صنعاء دلالاتها ورسائلها البليغة والهادفة التي أثارت الدهشة ولفتت أنظار الإعلام العربي والدولي والمحلي.
2 ديسمبر تاريخ لا يذكرني بشيء سوى بهذا العرس الجماعي الكبير وبانتفاضة طارق عفاش المشؤومة التي راح ضحيتها المئات من أبناء اليمن وفي مقدمتهم عمه – رئيسنا الأسبق المخدوع – والذي أنهى حياته وتاريخه السياسي الحافل بالرقص فوق رؤوس الثعابين برقصة 2 ديسمبر 2017م والتي نام بعدها إلى الأبد فلم تنفع أو تشفع له حشوده الجماهيرية ولا الاستعراضات العسكرية التي طالما شهدها ميدان السبعين عقوداً من الزمن.
ذلك الميدان صار حالياً صالة أفراح مفتوحة في الهواء الطلق وساحة يفضلها الشباب للرقص لرمزيتها أولاً ولمجانيتها ثانياً.
نغيظ قوى العدوان بابتساماتنا وأفراحنا وأعراسنا وصمودنا الملفت.
شيء يبعث الأمل أن تتواصل تجليات الصمود الوطني في وجه العدوان البغيض عبر مختلف المناسبات والمبادرات كما هي الانتصارات في الجبهات.
وشكراً للهيئة العامة للزكاة لحرصها وتفانيها في إعادة الاعتبار للركن الثالث من أركان الإسلام وإنفاق الزكاة في مصارفها الشرعية الثمانية.. والحرص واجب ويجب أن يستمر البحث عن كل محتاج حقيقي يستحق زكاة المسلمين وما أكثرهم في زمن الحرب والعدوان.
وأحيي كل مواطن يؤدي ما عليه من فريضة الزكاة دون بطء أو تساهل أو تحايل بل بقناعة وبطيب خاطر.
أتمنى أن تكون كل أيام الوطن عامرة بالأفراح والمسرات خالية من صداع الغزاة والمحتلين والمرتزقة والفاسدين.
فمن حقنا أن نفرح بكل شيء جميل ونحتفي به ومن واجبنا أن نشيد ونمتدح ونآزر كل إيجابي يصب في مصلحة المجتمع.
نتوق لأن نسمع كل يوم زغاريد ولأن تصمت فوهات البنادق والمدافع وأن يتحرر الوطن من محتليه ويلتم شمل كل الأسر النازحة.
ويسعد المواطن كثيراً أن يعيش العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية في ظل المسيرة القرآنية التي وُجِدَتْ لتبقى من أجل ذلك.
ونشد على أيدي كل المبادرات المجتمعية التي تناضل في سبيل تيسير الزواج للجميع وتعزيز التكافل الاجتماعي.