كثيرنا استمراً أن يكون مجرد صوت زاعق في مؤتمر الغربان حيث لا شيء غير نفس الصوت الذي لا يشير إلى شيء سوى الجلبة والضجيج.
*والقليل فقط يستهويهم البحث عن إجابة السؤال متى نلتقي كيمنيين عند فكرة الوطن وهل من سبيل إلى مشروع وطني نغادر فيه هذه العقود التي يتقلب فيها الشعب ما بين الحروب والفساد والاستبداد والفوضى والقتل والرخاوة والانتهازية وانتقاص السيادة وأحاديث الإفك وحتى التوحش الذي مدد الجسور بين القتل على طريقة القاعدة وداعش وبين عنف التعامل اللفظي والمعاملاتي الذي انتهى بالإعلامية جميلة إلى الصراخ في أسماع من ظلموها لتموت فجأة حسرة وكمداً وقهراً.. الله يرحمها ويرحمنا من بعدها..!!
*وفي العام من الشأن لا ينقص هذه البلاد لا الدستور ولا القوانين ولا برامج الأحزاب بما فيها من التشابه الذي يؤكد أن الهموم واحدة سواء كان البرنامج والمحفوظات منقولاً من الخارج أو من بنات الأفكار واستجابة للحاجة.. والذي ينقص هو الأخذ بناصية الموضوع وناصية الفكرة وتفعيل إرادة العمل.
*لا تقولوا .. الناس فين وصاحبنا فين.. لأننا تحت نير ان عدوان همجي ومواجهات داخلية مقيتة.. على الأقل ما الذي يمنعنا من عمل ما هو متاح من صور التعبير عن كون البلاد أو العاصمة تحديداً ما تزال بها مؤسسات وما تزال معنية بالارتقاء إلى مستوى التحدي الذي نغادر فيه اسطوانة الأنا وعبادة الذات وتفعيل ما تبقى من سلطة القانون بعد أن أخذت سلطة الأخلاق إجازة حتى فقد المجتمع الأمل في نخب أكثر من نصف قرن من الزمان وصار يردد القول قبل أي مشروع أو برنامج أو فكرة لتكن الإدارة/ الحكومة من الصين.
وحسب نقاش إعلامي متكرر ..نحن نعيش زمن كل يغني فيه على ليلاه وكل يوقد على قرصه وكل يهيل التراب على ما يحتويه صحن الآخرين من الطعام حتى يذكرك بالغراب الذي سألوه ما الذي يدفعك لسرقة الصابون من النوافذ.. وأنت لا تستحم فأطلق رده الشهير: فقط “الأذى طبعي”.
*همجية العدوان وحالة تسليم بعضنا بالارتهان والوصاية على حساب السيادة لا تمنع استحضار الجود بالموجود.. وتمثل السلطة للقدوة ورفض اجترار المفاهيم الفاسدة التي تقوس الآنا والأقربين في الجماعة أو الحزب وأن لا يكون هناك مثقفون ومريدون يزينون الفساد ويبررونه.. لأنه بقدر ما يغيب العدل وتتوارى القدوة تنفتح شهية الأطماع ويتضاءل وجودنا الوطني والإنساني ونوجد المبرر لمن يرى في الارتهان والعمالة والارتزاق مصدر فخر رداً على حال يجد فيه الفاسد والانتهازي من يلمعه ويجد الفاشل ومحدود الأفق الوطني والإنساني من يخترع له المناقب.
*المجهود الحربي يتصدر المشهد ويستهلك الكثير من الجهود بل ويستنزف ما هو أغلى وأعلى من ما هو مادي وعيني لكن من حق النفوس المتوجعة المنكسرة – معاناة معيشية وخدماتية أن تجد من يرمم ويجدد ما تيسر من الأمال الواقعية بواسطة توجه جديد ينتصر للثبات على المبدأ ويمنع التناقض بين الكلام الإنشائي وبين الفعل والسلوك.
*ومازلت عند كلامي القديم بأن في السياسة على الطريقة اليمنية والعربية الكثير من النجاسة والنخاسة وأن في الذي يمارسه سياسيون يمنيون في الداخل والخارج الكثير من القبح لكن قدر اليمنيين الأعزاء المؤمنين وحقهم أن يأملوا بقادم النفوس التي تطاول بشموخها وإنجازاتها عنان السماء.
*هذا هو منطق الإيمان.. ومنطق الحكمة والحضارة والتاريخ ومنطق استبدال الأحقاد والضغائن والتواكل والاحتراب والارتزاق بمنطقة الشراكة والتسامح والإنجاز.. والحوار.
*أحوالنا تقتضي أن نغير ما بأنفسنا متوكلين على الله.. فاللهم يا منتهى آمالنا إجمع كلمة اليمنيين على الحق ونجنا مما نخاف اليوم وغداً.