صمود لا تهز ثباته التحديات
أفق نوز – بقلم – زيد الشُريف
نفس الأساليب الشيطانية والإجرامية وغير القانونية التي لا شرعية لها تعودت أمريكا على ممارستها في مشاريعها الاستعمارية وحروبها العدوانية التي تستهدف الدول العربية والإسلامية من خلال الإرهاب السياسي عبر مجلس الأمن والحصار الاقتصادي غير الإنساني الذي يتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة، إضافة إلى العدوان العسكري والأمني والاستخباراتي والتضليل الإعلامي وغير ذلك من أساليب الصراع التي لا تستثني أي مجال من مجالات الحياة، تمارسه أمريكا وأدواتها اليوم في عدوانها على اليمن رغم مرور سبع سنوات من العدوان محاولة منها في تحقيق إنجاز هنا أو هناك أو إعاقة عمليات التحرير التي ينفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية أو كسر عزيمة وثبات وصمود الشعب اليمني، ومع ذلك تصطدم بثبات الشعب اليمني على مواقفه الراسخة رسوخ الجبال وتفشل كل تلك الخيارات التي تراهن عليها أمريكا.
لا الجرائم والغارات المكثفة ولا مجلس الأمن الدولي ولا الأمم المتحدة ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا أي طرف دولي يستطيع أن يرغم الشعب اليمني الصامد على القبول بالاستعمار والوصاية الخارجية مهما كانوا يمتلكون من نفوذ سياسي أو عتاد عسكري أو ثروة ومهما عملوا على توظيف كل إمكانياتهم وأساليبهم القائمة على المكر والخداع والطغيان والإجرام والحصار الاقتصادي والتصعيد العسكري وإصدار البيانات والتصريحات التي تتوافق مع سياسة دول تحالف العدوان الاستعمارية فإنهم لن يستطيعوا أبداً أن يجبروا الشعب اليمني الصامد على التراجع عن التصدي لعدوانهم أو إرغامه على التخلي عن حقوقه المشروعة ولن يستطيعوا أبداً إقناع الشعب اليمني الصامد بأن الاحتلال والاستعمار والهيمنة والوصاية الأجنبية أفضل من الحرية والاستقلال والعزة والكرامة
وقد حصلت – خلال سنوات العدوان السبع – الكثير من الدروس والعبر التي تشهد وتؤكد أن الشعب اليمني الصامد لا يمكن أن يفرط في حريته واستقلال بلده ولا يمكن أن يقبل بالاستعمار ولا يمكن أن يترك وطنه وثروات بلده مستباحة للطامعين مهما بلغ حجم التضحيات ومهما طال الزمان، ولو كان قادة دول تحالف العدوان يفكرون بعقل سليم لعملوا على استذكار أعمالهم الإجرامية في الأعوام الأولى من العدوان والتي كانوا فيها يقصفون الأحياء السكنية ويرتكبون أبشع الجرائم الوحشية بشكل يومي بحق الأطفال والنساء ولم يمنحهم ذلك أي نتيجة عسكرية بل جعل السخط الشعبي اليمني يتفاقم ويزداد ضدهم بشكل أكبر وكانت خسائرهم تتوالى وهزائمهم تكبر في كل الميادين والجبهات، وعليهم اليوم أن يدركوا أن التجربة الإجرامية التي قاموا بتجربتها في السابق وفشلت وانعكست سلباً عليهم مصيرها اليوم الفشل وجرائمهم لن تأتي بجديد سوى المزيد من السخط اليمني.
وفي ذات الوقت على دول تحالف العدوان أن تدرك جيداً أن الأكاذيب والفبركات والتهم الملفقة التي تقوم بنشرها والترويج لها في وسائل الإعلام باستمرار لن تصل بها إلى النتيجة التي ترجوها لأن الشعب اليمني الصامد يملك من الوعي ومن الدروس والعبر ما يجعله يميز بين الحق والباطل والصدق من الكذب ، ومن أكثر الأمور مدعاة للسخرية هو ما تروج له دول تحالف العدوان على لسان ناطقها المالكي، أن الشعب اليمني الصامد على علاقة بحزب الله معتبرة ذلك جريمة بينما واقعها مغلف بالانبطاح للأمريكان والتطبيع مع الصهاينة وعليها أن تخجل من نفسها بدلاً من كيل التهم للآخرين، لأن الله تعالى قال للمؤمنين (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) ولم يبرر على الإطلاق أو يدعو إلى التحالف مع اليهود والنصارى ضد الإسلام والمسلمين، كما هو الحال عليه بالنسبة للنظامين السعودي والإماراتي ، وفي كل الأحوال الشعب اليمني المسلم الصامد يعتمد على نفسه ويتوكل على الله تعالى ويثق به وهو في الموقف الحق ويدافع عن نفسه وعن حريته واستقلاله وله الحق كل الحق في اتخاذ كل التدابير التي من شأنها الحيلولة والتصدي لدول تحالف العدوان التي تسعى إلى استعماره ، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.