حرب من نوعٍ آخر
سيف الدين المجدر
الإنتاج المحلي الركن الأساسي في الاقتصاد، وأهم شيء يجب تطويره من أجل النهوض باقتصاد البلاد، والإنتاج المحلي في بلادنا يعاني من مشاكل عديدة، أبرزها سيطرة المنتج الخارجي على السوق وبأسعار منافسة، لذلك يتطلب الأمر التوجه في ثلاثة مسارات: المسار الأول: تحسين جودة المنتج المحلي بحيث يصبح منافساً للمنتجات الخارجية.
المسار الثاني: إيجاد البدائل والحلول لكل ما يخص المدخلات الصناعية، لأن المدخلات هي أهم حلقة في سلسلة القيمة وبدون مدخلات، أنت مازلت مقيداً بالاستيراد الخارجي، ولذلك يجب التركيز على جعل المدخلات محلية بحيث تكون أسعار المنتجات المحلية منافسة لأسعار المنتجات الخارجية.
أما المسار الثالث، وهو الأهم: فيتمثل في رفع الوعي المجتمعي تجاه المنتجات المحلية، وإعادة الثقة إليهم في ما يتعلق بالجودة والجدوى الاقتصادية، لأن أبرز ما تركز عليه الشركات الأجنبية هو ضرب الصناعات المحلية، وذلك من خلال ضرب ثقة الشعوب بصناعاتها المحلية.
يقول نهرو في كتابه “لمحات من تاريخ العالم” إنه قبل دخول البريطانيين إلى الهند كان البلد دولة مكتفية ذاتياً في صناعاتها المحلية، وعندما دخل البريطانيون أوصلوا الوضع إلى نقطة صار يشعر فيها الهنود أنه لا يمكن العيش إلّا بالمنتجات البريطانية والأجنبية، أيْ إنكار الشعب قدراته!
وهنا يقع الخطر الأكبر. نعم، هناك تحديات كبيرة أمام عجلة الصناعات المحلية، ولكنها ليست مستحيلة، المهم هو الوعي لدى أبناء الشعب.
وهناك أيضاً أبعاد دينية ووطنية لدعم المنتجات المحلية، لأن دعم المنتج المحلي يعود بالفائدة علينا جميعاً كما يعزز اقتصاد البلد في وجه التحديات والمخاطر.