المعهد الأوروبي للقانون الدولي: تواجد السفينة الإماراتية في مياه اليمن غير شرعي.. كما سماء اليمن “استراتيجية رعب الإقتراب” المياه الإقليمية اليمنية ممنوع الاقتراب إلا بإذن
أفق نيوز../
في عملية نوعية، القوات البحرية تنجح ولأول مرة في تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة شحن عسكرية أثناء قيامها بأنشطة عدائية في عرض البحر وتحمل طاقماً من جنسيات مختلفة لا يزال على متنها.
في الإعلان عن هذا المنجز الاستثنائي الكثير من الدلالات والرسائل لقوى العدوان خصوصا لدويلة الإمارات، التي دفعت مؤخرا بقضها وقضيضها لعملية انتحار جماعي في محافظة شبوة، وبات عليها اليوم أن تقف بموضوعية لقراءة مسار القوات المسلحة اليمنية العملياتي الذي كان في كل مرة يشهد تتطورا تكتيكيا واستراتيجيا وبات على العدو أن يثبت كفاءة في إعطاء الأمور حقها من التقييم والتقدير بعيد عهن الغطرسة.
عملية الأمس لم تأت بمحض الصدفة وإنما -كما أشار العميد يحيى سريع- كان يجري مراقبة السفينة منذ أسابيع وقد نفذت أعمالا عدائية عدة ومارست أنشطة معادية في المياه الإقليمية اليمنية، ومهمتها نقل كميات مختلفة من الأسلحة التي تستخدم في استهداف الشعب اليمني.
أكدت العملية على المنحنى التصاعدي وتنامي قوة الردع للقوات المسلحة اليمنية بتشكيلاتها العسكرية المختلفة، وهو التصاعد الحيوي الذي يقلق اسرائيل كما عبرت عن ذلك في تناولات مختلفة مع نجاح عمليات الجيش واللجان الشعبية في تحقيق الردع الاستراتيجي وكسر هيبة الآلة العسكرية المتفوقة لدى العدو واعوانه.
وفي يوليو الماضي 2020، جدد مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (انسايت) التحذير من تنامي القدرات العسكرية لليمن، معرباً عن خيبة الأمل في السعودية التي تقود الحرب على اليمن.
وقال المركز، المتخصص في إعداد دراسات استراتيجية لتأمين الكيان الصهيوني “إن عجز السعودية عن حسم الحرب في اليمن بات يهدد أمن إسرائيل القومي”.
محذراً من تنامي القدرات العسكرية لليمنيين، بقوله: إن الحرب التي تقودها السعودية في اليمن منذ 5 سنوات حوّلتهم إلى قوة لديها مُقدّرَات بإمكانها تهديد العمق الإسرائيلي.
ما كشفته المشاهد
في الإيجاز الصحفي، عرض العميد يحيى سريع صوراً كشفت ما تحمله سفينة الشحن العسكرية الإماراتية من معدات عسكرية وآليات وزوارق وأسلحة.. داحضاً بذلك ادعاءات قوى العدوان من أنها كانت عبارة عن مستشفى متنقلة.
وأوضح أن القوات البحرية وفي إطار مهامها الدفاعية عن المياه الإقليمية اليمنية كانت ولا تزال ترصد جميع الأنشطة العدائية للسفن الحربية التابعة للعدوان وأنه بعد عملية الرصد الدقيق لنشاط السفينة صدرت التوجيهات بالاستيلاء عليها ضمن الدفاع المشروع عن بلدنا وشعبنا ونقلها إلى ميناء الصليف.
وأعلن متحدث القوات المسلحة تنفيذ العملية العسكرية في عرض البحر لأول مرة في إطار “مهامنا وواجباتنا الدينية والوطنية تجاه الشعب اليمني.”
وأضاف: “حذرنا سابقاً بأننا لن نتردد في تنفيذ عمليات نوعية وسنواجه التصعيد بالتصعيد كما وجه حديثه لتحالف العدوان وأبواقه قائلا: “انظروا إلى هذه الصور والمشاهد التي تؤكد زيف ادعاءاتكم.”
كما وجه وعيد القوات المسلحة اليمنية لدويلة الإمارات قائلا: “نملك الخيارات المناسبة وقواتنا بتشكيلاتها المتعددة لديها من القوة والإرادة ما يجعلها حاضرةً للرد على أي تصعيد عدواني”.
ونوه العميد سريع بأن القوات المسلحة اليمنية نفذت العملية في المياه الإقليمية اليمنية لا الإقليمية السعودية ولا الإماراتية، داعياً تحالف العدوان “للتوقف عن حماقاته”.
وأضاف: “خياراتنا المناسبة في طريقها لتصبح واقعاً وكل ما سنتخذه في إطار الدفاع المشروع وأن التمادي في العدوان سيدفع بالقوات البحرية للذهاب إلى مكان أبعد..
وتابع: “سيُفاجئكم بعمليات دفاعية نوعية في البر والبحر إن شاء الله.. عدوانكم على اليمن لن يستمر وحربكم على شعبنا العزيز الصامد المجاهد لن تستمر وعاجلاً أم آجلاً ستكون الهزيمة مصيركم”.
تواجد غير شرعي
قانونياً يعد تواجد السفينة الإماراتية في مياه اليمن أمراً غير شرعي، وقال رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي والعلاقات الدولية، محمود رفعت، إن “تواجد السفينة الإماراتية في مياه اليمن الإقليمية غير شرعي”.
وأضاف رفعت في تغريدة على “تويتر” أنه ” في حال ثبوت أنها عسكرية تكون الجريمة مغلظة”، معتبراً ضبط حكومة الإنقاذ سفينة ترفع علم الإمارات عملاً غير مسبوق. يحسب لصالح صنعاء مشيرا إلى أن التبدل الجذري في موازين القوى بالبحر جاء بعدما تأكد هذا التبدل لصالح صنعاء خلال الأسابيع الماضية بالبر.
على ذات الكفاءة
ممنوع المرور إلا بإذن، عبارة أطلقتها القوات المسلحة اليمنية في شقها البحري غير مرة، ومنذ رسخت استراتيجية “رعب الاقتراب” وهي تثبت أن كل تقسيماتها تسير على نفس القدرات والكفاءة.
القوة الصاروخية، الطيران المسيّر، القوة البحرية، الأجنحة التي تسير بالبلد في معركة التحرر والاستقلال، القيمة والمبدأ الرئيس الذي أمد عليه السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة اليوم الوطني العام 2020 كما يؤكد على ذلك باستمرار.
عملية احتجاز سفينة الشحن الإماراتية تؤكد هذه الحقيقة، كما أكدت على ذلك المسار العملياتي للقوة البحرية.
في الثاني من أكتوبر 2016 دمرت صاروخية الجيش واللجان الشعبية سفينةً إماراتية من طراز «سويفت»، حاولت التقدم باتجاه سواحل مديرية المخا.
حينها ادعت قوات تحالف العدوان أن السفينة المستهدفة «مدنية»، وإنها «كانت في طريقها إلى عدن في مهمة إنسانية في تناقض واضح مع ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية التي اعترفت باستهداف الجيش اليمني لسفينه حربية إماراتية».
فيما فنّد «الإعلام الحربي» تلك المزاعم بنشر مقاطع فيديو لعملية استهداف السفينة بصاروخ من نوع «C-802»، مؤكداً أنّه «بعد استهداف السفينة واندلاع النيران فيها شوهدت زوارق حربية تهرع إلى المكان»، ومعروف أن الصاروخ «C-802» مخصص لاستهداف البوارج والسفن الحربية، وهو الصاروخ نفسه الذي استخدمه حزب الله في اليوم الثاني من حرب تموز في 2006، في استهداف بارجة «ساعر 5» الحربية الإسرائيلية.
وفي العام 2017 ظهرت السفينة الإماراتية سويفت وهي مدمرة على أحد الموانئ اليونانية في إطار عقد يتضمن الاستفادة مما تبقى من قطعها في سوق تشليح.
وتعد سفينة “سويفت” اللوجستية – سفينة حربية فائقة السرعة من طراز “2 (إتش أس في-2)” تؤدي عدة وظائف، مثل الاستكشاف، ونقل القوات والمعدات، وتحديد مواقع الألغام، والسيطرة على العمليات العسكرية، وكانت في السابق تابعةً للبحرية الأمريكية.
صبيحة السبت 12 أغسطس 2017م استهدفت القوات البحرية والدفاع الساحلي سفينة حربية داخل ميناء المخا بسلاح نوعي مناسب ما أدى إلى إحراقها وتدميرها تدميرا كليا.
في 31 ديسمبر 2017م وفي إطار ما توعد به قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي دول العدوان في خطاب المعادلات الجديدة وتحذيره لهم بأن أي مغامرة من قبلهم تستهدف الحديدة والميناء ستكون عواقبها وخيمة، والذي أكد فيه أن قدرات القوة البحرية في اليمن قوة دفاعية وتستطيع التصدي لأي خطر وضرب البوارج الحربية والعتاد الحربي القادم من قوى العدوان بمختلف أشكاله وأنواعه”، ضبطت القوات البحرية والدفاع الساحلي، مركبة تجسسية ذاتية التحكم تابعة للغزاة في المياه الإقليمية اليمنية.
صباح الأربعاء 25 يوليو 2018، استهدفت القوات البحرية اليمنية البارجة السعودية – الدمام التي كانت تقوم بأعمال عدائية بصاروخ مناسب، ألحق بها أضراراً كبيرة.
حينها أكدت قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي أن العملية ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وطالبت في بيان قوى العدوان بسحب بوارجها بعيدا عن مياه اليمن الإقليمية، وإلا كانت صيدا ثمينا بإذن الله.
قبلها بشهر في 14 يونيو أكدت قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي جهوزيتها العالية لتسديد ضربات موجعة ومدمرة لأي بارجة تهدد السواحل اليمنية، وأعلنت حينها أنها تمكنت من إفشال عملية إبرار بحري معاد من البوارج الحربية المعادية كانت متجهة صوب ساحل غليفقة جنوب الحديدة، وجددت حينها التأكيد على أنه لا قلق على السفن المدنية طالما كانت ملتزمة بالقانون البحري الدولي.
بعدها بشهر وتحديداً في الثالث والعشرين من أغسطس 2018، نفذت القوات البحرية بالجيش واللجان الشعبية، عملية خاصة داخل العمق البحري السعوي تم خلالها استهداف هدف عسكري بسلاح مناسب.
في اكتوبر عام 2018، كشف الإعلام الحربي لللجيش واللجان الشعبية عن تصنيع الغام بحرية محلية الصنع تحمل اسم “مرصاد” بأياد وخبرات يمنية خالصة.
وأوضح الإعلام الحربي في الفيلم الوثائقي (البحر المسجور) عن قيام وحدة التصنيع الحربي بتصنيع ألغام بحرية محلية الصنع باسم ”مرصاد” مخصصة لاستهداف بوارج وقوارب تحالف العدوان العسكرية.
كما كشف الفيلم الوثائقي عن عدد من المشاهد الاستطلاعية لبعض العمليات التي نفذتها القوات البحرية ببارجات وقوارب تحالف العدوان العسكرية.
وعرض الإعلام الحربي اليمني للمرة الأولى مشاهد إضافية لاستهداف القوات البحرية والدفاع الساحلي لسفينة سويفت الإماراتية وتدميرها.
في مارس الماضي 2021 وفي سياق الإعلان عن حصاد 6 سنوات من العدوان على اليمن، أوضح متحدث القوات المسلحة أن القوات البحرية والدفاع الساحلي نفذت أكثر من 34 عملية عسكرية نوعية، استهدفت سفن وبوارج وفرقاطات وزوارق العدو إضافة إلى أرصفة موانئ ومنشآت تابعة للعدو، كما أفشلت القوات البحرية والدفاع الساحلي بعون الله عمليات إنزال وإبرار لقوات العدو.
وأضاف العميد سريع أن القوات البحرية والدفاع الساحلي نجحت في احتجاز عدد من السفن التي انتهكت المياه الإقليمية اليمنية.. موضحا أن أبرز عمليات القوات البحرية والدفاع الساحلي استهداف فرقاطة المدينة وفرقاطة الدمام التابعتين للعدو السعودي والسفينة الحربية سويفت التابعة للعدو الإماراتي.
علامة فارقة
مثلت القوات البحرية اليمنية علامة فارقة في تشكيلات الجيش اليمني، وكانت العمليات التي نفذتها سواء على مسار الهجوم أو الدفاع دليلاً على جهوزية عالية واستعداد تام لتثبيت السيطرة على كل المياه اليمنية وخصوصا مياه البحر الأحمر.
وقد فرضت القوات البحرية والدفاع الساحلي في تكتيكاتها الهجومية والدفاعية استراتيجية عسكرية جديدة، تسمى “رعب الاقتراب”؛ مستوحاة مما تفعله الوحوش الكاسرة والضارية عندما تحمي عرينها وبيتها وكل ما هو لها؛ فالطامع من الاقتراب يتعرض لبطش وانقضاض مرعب ومفاجئ يشتت شمله في البداية مما يجعله لقمة سائغة وفريسة سهلة؛ لتتناوله تلك الوحوش في النهاية بشراسة لا تفارق مخيلة من يفكر الاقتراب مرة أخرى.
تقرير / وديع العبسي