حرب روسية أوكرانية وشيكة
أفق نيوز //
تجري روسيا سلسلة مناورات عسكرية بالقرب من حدود أوكرانيا وفي مناطق أخرى، مع استمرار التصعيد بينها وبين القوى الغربية التي لم تستبعد معاقبة الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا إذا أقدمت بلاده على غزو جارتها.
وتتزامن التحركات العسكرية مع اجتماع مغلق تستضيفه باريس اليوم الأربعاء لمستشارين من روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا، لبحث جوانب إنسانية وحث السلطات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا على بدء مباحثات بشأن الوضع الخاص لإقليمي دونيتسك ولوغانسك، وبحث تنفيذ اتفاقات مينسك.
وفي غضون ذلك، انضمت بريطانيا إلى الولايات المتحدة في التلويح بفرض عقوبات تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مباشرة، إذا غزت روسيا الأراضي الأوكرانية.
سلاح العقوبات
وردا على سؤال بشأن العقوبات المحتملة على بوتين، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس لتلفزيون سكاي (Sky) اليوم “لا نستبعد أي شيء”.
وأضافت “سنطرح تشريعا جديدا يجعل نظام العقوبات لدينا أكثر صرامة، حتى نتمكن من استهداف المزيد من الشركات والأفراد في روسيا. سنقدم ذلك في غضون الأيام القليلة المقبلة. لا أستبعد ذلك”.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن روسيا “ستواجه عواقب وخيمة” إذا أقدمت على غزو أوكرانيا، مشيرة إلى أن بريطانيا تقوم بتزويد كييف بأسلحة دفاعية.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال أمس الثلاثاء إنه سيدرس مسألة فرض عقوبات تستهدف بوتين شخصيا إذا هاجمت روسيا جارتها أوكرانيا، محذرا من أن هذه الخطوة تترتب عليها “نتائج هائلة” وأنها قد “تغير العالم”.
وردّ الكرملين على هذه التلميحات اليوم، حيث قال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف للصحفيين إن فكرة فرض عقوبات شخصية على بوتين لن يكون لها أثر يذكر على روسيا، لكنها ستكون “مدمرة” للجهود السياسية الرامية لخفض التصعيد.
وقال بيسكوف إن أعضاء الكونغرس الأميركي الذين يتحدثون عن تجميد الأصول المملوكة لممثلي القيادة الروسية يفتقرون للدراية اللازمة، لأن كبار المسؤولين الروس يُمنعون من امتلاك أصول في الخارج.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -اليوم في خطاب بمجلس الدوما (الغرفة الثانية للبرلمان الاتحادي الروسي)- إن بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة للرد على أي تحركات غربية تهدد أمنها، مؤكدا أن العالم “لن يكون بعد الآن أحادي القطب”.
وأضاف لافروف أن واشنطن وحلفاءها يواصلون في الآونة الأخيرة الضغط على روسيا “متجاهلين قواعد الدبلوماسية”، ورأى أن مطالبة الغرب لروسيا بالحد من التدريبات العسكرية داخل حدودها “وقحة” وتمثل “أقصى درجات ازدواجية المعايير”.
وقال وزير الخارجية الروسي إن الاتحاد الأوروبي لن يكون له أي دور في الحوار بشأن أوكرانيا، مشيرا إلى أن موسكو تنتظر رد الولايات المتحدة على المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية لوقف توسع حلف شمال الأطلسي باتجاه حدود روسيا.
مناورات روسية
ميدانيا، أطلقت روسيا مناورات عسكرية في جنوب البلاد وفي شبه جزيرة القرم، كما شرعت في إجراء سلسلة من التدريبات البحرية تشارك فيها كل أساطيلها.
وأفادت وكالات أنباء روسية بأن القوات المسلحة تجري هذه المناورات في مناطق بالقرب من أوكرانيا، وتشمل 6 آلاف عنصر وطائرات مقاتلة وقاذفات.
في الوقت نفسه، قال الأسطول الشمالي في روسيا إن سفنا حربية روسية دخلت بحر بارنتس اليوم الأربعاء للتدريب على حماية ممر ملاحي رئيسي في الدائرة القطبية الشمالية.
وتهدف مناورات اليوم لتقييم الاستعداد القتالي لدى القوات في تلك المنطقة وقدرتها على حماية الممر البحري الشمالي، وتشارك فيها حوالي 30 سفينة حربية و20 طائرة و1200 فرد.
وأعلنت قيادة البحرية الروسية اليوم أيضا أن أسطول البحر الأسود بدأ مناورات بمشاركة 20 مدمرة وفرقاطة وبارجة.
وكانت موسكو قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستنظم سلسلة من المناورات تشارك فيها كل أساطيلها في البحار التي تطل عليها روسيا والمجاورة لها.
وفي السياق نفسه، وصلت إلى بيلاروسيا قوات عسكرية روسية للمشاركة في تدريبات خلال الفترة من 10 حتى 20 فبراير/شباط المقبل.
وقال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو إن التدريبات ستساعد في تحديد مواقع لنشر مزيد من قوات بلاده على الحدود مع أوكرانيا، معتبرا أن الوضع هناك ليس أفضل مما هو عليه عند الحدود مع بولندا.
وأشار لوكاشينكو إلى أن المناورات ستجرى على الحدود الغربية والجنوبية لبلاده.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت -يوم الاثنين الماضي- أن قوات من 8500 عسكري أميركي وضعت في “حالة تأهب قصوى”، تحسبا لاحتمال نشرها لتعزيز أي تفعيل لقوة التدخل التابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو” (NATO)، للتعامل مع الأزمة الأوكرانية.
وردّ الكرملين بالقول إنه يراقب “بقلق كبير” هذه التحركات الأميركية، متهما الولايات المتحدة بتصعيد التوتر بمثل هذه الخطوات.
وفي أوكرانيا، صرّح وزير الخارجية دميترو كوليبا اليوم بأن عدد القوات الروسية المحتشدة على الحدود الأوكرانية كبير و”يمثل تهديدا” لبلاده، لكنه حتى الساعة ما زال “غير كاف لشن هجوم واسع النطاق على طول الحدود الأوكرانية”.
وأضاف أن أوكرانيا تدرك أن حجم المخاطر بات مرتفعا، لكنه شدد على أن روسيا تريد “إثارة الذعر في المنطقة”.
صواريخ جافلين
من جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف إن صواريخ جافلين (Javelin) أصبحت في كييف بفضل الشركاء الإستراتيجيين.
وقد شحنت الولايات المتحدة وحلفاء غربيون آخرون أسلحة ومعدات عسكرية إلى كييف في الآونة الأخيرة، لدعمها في مواجهة المخاوف من غزو روسي محتمل.
في المقابل، قالت السفارة الروسية في واشنطن اليوم إن الأسلحة الأميركية سينتهي بها المطاف في أيدي “المسلحين والإرهابيين” في أوكرانيا.
من جهة أخرى، قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن الانفصاليين الموالين لموسكو نشروا صواريخ وأسلحة ثقيلة في إقليمي لوغانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا.
وكالات