عمليتان وتغريدة” تعيد دويلة الإمارات إلى حجمها الطبيعي
أفق نيوز – استطلاع – محمد السيد
بدون أي مقدمات أو الدخول في التفاصيل؛ نجحت عملية “إعصار اليمن الأولى والثانية”، مع تغريدة لناطق القوات المسلحة العميد يحيى سريع، ألمح فيها إلى احتمال استهداف معرض اكسبو بدبي، في إعادة دويلة الإمارات إلى حجمها الطبيعي .
حيث جميع المعطيات تشير إلى أن الرسالة الاستراتيجية التي حاولت صنعاء إيصالها إلى أبوظبي قد وصلت فعلاً.. فالصبر الاستراتيجي الذي انتهجته صنعاء تجاه مغامرات الإمارات وحماقاتها في اليمن، يُثمر اليوم، حيث تحولت الصواريخ والمسيرات اليمنية إلى كابوس يُقلق أبوظبي .
خلال الفترة الماضية مارست صنعاء أعلى درجات ضبط النفس تجاه المغامرات الإماراتية في اليمن، مُتدرجة في مخاطبتها للنظام الإماراتي بين التهديد والتحذير، لتأتي مرحلة التنفيذ العملي والضرب تحت الحزام .
عملية (إعصار اليمن الأولى والثانية)، التي استهدفت مطاري دبي وأبو ظبي، ومصفاة النفط في المصفح في أبوظبي، وقاعدة الظفرة ومواقع حساسة أخرى، لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة؛ فقد أعلنت القوة الصاروخية اليمنية خلال الفترة (2017 – 2019)، تنفيذ عدد من الضربات على الإمارات، حاولت الأخيرة نفيها .
ففي ديسمبر 2017م، أعلنت صنعاء استهداف مفاعل براكة النووي في مدينة أبوظبي بصاروخ كروز، سرعان ما نفته أبوظبي، مؤكدة أنها تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع.
وفي شهر يوليو 2018م، أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة العميد الركن شرف غالب لقمان، استهداف مطار أبوظبي بقصف نفذته طائرة دون طيار، لتنفي الإمارات – كعادتها – الهجوم، مبررة ذلك بوقوع حادث تسببت به مركبة لنقل الإمدادات.
وفي أغسطس 2018م، أعلنت صنعاء قيام سلاح الجو المسير بقصف مطار دبي بطائرة مسيّرة وسط نفي إماراتي لذلك. لتعود صنعاء من جديد لتؤكد قصف مطار دبي بطائرة مسيّرة من طراز “صماد-3، ولكن السلطات الإماراتية نفت ذلك.
وفي مطلع سبتمبر من نفس العام؛ نفذ سلاح الجو المسير عملية هجومية على مطار دبي بطائرة مسيرة من طراز “صماد-3، سرعان ما نفته السلطات الإماراتية، لتقوم صنعاء بمعاودة الهجوم على الرغم من النفي المتكرر لأبوظبي لهذه الهجمات اليمنية؛ إلا أن صنعاء أثبتت مصداقية ما أعلنته، من خلال بث فيديو في شهر مايو 2019م، عبر قناة المسيرة، يوضح استهداف سلاح الجو ، منشآت في مطار أبوظبي الدولي في عام 2018م، بطائرة مسيرة نوع “صماد3، استهدفت محطة المسافرين رقم واحد.
في قراءة سريعة لهذه العمليات، نجدها عمليات محدودة كماً ونوعاً، سواءً من خلال عدد الطائرات المستعملة في الهجوم أو من خلال الأهداف المستهدفة، حرصت من خلالها صنعاء إلى إيصال رسائل تحذيرية تؤكد من خلالها امتلاكها اليد الطولى في الوصول إلى العمق الإماراتي، وبهجوم كبير سيستهدف مواقع استراتيجية وحساسة، اذا ما استمرت أبوظبي في مغامراتها .
وهذا ما يؤكده، توعد المتحدث العسكري للقوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في سبتمبر 2019م، الإمارات، قائلا إن “عملية واحدة فقط ستكلفكم كثيرا”.
وتابع: “نقول للإمارات إذا أردتم السلامة لأبراجكم الزجاجية فاتركوا اليمن وشأنه”، مشيرا إلى أن لدى القوات اليمنية عشرات الأهداف ضمن بنك أهداف في الإمارات.
المستجد في الأمر؛ هو العودة الإماراتية من بوابة شبوة معلنة التصعيد، تنفيذاً لضغوط المشغل الأمريكي والإسرائيلي، وهي قراءة خاطئة من أبوظبي لصبر صنعاء الاستراتيجي .
17 يناير يوم لن ينساه الإماراتيون
الـ 17 من يناير 2022م، يوم لن ينساه النظام الإماراتي ومشغله الأمريكي والإسرائيلي؛ ففي هذا اليوم، بدأت مرحلة كسر العظم والضرب تحت الحزام، حيث نفذت القوات المسلحة اليمنية عملية “إعصار اليمن الأولى” في العمق الإماراتي ردّاً على تصعيد العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي، العملية النوعية استهدفت مطاري دبي وأبو ظبي، ومصفاة النفط في المصفح في أبو ظبي، وعدداً من المواقع الحساسة.
في الدخول إلى التفاصيل؛ فقد تمت العملية العسكرية النوعية بخمسة صواريخ باليستية ومجنّحة، وعدد كبير من الطائرات المسيّرة .
هنا كانت الرسالة قوية، وهو ما بدا واضحاً من خلال الرسائل التي أطلقها المتحدّث باسم القوات المسلحة في البيان العسكري، إذ قال إنَّ “الإمارات غير آمنة ما دام تصعيدها العدواني ضد اليمن مستمراً، ولن نتردّد في توسيع بنك الأهداف ليشمل مواقع ومنشآت أكثر أهمية خلال الفترة المقبل”.
خيارات أبوظبي
ويبقى السؤال الأهم؛ ما هي خيارات أبوظبي ؟ لم يكن أمام أبوظبي سوى خيارين لا ثالث لهما؛ الأول : الاستمرار بالتصعيد تنفيذاً لرغبة سيدها الأمريكي والإسرائيلي، وهذا معناه الغرق في الوحل اليمني، وتلقيها المزيد من الضربات الموجعة .
أما الخيار الثاني، فهو خفض التصعيد ورفع الراية البيضاء والخروج من المستنقع اليمني، من خلال توجيه مليشياتها بالتوقف والانسحاب .
عملياً؛ اختارت الإمارات الخيار الأول، فزادت من تصعيدها سواء من خلال هجماتها الهستيرية على المدنيين أو من خلال مرتزقتها بما يسمى بـ (قوات الأقزام) في شبوة ومارب، الذين سقطوا بالمئات بين قتلى وجرحى وأسرى.
ليأتي الرد سريعا من صنعاء، عبر ضربة موجعة (إعصار اليمن الثانية)، وذلك بعد نحو خمسة أيام من العملية الأولى .
فقد استهدفت العملية الهجومية قاعدة الظفرة الجوية (أمريكية)، وأهدافا حساسة أخرى في أبوظبي، بعدد من الصواريخ الباليستية نوع «ذو الفقار».
كما استُهدفت «مواقع حساسة وهامة» في إمارة دبي، بعدد من الطائرات المسيّرة من نوع «صماد 3»، كما استهدفت عدداً من القواعد العسكرية في العمق السعودي، على رأسها قاعدة شرورة العسكرية وغيرها من المواقع السعودية .
هذه العملية كانت أكثر حجما من ناحية عدد الصواريخ والمسيرات المستخدمة أو من خلال المساحة الجغرافية الواسعة وتعدد أهدافها، حيث حاولت القوات المسلحة اليمنية من خلالها إرسال رسالة قوية لدويلة الإمارات وأمريكا والعدو الإسرائيلي .
صراخ الإمارات وعويل إسرائيل وهروب أمريكي إلى ملاجئ قاعدة الظفرة، البكاء الإماراتي والعويل الإسرائيلي والهروب الأمريكي إلى ملاجئ قاعدة الظفرة الأمريكية في أبوظبي، دفع الأخيرة إلى التفكير في الخيار الثاني، حتى وإن كان على سبيل ممارسة ( فن المراوغة) التي أجادت أبوظبي لعبه منذ مشاركتها في تحالف العدوان على اليمن، خاصة وأن القاعدة الأمريكية وصواريخ (ثاد)، لم تحميها من الهجوم اليمني، كما لم تنفعها أموالها التي اشترت بها مجلس الأمن والأمم المتحدة والجامعة العربية سيئة الصيت، من خلال إصدار إدانات برأت المجرم وأدانت الضحية .
سريع والحرب النفسية ضد الإمارات
وما بين هذا وذاك، مارس ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع حربا نفسية على النظام الإماراتي، رافقها تلميحات لبنوك أهداف إماراتية ستكون في مرمى النيران اليمنية، منها برج خليفة، لكن أحدثها تلك التغريدة المثيرة للجدل التي خرج بها العميد يحيى سريع.. مشيراً فيها إلى إكسبو دبي 2020 ” معنا قد تخسر.. ننصح بتغيير الوجهة”، وهي تغريدة صغيرة في حجمها، كبيرة في دلالاتها وأبعادها، تصدرت نشرات الأخبار العربية والعالمية، واضطرت القائمين على معرض إكسبو إلى تأجيل إحدى الفعاليات حتى الـ30 من يناير الجاري، على أمل أن يزول الكابوس الذي أرّق أبوظبي .
ويبقى أول موقف إماراتي رسمي من (أعاصير اليمن)، تلك التصريحات التي أطلقتها المندوبة الدائمة للإمارات لدى الأمم المتحدة لانا نسيبة، لمذيعة شبكة CNN بيكي أندرسون، أن الإمارات ستستمر في مسار خفض التصعيد والدبلوماسية، ويأتي ذلك مع مصادر تتحدث عن طلب أبوظبي من عدد من الوسطاء بالتدخل لدى صنعاء لوقف هجماتها على الإمارات .
إعادة التموضع..
“اسم الدلع “الذي أطلقه مرتزقة الإمارات على هزيمتهم في شبوة ومارب في المستجد؛ يأتي إعلان مليشيات الإمارات في شبوة إعادة تموضعها وبدء الانسحاب إلى عتق، مثيراً علامة استفهام كبيرة، كانت الخسائر الكبيرة التي منيت بها هذه المليشيات وعلى رأسها قادة من العيار الثقيل، وراء هذا التقهقر، خاصة مع وجود تقارير تشير إلى مقتل أكثر من ألف مرتزق ومئات الجرحى وعشرات الأسرى والمفقودين، لاتزال أسر الضحايا تُطالب مرتزقة الإمارات بتسليمها جثث أبنائها وتقديم معلومات عن المفقودين.. وضع أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصف ناشطون عبارة (إعادة التموضع) بانها اسم الدلع للهزيمة التي لحقت بأقزام مرتزقة الإمارات .
كما أن اتباع القوات المسلحة اليمنية لعمليات استدراج واسعة لتلك المليشيات، جعلها صيدا سهلا وبكميات كبيرة، تسابقت وسائل الإعلام ومواقع التواصل لنشر أسماء القتلى مع رتبهم والمنطقة التي ينتمون إليها. آخرها العملية الأخيرة التي نفذها الجيش واللجان الشعبية، وتمكنه من السيطرة على قرية الصعديات وعدة مواقع في سلسلة جبال استر المطلة على قرى آل ذياب والكراع والدقيقة بوادي النحر جنوبي مديرية بيحان في عملية التفاف جعلت قوات مرتزقة الإمارات بين كماشة الجيش واللجان الشعبية، خاصة بعد تعليق عملية الغطاء الجوي على قوات المرتزقة ، الذين تلقوا أوامر من مشغليهم بالتراجع، على وقع ضربات قوات الجيش واللجان ، لاسيما بعد نجاح الجيش واللجان في اختراق وادي اشتر والسيطرة على جبل الأشتر والصعديات، وبالتالي أصبحت قوات العمالقة محاصرة تقريبا في بيحان وعقبة البلعاء وحريب في الخلاصات؛ عملية حرية اليمن السعيد، أخرجت الإصلاح من شبوة، وإعادة التموضع سيخرجه من حضرموت.. ولا عزاء للأغبياء.