في زمن مضى كانت الإذاعة تبث أغنية تقول (أفريقيا للأفريقي) وهذا أمر طبيعي ومنطقي، تماما كما أن (مكسيكيا للمكسيكي) إلا أن الجديد أن عاصفة الخذلان المبين قد أصبحت عهدة قائد مكسيكي مغامر اسمه ماسياسي يا كنباه وقد (استشهد) هذا الياكنباه الليلة أثناء دفاعه عن بلاد الحرمين الشريفين ضد روافض اليمن!!.
ملاحظة هامة: اسم يا.. كنباه مرادف لاسم واخيبتاه ولا علاقة له بحزب الكنبة ولا حزب الصالون، والأمر كله مجرد تشابه أسماء.
المكسيكي المغوار كان يقاتل مع الكولومبي والسوداني والسنغالي دفاعا عن قضية عقائدية ووطنية عادلة لا تختلف كثيرا عن القضية التي حارب من أجلها ربورتو كارلوس وليس كارلوس أو جيفارا، وهي قيمة العقد كونه مقاتلا أو لاعبا محترفا يؤجر جهده وفقا لقواعد السوق الحر وهو من أجل ذلك يقوم بقتل كل من هو حر، وهو في ذلك حر!!.
نعود إلى أصل المسألة وهي أن آل سعود شنوا هذه الحرب قبل تسعة أشهر للإمساك بما أسموه (تداعيات الاتفاق النووي) كما قال خالد الدخيل (أن انطلاق عاصفة الحزم قبل أيام من إعلان الاتفاق النووي مع إيران كان خطوة استباقية محسوبة للإمساك بتداعيات هذا الاتفاق في الجزيرة العربية والخليج العربي قبل أن تفرض مفاعيلها على دول المنطقة ككل. ومنع إيران من توظيفه لفرض دور لها في الجزيرة العربية).
نفهم أن من يقدم على شن حرب لتحقيق هذا الهدف يملك جيشا صلبا ذو عقيدة واضحة (أيا كان رأينا فيها) وأن يجري حسابا دقيقا لما يتوخى تنفيذه على الأرض، ومن الواضح أن شيئا من هذا لم يحدث وأن الصلف والغرور كانا هما الدافع وراء تلك الهيعة غير محسوبة العواقب.
عندما يشن أي نظام حربا على بلد آخر لا بد أن يضع في اعتباره أن الطرف (المهزوم) سيسعى للثأر لنفسه ولو بعد حين ومن ثم فلابد أن تتمخض هذ الحرب عن جيش أكثر قوة وأكثر خبرة وهذا هو الفارق بين حزب الله قبل حرب 2006 وبعدها وها هي تسعة أعوام قد مرت دون أن تفكر إسرائيل في تكرار المحاولة.
ماذا عن جيش المرتزقة المكسيكي الكولومبي، هل سيقوم هذا الجيش بضمان أمن المملكة بصورة دائمة أم أن الأمر لا يعدو كونه محاولة لإنهاء الحرب على طريقة كلشنكان؟!.
أي توازنات دائمة سيحفظها جيش يا كنباه الذي حل محل جيش وا إسلاماه ليصبح الأمر كله يا خيبتاه يا فضيحتاه!!!.
من الذي نصح آل سعود بشن هذه الحرب وأي أوهام وكوابيس تصور هؤلاء أنهم قادرون على تحقيقها؟!.
في تلك الأيام الخوالي تحدث خاشقجي بلهجة من حقق الانتصار النهائي والحازم قائلا (إيران في حالة «إنكار» حادة، فهي لا تكاد تصدق ما يجري حولها، هزيمة كبرى في اليمن، وبداية هزيمة في سورية، منذ سقوط بغداد 2003 بيد الأميركيين، وهي تحقق الانتصار بعد الآخر، بدا لهم أن هناك روحاً إلهية من علو، أو من سرداب عميق تمضي فوق أيديهم وتوجههم من تكريت إلى القصير إلى صعدة فعدن).
نقتبس ما قاله خاشقجي: بدا أن هناك روحاً إلهية من علو، أو من سرداب عميق تمضي فوق أيديهم وتوجههم من تكريت إلى القصير إلى صعدة فعدن…. تقود آل سعود إلى الهاوية من القصير إلى صعدة إلى جيزان ونجران وعسير!!.