مناورات قبل الهزيمة
أفق نيوز – بقلم – أحمد الزبيري
المناورات التي يشهدها البحر الأحمر والبحر العربي وتمتد إلى المحيط الهندي وتشارك فيها 60 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وكيان العدو الصهيوني لها عدة أهداف وتحمل عدة رسائل ولجهات متعددة في مقدمتها اليمن وإيران وتمتد إلى الصين وروسيا.
من أهداف هذه المناورة والمناورة المصغرة التي سبقتها والتي شاركت فيها دويلة الإمارات والبحرين بقيادة أيضاً أمريكا من أبرز أهدافهما التمهيد لتسليم قيادة الشرق الأوسط للكيان الصهيوني كوكيل حصري عند الانتقال من المنطقة إلى بحر الصين والبحر الأسود وحدود روسيا الغربية.
هذا هو المنحى التصاعدي الذي يفسر الزيارات المتتالية لدول التطبيع في منطقة الخليج مضافاً إليه عبور الطيران الإسرائيلي فوق الأجواء السعودية والتي لم يعد يقتصر على الطيران المدني بل والطيران العسكري والذي هو عمل يؤكد ليس فقط تطبيع النظام السعودي بل وانقياد هذا النظام للكيان الصهيوني ومصالحه المدمرة للمنطقة.
وفي هذا السياق ينبغي الإشارة إلى أن مشاركة باكستان وبنغلادش في هذه المناورة الممتدة لـ18 يوماً ما كان له أن يتحقق لولا الضغط الأمريكي والدفع السعودي الخليجي لإكساب التسليم لقيادة إلاسرائيلي المستقبلية لمنطقة الشرق الأوسط بعداً إسلامياً بعد ان اقتصر على أعراب الخليج ونظام العمالة والارتزاق في السودان وبعض الممالك في غرب وشمال الوطن العربي.
نظام العدوان السعودي مع أمريكا وإسرائيل تعمدوا الزج بحكومة شرعية الفنادق في هذه المناورات اسمياً علهم يحققوا ما عجزوا عنه خلال سبع سنوات من الحرب العدوانية الإجرامية الشاملة على شعبنا.. بطبيعة الحال كل أدوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي ليس فقط ينفذون أوامر أمريكا ومحمية بني سعود وأولاد زايد من خلفهم أمريكا وبريطانيا بل هم يلهثون وراء التطبيع ولقد رأينا كيف ما يسمى بوزير الخارجية (اليماني) كان يتودد للإرهابي نتنياهو في مؤتمر وارسو في عهد الرئيس ترمب ثم تصريحات قيادات ما يسمى بالمجلس الانتقالي التابع للإمارات ومستشار الخائن الفار هادي, الأسوأ أن هناك خونة صاروا يلتقون بخبراء عسكريين وأمنيين بتوجيهات إماراتية على الأراضي اليمنية المحتلة بأشكال سرية وشبه علنية كتجسيد أن العدوان على اليمن إنما يأتي في سياقات تحقيق الأطماع الصهيونية في موقع اليمن الاستراتيجي وتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة صهيونية بالكامل، وما القاعدة التي تبنيها الإمارات بجزيرة ميون إلا واحدةً من أهداف هذه الحرب العدوانية الوحشية على اليمن.
موقف الشعب اليمني عبرت عنه حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء وتصريحات وزير الخارجية المهندس هشام شرف، واللواء الركن محمد ناصر العاطفي وزير الدفاع، واللواء الركن علي حمود الموشكي نائب رئيس هيئة الاركان، تجاه هذه المناورة تعكس وعيٍ عميق بطبيعة المخططات التي تسعى إليها أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني من وراء العدوان المستمر والذي يوشك أن يدخل عامه الثامن على وقع تعويض الفشل عبر الزج بكل هذه الدول في هذه المناورات التي تشارك فيها باكستان وبنغلادش وهما دولتان إسلاميتان تطلان على المحيط الهندي، وهنا قد تبدو مشاركات بعض الدول شكلية أو حتى منعدمة ولكن قبولها حتى اسمياً يعني أن أمريكا وبريطانيا يريدان جعل منطقة البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي منطقة تجاذب واستقطاب وصراع دولي.
وهذه المناورة محاولة تصعيدية أمريكية استباقية لتقرير وضع اليد على البحار والمضايق والممرات المائية التي ستعطيها اليد العليا كما تعتقد في الهيمنة على امتدادات مناطق الصراع من بحر الصين في آسيا إلى البحر الأسود وشرق أوروبا وهي في هذا كله تتوهم.
المهم بالنسبة لنا في اليمن فإن موقفنا واضح ولا لبس فيه وعبرت عنه القيادة الوطنية الثورية و السياسية والعسكرية والتي حذرت من أي مغامرة لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأدواتهم الاقليميين في الاقتراب من مياهنا الإقليمية والمساس بسيادتنا على سواحلنا ومياهنا وجزرنا في البحر الأحمر والعربي وفي المحيط الهندي، كما حذرت من أي مغامرة قد يندفع إليها تحالف العدوان الاقليمي والدولي على الشعب اليمني عله يعوض فشله طوال السبع السنوات المنصرمة والتي لم يحقق فيها سوى الفوضى وارتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسانية بعدوانه وحصاره لشعبنا المنتصر بإذن الله..