الحرب الروسية الاوكرانية هل تكون الشرارة لحرب عالمية ثالثة
أفق نيوز – بقلم – عبده فازع الصيادي
لقد كشفت هذه الأزمة ثم الحرب ثم العقوبات الأمريكية الغربية ووضع روسيا قواتها الإستراتيجية في حالة تأهب قصوى مايلي :
…حالة من الإستكبار والإستهبال وعدم الشعور بالمسوؤلية من قبل أمريكا وحلف الناتو ….
٢… ضعف قادة هذه الدول وعدم شعورهم وتحملهم للمسئولية وعدم تقديرهم لعواقب الأمور ….
٣… غياب العدالة وارتكاب المظالم من قبل قيادات هذه الدول أفقد الدول العظمى الثقة فيما بينها وأصبحت عظمتها في معالجة الأزمات بالحوار والعقل والمنطق والحكمة من خلال الحلول السياسية والقانونية والدبلوماسية منعدمة وهذه كارثة كبرى …
٤…سياسة الكيل بمكيالين وأكثر من قبل هذه الدول وتسييس وشرعنة عدوانها وتدميرها لكثير من الدول والشعوب خارج اطار القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة …حيث أفقدت الأمم المتحدة شرعيتها وهيبتها وحيادها وإنسانيتها وأصبحت عبارة عن اداة غير مشروعة لحماية مصالح هذه الدول غير المشروعة وتنفيذ سياستها العدوانية وتبريرها …
٥…كل هذه الانظمة التي تفرض العقوبات على روسيا وتنتقد ماتسميه بالغزو والعدوان الروسي على اوكرانيا هي نفسها بذاتها من أيدت ومازالت تؤيد العدوان على اليمن هي من أعتدت ودمرت واحتلت العراق هي من دمرت واحتلت أفغانستان هي من دمرت سوريا وليبيا………الخ….
لكن من وجهة نظري المتواضعة : روسيا والصين سيدفعون ثمن سكوتهم على ارتكاب تلك المجازر والإنتهاكات التي تمت بدون وجه حق من قبل هؤلاء السفاحين بأعتبار روسيا والصين أعضاء دائمين في مجلس الأمن وكان يجب عليهم أتخاذ مواقف علنية لمناصرة المظلومين والمستضعفين من دول العالم الثالث لكنهم اكتفوا بالصمت. ..
أخيرآ : أرجع واذكر بأزمة الصواريخ الكوبية عام ١٩٦٢م عندما أعلن الرئيس الامريكي جون كندي أستنفار قوة الردع النووي والأستعداد للدخول في حرب عالمية ثالثة …
جأوا العقلاء والمسئولين والحكماء من الطرفين وبقية قادة العالم وأخضعوا هذه الأزمة للتفاوض والحلول السياسة والدبلوماسية والعقل والمنطق فكانت الحلول منصفة للطرفين والعالم سحب الصواريخ السوفيتية من كوباء مقابل سحب الصواريخ الأمريكية من تركيا وأنشاء خط ساخن بين الكرملين والبيت الأبيض لمعالجة أي أزمات قادمة قد تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة بالحوار والحلول السياسية والدبلوماسية هذا قبل ستون عامآ بالضبط عندما كان هناك قيادات على مستوى المسئولية والحرص والتعقل والحكمة ..
الأن :
أصبحنا أمام قيادات تصنع الأزمات ولا تستطيع حلها ومعالجتها بالحكمة والعقل والمنطق …إستمرار قيادات حلف الناتو في التعاطي مع هذه الأزمة بنوع من الأستكبار والإستهبال وعدم الشعور بالمسئولية وتقدير عواقب الأمور يدل دلالة واضحة على وقوفهم خلف هذه الأزمة لإضعاف روسيا او تفكيكها كما حصل مع الإتحاد السوفيتي وهذا ماشعرت به روسيا ولن تقبله على الإطلاق مهما كان الثمن أسوة’ ببقية الدول العظمى وسيؤدي من وجهة نظري المتواضعة إلى الأتي :
١..تدمير البنية التحتية لأوكرانيا واحتلالها من قبل روسيا وإقامة نظام موالي للروس …
٢..نشؤ نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب …
٣..ظهور تحالفات جديدة وقوية سيكون لشرق أسيا والصين دور كبير فيها بأعتبارها تملك أربع دول نووية بالأضافة إلى روسيا…..
٤.. وإذا أستمرت أمريكا وحلف الناتو بتجاهل حقوق روسيا والصين وبقية الدول واحتقارها وتهميشها وفرض العقوبات عليها وعدم التعامل معها بنوع من المساواة والندية والجدية
والواقعية واحترام حقوقها وأمنها القومي واستمرت في سياسة المكاييل المتعددة والتدخل غير المشروع في شئونها الداخلية..
٥…أقول: قد تكون هذه وتلك هما القشة التي ستقصم ظهر البعير كما يقال وقد تكون الشرارة الأولى لبداية حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر وستدمر كل ما صنع البشر فكل شيء ممكن وكل شي متوقع ووارد في ظل هكذا قيادات ومغالطات ومظالم وتمييز وانتهاكات ….
فالتكبر والتجبر والإحتقار والغرور والغلو والتمييز كانوا ومازالوا وسيضلون هم أساس معاناة البشرية في حروبها ودمارها لبعضها البعض ولنفسها ماض وحاضر ومستقبل .
فهل يستغل العرب والمسلمين هذه الأزمات والحروب للإستفادة منها في ترميم البيت العربي والإسلامي والظهور كقطب ثالث صاحب قرار منفرد ومستقل غير تابع لأحد يحافظ على مصالح وتطلعات شعوبه ويحترم مصالح الأخرين أم سنظل ندور في فلكم ونحمي مصالحهم على حساب مصالح شعوبنا وتطلعاتها الشرعية والمشروعة..
أو على الأقل ينجوا وينأوا بأنفسهم وشعوبهم من أستخدامهم كأدوات في افغانستان جديدة يريدها الغرب وأمريكا ولن تسمح بها روسيا البته مهما كان الثمن ….كما حصل في الماضي ويحصل في الحاضر ويراد له في المستقبل …
أم إن العرب والمسلمين بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم وجنسياتهم قد وعوا وأستوعبوا الدرس جيدآ.. وخاصة بعد ان ذاقوا مرارة الظلم والتمييز والحروب المتواصلة من قبل امريكا ودول الغرب التي أستخدمتهم وخدموها على حساب عقيدتهم وسيادتهم وأستقلالهم الموالين لها والمعارضين تحت تهم الإرهاب والتطرف وحريات وحقوق الإنسان …كذبآ وزورآ وبهتان ؟؟؟؟؟؟؟….
وحتى أكون منصفآ ومحايدآ وواقعيآ في توقعي المتواضع هذا عن العرب والمسلمين أتوقع أن ينقسموا مستقبلآ كما هم ماض وحاضرآ إلى ثلاثة أقسام :
القسم الأول : سيظل مع امريكا وحلف الناتو…
القسم الثاني : سيدور في فلك روسيا ومحورها برضه نكاية بأمريكا وحلف الناتو .. وحتى يحافظ على هويته وبقاه وتواجده أمام أي تغيرات أو مستجدات فجائية أو غير متوقعة أو مفاجئة في قادم الأيام ….
القسم الثالث : سيعمل على النأي بالنفس وإلتزام الحياد العلني ومحاولة عدم الدخول في دائرة الصراع والتبعية المباشرة والعلنية مع أي طرف وتحت أي مسمى هذا بشكل علني وواضح لكن قد يخضع هذا الجزء بالذات لإتفاقات وصفقات سرية غير معلنة تضمن حياديته أو تبعيته بشكل سري غير معلن لأحد أقطاب الصراع الحالي والقادم …
*خبير ومحلل عسكري