مؤلم ومؤسف جداً أن تغدو المطالب الشعبية لأبناء شعبنا اليمني العظيم في انتصارهم لإرادتهم الوطنية ومطالبهم الاجتماعية في تغيير واقعهم اليومي إلى الأفضل والمشرق في كل مجالات الحياة الوطنية العامة والخاصة.. تواكب الجديد وتعمل على تحقيق الحياة الأكثر بناء والأفضل أمنا واستقراراً وتنمية وتطوراً حضارياً.
ومؤلم جداً أن يغدو التمترس حول مواقف الرفض والإقصاء للآخر واغتنام فرص النفوذ للإطاحة بالآخرين من حوله.. لتصبح ثقافة وسلوكا يومياً في الكراهية والعداء والإقصاء والتهميش لمن حوله من الأفراد سواء لأسباب أو بدون أسباب لتصبح ممارسات يومية في مجتمع وشعب كان يوماً أبعد منها.. محارباً لها ومعيباً في حق من يمارسها.. انطلاقا من قيم وخصوصيات لشعب له قيم وعادات وصفات تربوية ودينية وأخلاقية معروفة ومشهودة منذ القدم.
وإذا كان البعض يرى في مثل هذه الممارسات والسلوكيات وسيلة لأهداف ما أو مصالح أو حسابات أخرى.. فإن واقع الحال ينفي ذلك.. على اعتبار أن أي مطالب أو تغيير يأتي من رغبة كل شرائح المجتمع إلى إنهاء وتجاوز تلك الممارسات التي أدت إلى الأحداث والانقسام، ومذاهب سياسية وحزبية رغبة لقيادات وأحزاب عمدت إلى فعل هكذا لإثقال الواقع وإفساد ما يتطلعون إليه في الجديد والأفضل.
وما شهده أبناء مجتمعنا اليمني من ظروف ومعاناة يومية هي إشكالية تكمن فينا جميعاً في الانجرار وراء المصالح وممارسة أهداف وقيم إنسانية غيرت مسار التعايش والقبول بالآخر واحترام حرية التعبير والمشاركة في صنع القرار حول ما ينفع كل أبناء الشعب ويحقق ما يصبو اليه في الحاضر والمستقبل.
وبالتأكيد فإن ما نتطلع إليه في المرحلة الجديدة لا يمكن تحقيقه إذا لم تصدق النوايا وترسيخ قيم المحبة والتعايش والقبول بالآخر.. والسير في الاتجاه الصحيح بعيداً عن الإقصاء للآخر.. من أجل الخروج من كل الأوضاع اليمنية الراهنة..
كل تلك والممارسات السابقة أدت إلى واقع صعب وجعلت الطريق سهلة لكل الحاقدين والمتآمرين على بلادنا وشعبنا للتدخل في شؤوننا الداخلية والتلاعب بمواقف القوى السياسية لاستهداف سيادتنا الوطنية والعدوان على أرضنا وشعبنا وتدمير مقدراتنا تحت دواع ومبررات واهية تتنافى مع قيم الأخوة والجوار العربي المشترك والمواثيق والأعراف الدولية من النظام السعودي وتحالفاته العربية والأمريكية.
وفي ظل هذا العدوان وتكالب الأعداء والمرتزقة من الداخل فإن الواقع اليمني الراهن والمعقد لا يحتمل التساهل أو الإقصاء للآخر.. باعتبار أن الأحداث والعدوان والعمالة من الداخل هي مصيرنا الواحد نكون أولا نكون.
وفي الأخير أن الوضع اليمني الراهن الصعب والأحداث العدوانية لقوى تحالف العدوان العربي والأمريكي بقيادة النظام السعودي.. وأجندة العمالة من داخل الوطن ورهان القوى والأحزاب وأطراف الحوار السياسي.. وظهور بعض الجماعات والعناصر المتطرفة بمسمياتها ومذاهبها في الإضرار بالمصالح وإرهاب الشعب وممارسة الأعمال الإرهابية في حق أبناء شعبنا.. فإن كل ذلك يتطلب العمل كفريق واحد وأجواء أخوية صادقة للوقوف أمام هذه الأعمال والتكالب الخارجي والداخلي على بلادنا وأبناء شعبنا اليمني العظيم.
كما هي الدعوة لكل أطراف الحوار السياسي المنعقد في جنيف سويسرا “2” أن يكونوا عند مستوى الوطن والشعب للخروج بنتائج توافقية موحدة تنهي العدوان الخارجي وأحداث الداخل.. والخروج باليمن وأبناء شعبنا.. إلى بر الأمان.. إن شاء الله تعالى.