أفق نيوز
الخبر بلا حدود

المخرجات الأولى لزيارة المبعوث الأمريكي .. مرتزقة طارق عفاش يحكمون سيطرتهم على بلحاف شبوة

242

أفق نيوز../

 

لم يكد يمر أسبوع على زيارة المبعوث الأمريكي إلى اليمن لمنشأة بلحاف، حتى بدأت المتغيرات على الأرض تحيل إلى استعادة «توتال» و«هنت» حليفيهما القديم/الجديد، وبثوب إماراتي هذه المرة. أما تحت أي مسمى، فذاك آخر ما يفكر فيه المحتل. ففيما «الانتقالي» يتباكى من جزاء «سنمار» الذي كافأته به قوات الاحتلال الإماراتي، ومن كونها لم تراعِ حتى أنه مرتزقها القديم الذي أفنى ما أفناه في خدمتها، يستعد مرتزق أكثر عراقة في خدمة الإماراتي والأمريكي والفرنسي معاً ليكون هو «الحارس الأمين» لتلك المنشأة التي باعها عمه ذات يوم بثمن بخس. المفارقة هي أنه على بعد خُطىً من تلك المنشأة الغازية العملاقة، ثمة قرىً ومناطق قد اقتلعت كل أشجارها بحثاً عن حطب.

 

انتشرت قوات تابعة للعميل طارق عفاش، الموالي للاحتلال الإماراتي، في ميناء بلحاف بمحافظة شبوة.

 

وأوضحت وسائل إعلام أن العميل طارق عفاش نشر في ميناء بلحاف النفطي وحدات مما يسمى «محور سبأ» الذي تم تشكيله مؤخراً بقيادة شقيقه عمار، من عناصر ما يسمى «الحرس الجمهوري» السابق، بعد إعادة تأهيلهم من قبل الاحتلال الإماراتي واستدعائهم إلى معسكر العلم في شبوة.

 

يتزامن ذلك مع حراك أوروبي -أمريكي لوضع يده على المنشأة التي كانت محل أطماع إقليمية ودولية.

 

وجاء نشر وحدات «محور سبأ» بعد يومين على طرد قوات الاحتلال الإماراتي مرتزقة ما تعرف بـ»النخبة الشبوانية»، التابعة لمرتزقة ما يسمى «الانتقالي»، من منشأة بلحاف؛ الأمر الذي أثار غضبا قبليا في شبوة جراء هذه الخطوة التي تعكس مساعي دولية لإعادة تسليم ملف حماية المنشأة التي تتقاسم عائداتها شركتا توتال الفرنسية وهنت الأمريكية، لفصائل عائلة صالح عفاش الذي تورط بفضيحة بيع الغاز بأسعار بخسة.

 

كما يأتي تسليم منشأة بلحاف لقوات العميل طارق عفاش بعد أسبوع من زيارة مفاجئة للمنشأة قام بها وفد أمريكي رفيع المستوى برئاسة المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، والقائمة بأعمال السفير الأمريكي وعدد من الخبراء والعسكريين الأمريكيين.

 

وكانت تلك الزيارة فتحت تساؤلات لاتزال دون إجابات محددة حول الهدف منها، والقصدية من أن يكون ميناء بلحاف هو مكان اللقاء وليس عاصمة المحافظة، وما الذي دار في الاجتماع من نقاش، وهل أوصل مبعوث السلام النوايا الأمريكية بنهب الغاز اليمني، فالمصادر تفيد بأن ليندركينغ وعد محافظ شبوة المعين من قبل الاحتلال الإماراتي بدعم مالي كبير في حال تم استئناف إنتاج الغاز المسال، وبأنه شدد على ضرورة حماية أنبوب النفط الرابط بين قطاع 18 النفطي بمأرب وميناء بلحاف، ووعد بطلب دعم عسكري لسلطات الارتزاق في عتق، وكشف عن نية أمريكا استئناف إنتاج وتصدير الغاز المسال خلال أقرب وقت ممكن.

 

تلك المساعي تكشف مخططاً لنهب أمريكي فرنسي واسع للغاز اليمني عبر بلحاف، وهو ما يحذر منه خبراء اقتصاديون ونفطيون في الداخل والخارج، ويعتبرون أي استئناف لتصدير الغاز اليمني سيكون له تداعيات كارثية على إنتاج النفط الخام في القطاع، يضاف إلى أنه ليس من صالح اليمن إعادة استئناف إنتاج الغاز حالياً دون تعديل أسعار البيع وتحريرها والبيع وفقا للأسعار السائدة في السوق الدولية، كون بنود الاتفاقية السابقة تحدد سعر كل مليون وحدة حرارية بريطانية بمبلغ 3 دولارات.

 

وبحسب الخبراء فإن ذلك يعود لاتفاق أبرم عام 1996، في حين أن ما تم بيعه من قبل شركتي توتال وهنت وشركائهما خلال سنوات التصدير من 2009 وحتى 2013، كان بين 12 و15 دولارا للمليون وحدة حرارية بريطانية.

 

ولفتوا إلى أن استئناف التصدير في الظرف الحالي بنفس ذلك السعر الكارثي (3 دولارات للمليون وحدة حرارية) والذي رفضت شركتا توتال الفرنسية وهنت الأمريكية تعديله قبل سنوات الحرب، يعد سرقة منظمة للثروة الغازية اليمنية، كون الغاز ارتفع سعره عالمياً، ووصل سعر المليون وحدة حرارية إلى أكثر من 45 دولاراً بسبب الحرب الروسية الأوكرانية مؤخراً، وهو ما يؤكد أن خسارة اليمن ستكون باهظة في حال أعيد الإنتاج والبيع بالأسعار السابقة.

 

وجاءت زيارة المبعوث الأمريكي إلى بلحاف ترجمة لرغبة كل من شركتي هنت الأمريكية وتوتال الفرنسية في إعادة إحياء التحالف بينهما وبين نظام صالح عفاش القديم، وذلك عبر تمكين ابن أخيه من الاستحواذ على شبوة وتقليده وسام «الحارس الأمين» على منشأة بلحاف، بفصائله المؤلفة من التكفيريين والمرتزقة الذين جلبهم الاحتلال الإماراتي وقدم لهم كل أشكال الدعم. بحيث يتم الاستئثار بذلك «الكنز الثمين» الذي يحلبه الأمريكي والفرنسي والإماراتي، فيما أبناء محافظة شبوة لا يجدون في تلك الثروات التي يرونها تنهب أمام أعينهم سوى أنها نقمة ووبال عليهم. فبالرغم من إنتاج محافظتهم آلاف البراميل اليومية من النفط، ناهيك عما لديهم من ثروة غاز كبيرة، يعود بها الاحتلال وسماسرة الارتزاق إلى زمن الجمال والحمير واحتطاب الأشجار.

 

فمع تصاعد أزمة المشتقات النفطية التي تعصف بالبلاد، عاودت تجارة الحمير والجمال الازدهار في محافظة شبوة الغنية بالنفط، وانتشرت الحمير والجمال في أسواق عتق ومديريات المحافظة، وانتشار أسواق الحطب المستورد بعد أن تم الإجهاز على ما يمكن أن تجود به أرض شبوة من شجر يصلح للاحتطاب. في حين ارتفع سعر وايت المياه إلى 18 ألف ريال، مع توقف كافة مشاريع المياه.

 

كل هذا يأتي في ظل الحديث الوقح من قبل حكومة الارتزاق عن أن شبوة محافظة غنية بالنفط والغاز، فيما تصل المعاناة بأبنائها إلى العودة إلى ما قبل قرون من الزمن.

 

تقرير: نشوان دماج / صحيفة لا

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com