أفق نيوز
الخبر بلا حدود

عبد ربه فولوديمير منصور زيلينسكي.. دنبوعان وزنار واحد

411

أفق نيوز../

 

علاقات وطيدة تجمع بين الدنبوع هادي وبين صهاينة «تل أبيب»، التي قام بزيارتها مرتين منذ بداية العدوان على اليمن. صفحة خزي وعار أخرى تضاف إلى سجل الدنبوع الأسود، تلك التي كشف عنها الصحفي الصهيوني عاموس هرئيل، كبير المراسلين العسكريين في صحيفة «هآرتس» العبرية، الذي نشر مقتطفات من حوار أجراه مع يسرائيل كاتس، وزير خارجية الكيان الصهيوني السابق، والذي غادر منصبه قبل أشهر.

 

يقول كاتس: «لسوء الحظ، ليس لدينا حلفاء موثوق بهم في اليمن. الرئيس اليمني الحالي عبد ربه منصور هادي تربطه بنا علاقات وثيقة؛ لكن هذا الشخص لا يملك سلطة قيادة الحرب ضد الحوثيين. في بداية الحرب اليمنية سافر إلى تل أبيب بوساطة الأردن والسيسي. تم التوصل إلى اتفاقات جيدة في هذه الرحلة؛ لكن المشكلة أن عبد ربه منصور ليس محارباً. إذا تركت له الجيش المنتصر، فسوف يفشل بالتأكيد. بالطبع لا يوجد بديل مناسب لإسرائيل والسعودية في اليمن، لذا فإن دعم هادي لا يزال على جدول أعمالنا. جاءت معركة الحديدة نتيجة الزيارة الثانية لعبد ربه منصور إلى تل أبيب، حيث تمكنا من إرساء تماسك جيد بين السعودية والإمارات وعبد ربه منصور؛ لكن للأسف، هذه الحرب لم تؤدِّ إلى النتائج المتوقعة».

 

***

 

في منتصف شباط/ فبراير 2012 وبُعيد «نصبة»/ «نكبة» تنصيبه رئيساً مُيمنناً صورياً، مؤمركاً دولياً، مجمركاً سعودياً، تابعاً لصالح، «تبيعاً» لمحسن، مطيةً لـ«الخونج»، بردعةً لـ«المؤتمر»… كان أول أمرٍ اهتم «الدنبوع عبد ربه منصور هادي» بإتمامه هو متابعة السفير السعودي في صنعاء للرفع بتعديل درجة ارتزاقه وعمالته في كشوفات «اللجنة الخاصة» السعودية من عميل بدرجة نائب رئيس جمهورية معوّق إلى مرتزق بدرجة رئيس جمهورية معاق. ليست مزحة، بل ذلك ما حدث بالفعل، وهو ما أكدته مصادر متعددة وأثبتته أيضاً وثائق مسربة من أدراج لجنة الوصاية السعودية.

 

لا غرابة في هكذا أمر مُخزٍ، ولا غريب في هكذا قصة مهينة، سوى الشيطان وصنيعته الضال هادي، وسلمان وابنه المهفوف، والأمريكان. والمتابع لحكاية «عبد ربه» والمتتبع لقصته لن يتفاجأ ولن يستغرب أو يتعجب أو يندهش؛ فـ«هادي» بدايةً ونهاية مجرد مرتزق صغير نُفخت في قربته المقطوعة من شجرة الناموس ريح الدُّبُر السعودية الكريهة ورياح الدبور الثورجية القذرة وحولتاه إلى خائنٍ بمنزلة رئيس جمهورية وعميل بمرتبة نزيل لوكندة ملكية.

 

برع الإنجليز في صناعة عملائهم من الحكام العرب. وأتقن الأمريكان الأمر ذاته. وتفنن الصهاينة أيضاً في ذلك. غير أن «هادي» كان صنيعة مختلفة، تجاوز بانحطاطه نظراءه من جميع السابقين وكل اللاحقين، وجاوزت صنعته براعة الـ«إي إم 16» وتقانة الـ(سي آي إيه) واحتراف وحرفية الموساد… إنه صناعة الشيطان شخصياً.

 

في آخر أيام الاحتلال البريطاني لجنوب اليمن كان هادي أحد عملاء الـ«إي إم 16» ممن حاصروا وألقوا القبض على قيادات الجبهة القومية. وفي آخر أيامه كان هادي ذلك العميل الصفري في معادلة الخيانة والعدوان والتقتيل والحصار على اليمن شعباً وشعاباً، أرضاً وعرضاً، جنوباً وشمالاً، حجراً وشجراً، تاريخاً وجغرافيا.

 

من دوره كقفازٍ وسخ في مذابح «الزمرة» و«الطغمة» في مجازر كانون الثاني/ يناير 1986 إلى انبطاحه جسراً عظمياً مرت عليه قطعان «صالح» و«محسن» و«الخونج» لاستباحة الجنوب في حرب 1994، ومن قيامه بدور «أمينة» في فيلم المبادرة الخليجية الارتزاقي بين عامي 2012 و2014 إلى تبريره للعدوان على بلاده في 2015 وتسويغه للحرب المستمرة على شعبه، تنكشف وظيفة هادي «القواد» دائماً وأبداً. رغم ذلك فهو مجرد صورة فاضحة لأشباهه من العملاء والخونة والمرتزقة وشذاذ الأوطان وشواذ الشعوب.

 

طوال فترات الصراع البيني اليمني لم يكن هادي خصماً شريفاً ضمن خصوم ألداء أو أصدقاء أعداء، بل كان وما يزال وسيظل مجرد أداة خيانة وسكين ذبح ومنديل تواليت.

 

من يد علي ناصر محمد إلى كف علي محسن الأحمر، ومن «حجف» علي عبدالله صالح إلى حضن محمد سعيد الجابر، ومن تحت جثث بطاقات الهوية في كانون الثاني/ يناير 1986 إلى فوق ضحايا تموز/ يوليو 1994، ومن أقبية دثينة والفرقة الأولى مدرع وستين الإصلاح وسبعين صالح إلى مواخير ابن سلمان وفنادق بورنو الرياض وجدة، ومن بين أقدام الإنجليز إلى تحت أحذية الأمريكان… من مسؤول توزيع عُلب الفول والفاصوليا وشوالات البطاطا والباذنجان إلى موزع نقود وشيكات ومفاتيح غرف وقرف…

 

هكذا هي سيرورة هادي وصيرورته طوال أكثر من نصف قرن قضى معظمه على سرير النوم يحاصره مثلث الدوم وتعتصره مرارة الفشل بأن يكون رجلاً حتى ليومٍ واحد.

 

أراد السعوديون ومن خلفهم الأمريكيون من تنصيب هادي رئيساً استمرار نظام وصايتهم على اليمن وتمرير مشروع التقسيم الجغرافي والمحاصصة الاستعمارية وتمكين أدوات الإرهاب وتأسيس الطائفية والمذهبية. غير أن إرادة ثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2014 انتصرت على مؤامرات عواصم الوصاية ومرتزقتها، وفرّ «هادي» وما يزال (فأراً) يأكل من بقايا الخيانة ويقبع في قبوٍ فندقي يخنقه ذل العمالة وتلحقه لعنات ضحايا العدوان.

 

(صحيفة لا)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com