محافظة صنعاء.. جهود واسعة لحل القضايا المجتمعية وترسيخ قيم التسامح
أفق نيوز../
أولت قيادة محافظة صنعاء القضايا المجتمعية جّل اهتمامها ووضعتها في سلّم أولوياتها، وحققت بصمات مشهودة في معالجة الكثير منها، بما في ذلك قضايا الثأر بين أبناء القبائل، تجسيداً لرؤيتها في تعزيز الصمود والتماسك المجتمعي، وترجمة لتوجيهات قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، للقضاء على الظاهرة، وإرساء قيم التسامح بين أبناء القبائل.
وأثمرت مصفوفة موجِّهات القيادة الثورية في إيجاد حالة من التآلف والتآخي بين أبناء المجتمع والدفع باتجاه معالجة الخلافات، وفي مقدّمتها قضايا الثأر، باعتبار ذلك من مبادئ الإسلام وأخلاقه وقيمه وتعاليمه، لتوحيد الكلمة، وتعزيز وحدة الصف.
ورغم الظروف الراهنة، التي يمر بها اليمن، نتيجة العدوان والحصار ومحاولات تفكيك النسيج المجتمعي، أثبتت القبيلة اليمنية عنفوانها في كسر كل الرهانات، تجلّى ذلك في التسامي عن الجراح، وترك الخلافات، والتفرّغ لمواجهة العدو الحقيقي، الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
ومثلت ثورة 21 سبتمبر لعام 2014م منطلقاً حقيقياً في التوجّه الجاد لمعالجة وردم فجوة آلاف القضايا العالقة والشائكة، التي ظلت لعقود من الزمن ترهق المجتمع، لتتحوّل الجهود نحو تأسيس صلح عام، وتوجيه البوصلة باتجاه العدو الذي لم يستثنِ أحداً.
واتضح جلياً مدى أصالة الشعب اليمني في الاستجابة لتوجيهات القيادة، وتجسيد الحرص على التآخي ووحدة الصف، وتعزيز تماسك الجبهة الداخلية، وإزالة كل مسببات النزاعات، والتوجّه إلى التصالح وإنهاء قضايا الثأر، وترسيخ قيم ومبادئ التسامح بين أبناء القبائل.
وساهم انحسار الخلافات ونبذ عوامل الفرقة والنعرات -إلى حدٍ كبير- في تعزيز التلاحم، والسباق للتحشيد ورفد الجبهات، والوقوف إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبية في صد الغزاة والمحتلين، وتفويت الفرصة على مشاريع التدمير والوصاية.
– القبيلة اليمنية عنفوان وشموخ
سجّلت القبيلة اليمنية -خلال السبع السنوات الماضية- مواقفَ مشهودة في التصدّي لمخططات وأهداف أعداء الإنسانية، وتعزيز أواصر الإخاء والتسامح، وإصلاح ذات البين، وإحلال قيَم السلام والطمأنينة.
وتجسيداً للمسؤولية، وتعزيز مسيرة الصمود، اتجهت المساعي للعمل وفقاً لوثيقة الشرف القبلية لمعالجة الخلافات، لتثبت القبيلة اليمنية أنها عصيّة على الانكسار واستحالة اختراقها، لما تمتلكه من قيَم ومبادئ وأعراف، يتوارثها أبناء القبائل جيلاً بعد جيل، رغم سعي دول العدوان لبث السموم وتثبيط عزيمة روح التضحية والفداء في أوساط القبائل.
وبرز حرص القيادة الحقيقي من خلال المواقف الإيجابية في لمِّ الشمل، ومواجهة المخاطر التي تهدد أمن وسكينة المجتمع، وتحقيق مؤشرات متقدّمة في معالجة مسلسل نزيف الدّم، والخروج من هذا المستنقع، فأزيلت الأحقاد من النفوس، وتصافح الغرماء، والتقوا في ساحة واحدة للتنازل عن الدم والنزاع، وإعلان العفو، والتعالي عن الجراح.
وتتجلّى الشواهد في حل ملف الثأر والاقتتال في استمرار الحضور الفاعل والجهود المثمرة بين مختلف المكوّنات الشعبية والرسمية، لتجسيد المسؤولية تجاه حلحلة القضايا التي أكلت الأخضر واليابس بين المتنازعين، وبما يحقق المصلحة الوطنية، وترسيخ قيَم التعايش والعدالة الاجتماعية، والاستقلال والأمن والاستقرار.
– صنعاء في الصدارة
تصدّرت محافظة صنعاء -خلال العام الماضي 2021م- من خلال جهود قيادتها بالتعاون مع عدد من المشايخ والحكماء والوجهاء، في حل 450 قضية ثأر، توّجت بإعلان العفو، وحلول حقيقية مثّلت نصراً حقيقياً لصالح المجتمع، لاسيما في ظل ما يمر به الوطن من عدوان وحصار لم يسبق له مثيل في التاريخ.
واستمراراً لجهود ورؤية قيادة المحافظة في تعزيز التلاحم ووحدة الصف وعودة روابط الإخاء والجنوح للسلم والتصالح، تكلّلت المساعي -منذ مطلع يناير حتى منتصف مارس من العام الجاري- في حل أكثر من 40 قضية ثأر في مختلف مناطق مديريات المحافظة، كانت تعاني من نزاع وقضايا دم واقتتال على مدى سنوات.
وفي هذا السياق، أكد محافظ صنعاء المُضي في معالجة وإنهاء قضايا القتل والثأر، وتعزيز وحدة الصف والحفاظ على النسيج المجتمعي.. لافتاً إلى تواصل المساعي الخيّرة في هذا الجانب، لمعالجة كافة القضايا التي تؤثر سلباً على الأمن والسكينة العامة.
وأوضح أن محافظة صنعاء قطعت خطوات فاعلة في حل قضايا ظلت لسنوات وعقود طويلة شائكة.. لافتاً إلى أن رؤية المحافظة ترتكز على تكثيف عمليات المصالحة بين أبناء القبائل من خلال الصُّلح القبلي، وتعزيز أواصر الإخاء والتسامح، وإصلاح ذات البين.
كما أكد الحرص على تنفيذ توجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، من خلال تعزيز المساعي لتأسيس صلح عام، وإنهاء قضايا الثأر، وحل النزاعات القبلية وتعزيز جبهة مواجهة العدوان.
وأفاد المحافظ الهادي بأنه تم حلحلة القضايا العالقة، التي أقلقت أمن وسكينة المجتمع لعقود، خاصة قضايا الثارات بين أبناء القبائل، سواء بين أبناء المحافظة أو أبناء المحافظة مع محافظات أخرى.. منوها بالجهود التي بُذلت وتُبذل بتعاون المشايخ والشخصيات الاجتماعية، لمعالجة وحل المزيد من القضايا.
– اليمنيون أصل العروبة.. وأصالة التسامح
اعتبر محافظ صنعاء حل القضايا المجتمعية مسؤولية تقع على عاتق الجميع لحقن دماء أبناء اليمن.. وقال: “اليمنيون مشهود لهم عبر التاريخ بالقيَم النبيلة، وأصالة التسامح، والتغلّب على الصعاب، وفقاً للأعراف والأسلاف القبلية التي كانت وما تزال وستظل السياج المنيع والصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن”.
وأضاف: “أملنا كبير في استمرار رفد الجبهات، والتحرك نحو العدوان لمواجهته، وما بقي إلا القليل لنحقق الانتصار، ونحن فيما نعمل، وما نقدمه هو خدمة لشعبنا”.
وشدد محافظ المحافظة على أهمية اضطلاع الجميع بدور فاعل، خلال المرحلة الراهنة، في حل الخلافات، وإنهاء قضايا الثأر، وتكثيف الجهود لرأب الصدع ووأد الفتنة، والاستنفار لمواجهة العدوان، والذود عن حياض الوطن وأمنه واستقراره.
ونوّه بتجاوب القبيلة في ترجمة توجيهات القيادة الثورية، لإنهاء الخلافات وحل قضايا الثأر العالقة منذ سنوات، التي ساهمت في لمِّ الشمل، وتعزيز دور القبيلة وتفعيل حضورها، والإسهام في دعم برامج التكافل الاجتماعي، وإسناد الجبهات، والانتصار للوطن.
واعتبر المحافظ الهادي النجاح، الذي تحقق في حل قضايا الثأر، مكسباً وطنياً يُضاف إلى مكاسب الصمود الشعبي، وتآزر أبناء القبائل في طريق تعزيز مستوى الوعي المتنامي تجاه ما يٌحاك بالوطن من مؤامرات خارجية، تستهدف أمنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي.
– وثيقة الشرف القبلية
من جهته، نوّه الشيخ عبدالله الأبيض بما تتضمّنه وثيقة الشرف القبلية، وبنودها التسعة التي تعد بمثابة دستوراً للقبيلة، يتم العمل بها من أجل الحفاظ على وحدة الصف، وإرساء التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، واعتبار من يخون الوطن منبوذاً، وإعلان صلح عام بين القبائل اليمنية، ومعالجة ما يمكن حلّه من مشاكل وخلافات بين القبائل اليمنية.
وثمّن جهود المحافظ، وتجاوب أبناء المحافظة مع مواقف الصلح، وتجسيد العفو، خاصة والوطن يمر بمرحلة حساسة، تستدعي ترك الخلافات والمبادرة لتعزيز وحدة الصف، وتحقيق الانتصارات في مواجهة جحافل العدوان.
– رسالة صمود وتحدٍ
وأشاد الشيخ الأبيض بالنجاحات التي تحققت للمحافظة، خلال العام الماضي، في حلحلة ثلاثة آلاف و623 قضية نزاع وخلاف متنوعة، و450 قضية كبرى، بينها قضايا ثأر في مناطق عديدة بالمحافظة، استجابة لدعوة قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
شيخ مشايخ ثُلا في محافظة عمران، الشيخ محمد الزلب، أوضح أن حل قضايا الثأر تترجم حرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى، واستشعار الجميع عظم المسؤولية في الحفاظ على الهوية الإيمانية وتأصيلها على التلاحم، وتفويت الفرصة على قوى العدوان للنيل من النسيج المجتمعي بوعي وإصرار، لتعزيز الصمود في مواجهتها.
واعتبر ما تم إنجازه في معالجة القضايا المجتمعية رسالة لقوى العدوان باستمرار الصمود والثبات في مواجهة تداعيات العدوان والحصار، ومواجهة الأفكار المضللة، وتعزيز الارتباط بالهوية الإيمانية كمنهج وسلوك، لمُضي الشعب اليمني في النصر والعزة والتمكين.
وأوضح الشيخ الزلب أن قبائل محافظة صنعاء مشهود لها بأصالة التجاوب مع مساعي الصلح وتضميد الجراح.. مبيناً أنه ساهم في حل 80 قضية ثأر في المحافظة خلال العام الماضي، و25 قضية منذ بداية العام الجاري.
وأكد أن معالجة القضايا البينية والخلافات الداخلية انتصار على قوى العدوان، الهادفة إلى تفكيك النسيج المجتمعي، والنيل من الجبهة الداخلية.. مشيراً إلى أن إنهاء الخلافات، وحل قضايا الثأر بين أبناء القبائل، يعزّز من توحيد الصفوف في مواجهة العدوان، وإفشال مخططاته.
– توجيهات قائد الثورة خارطة طريق
شكّلت توجيهات قائد الثورة، السيد عبدالملك الحوثي، خارطة طريق للمُضي في تعزيز قيَم المحبة والصلاح في أوساط المجتمع، وفقاً لأهداف ثورة 21 سبتمبر في القضاء على ظاهرة الثأر، والحرص على تماسك الجبهة الداخلية، الذي يعد أهم عوامل الصمود والتصدي للعدوان.
وتظل المساعي والجهود النبيلة لإنهاء قضايا الثأر ولمِّ شمل القبيلة اليمنية أولوية لدى الجميع، في رسالة لقوى العدوان وأدواته باستحالة استهداف القبيلة اليمنية، التي تواجه التحدّيات الراهنة بثبات وعزيمة لن تلين، انطلاقاً من دورها عبر التاريخ في مثل هكذا مواقف.
سبأ : تقرير جميل القشم