هيئة الزكاة والتصحيح المطلوب
أفق نيوز – بقلم – عبدالفتاح البنوس
في ترجمة عملية لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي والتي دعا فيها إلى العناية الكبيرة بإعانة الهيئة العامة للزكاة في المحافظات في حصر الفقراء والمساكين بدقة وأمانة ومصداقية باعتبارها أمانة وصدقاً مع الله ومسألة ما بين الناس وما بين الله ولا يجوز لهم أن يخونوا أو يلعبوا فيها من خلال المجاملات والروابط والعلاقات والصداقات والسخافات ، دشنت الهيئة عملية تحديث واستكمال البيانات والحصر التكميلي للفقراء والمساكين في عموم المحافظات اليمنية الحرة عبر اللجان المجتمعية التي تم تشكيلها بهدف تصحيح بيانات الفقراء والمساكين وتسجيل الحالات الغير مستفيدة من الزكاة والتي لم يتم إدراجها خلال عملية الحصر الأولى .
هذه الخطوة تهدف إلى إيصال الزكاة لمستحقيها من الفقراء والمساكين الأشد فقرا ممن تقطعت بهم السبل وحاصرتهم الأزمات والظروف المعيشية الصعبة التي بلغت ذروتها في ظل العدوان والحصار ، وحذف الأسماء الوهمية والمكررة وغير المستحقة والعمل على إيجاد قاعدة بيانات صحيحة تمكن الهيئة العامة للزكاة من توظيف مواردها التوظيف الأنسب وتوجيهها في أوجه الصرف الشرعية مع الأخذ بعين الاعتبار مشاريع التمكين والعطاء للمستفيدين وذويهم في مختلف المجالات ، وهذا لن يتأتى إلا من خلال تصحيح البيانات والعمل على تتبع وحصر الحالات المستحقة للعون والمساعدة ترجمة للأهداف النبيلة التي أنشأت هيئة الزكاة من أجلها.
والمؤمل من قبل اللجان المجتمعية أن تكون عند مستوى المسؤولية والثقة التي منحت إياها ، والعمل بمصداقية وشفافية ومسؤولية دينية وأخلاقية في تصحيح بيانات الفقراء والمساكين وحصر الحالات الجديدة ، يكفي العشوائية والفوضى والتلاعب الذي ساد عملية التسجيل للحالات المستفيدة من صندوق الرعاية الاجتماعية ، لا نريد تكرار ذلك مع الهيئة العامة للزكاة ، هذه أمانة تحملتموها، وهي مسؤولية أنيطت بكم ، والخيانة فيها كما قال رئيس الهيئة الشيخ المجاهد شمسان أبو نشطان ( خيانة لله ولرسوله وللفقراء والمساكين والخصم يوم القيامة فقير ومسكين ويتيم وأرملة وعاجز أقعده عجزه أو مرضه عن العمل ومن كان هؤلاء خصمه فقد خسر الدنيا والآخرة وجلب على نفسه الوبال والخسران) فالله الله في تصحيح الكشوفات وتتبع الفقراء غير المدرجين في الحصر السابق ، لا مجاملات ولا وساطات ولا محسوبيات ولا أي اعتبارات أو معايير أخرى عند التسجيل والتصحيح سوى معيار الاستحقاق المتمثل في الفئات الأشد فقرا والأكثر عوزا وفاقة .
لا تجعل نفسك خصما للفقراء والمساكين في الدنيا والآخرة ، لا تحرم مستحقا من حقه ، ولا تمنح حقا لغير مستحقيه ، كن عين المجتمع على أداء هيئة الزكاة ، وكن الرقابة الشعبية على أوجه صرف مواردها في إطار مديريتك ، ولكن قبل ذلك كن عونا لها وللفقراء والمساكين من خلال مشاركتك الفاعلة في عملية مسح البيانات والحصر التكميلي ليصلك أجر حصول المستحقين من الفقراء والمساكين على أموال الزكاة ، هناك أسر متعففة قابعة في منازلها تعيش في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية، ويجب طرق أبوابها وتسجيلها ضمن الحالات الجديدة ليصل إليها خير الزكاة ، هناك أرامل ومعاقون وحالات مصابة بأمراض مزمنة وأفراد قادرون على العمل في نطاق الأسر الفقيرة بالإمكان تأهيلهم وتمكينهم من العمل بدعم من هيئة الزكاة ويجب استيعاب كل هذه الحالات لنرضي الله ورسوله ويلمس المجتمع أثر الزكاة ، ويعرف كل مكلف بدفع الزكاة أين تذهب زكاتهم .
بالمختصر المفيد، تصحيح بيانات الفقراء والمساكين وحصر الحالات الجديدة من المشاريع المثمرة لهيئة الزكاة والتي سيقطف ثمارها الفقراء والمساكين ، ويجب أن يحرص الجميع على تسجيل الحالات الأشد فقرا ، لا مجال للتلاعب والعشوائية ، وسيأتي اليوم الذي تتراجع فيه نسبة المستحقين للزكاة نتيجة تمكين الكثير منهم وتحويلهم إلى عناصر منتجة وفاعلة في المجتمع في رحاب هذا الوطن المعطاء الواعد بالخير الوفير القادم بإذن الله بعد سبع سنوات عجاف عاشها وطننا الحبيب وشعبنا الصامد الصابر العظيم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.