قلب السعودية يحترق
أفق نيوز – تقرير – عبدالرحمن الأهنومي
نفذت القوات المسلحة يوم أمس عملية كسر الحصار الثالثة التي زامنت ولوج العام الثامن من العدوان على اليمن الذي تشنه دول تحالف العدوان بقيادة أمريكا وتنفيذ السعودية والإمارات وبمشاركة بريطانية إسرائيلية وغربية وعربية أيضا ، وشنت القوات المسلحة عملية صاروخية وجوية واسعة على منشآت أرامكو في جدة ورابغ ورأس تنورة والرياض وفي جيزان ونجران على أهداف حيوية هامة في صامطة وأبها.
ودشن اليمنيون عام الصمود الثامن بهذه الضربة غير المسبوقة التي أحرقت منشآت أرامكو في جدة بشكل كلي ، وألحقت أضرارا بقطاعات الكهرباء في صامطة وجيزان ، العملية الأضخم التي نفذتها القوات المسلحة أمس الجمعة ترسم صورة الحرب لما بعد سبعة أعوام وتضع أمام تحالف العدوان صورة واقعية لمخاطر استمراره في العدوان الإجرامي على اليمن وفي الحصار الظالم على الشعب اليمني.
قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي ألقى خطاب اليوم الوطني للصمود ليلة أمس وأكد فيه على جملة من القضايا والمواقف إزاء العدوان ، دعا إلى نفير عام إلى جبهات مواجهة العدوان ، وقال “ٌقادمون في العام الثامن بصواريخنا وطائراتنا المسيرة بعيدة المدى”.
وبالتزامن مع خطاب قائد الثورة كانت الحرائق تشتعل في منشآت أرامكو بجدة وجيزان ورابغ ورأس تنورة ، معلومات أكدت بأن منشأت جدة احترقت بالكامل بالقصف الصاروخي والجوي الذي استهدفها ، وقالت المصادر إن حرائق اندلعت في خزانات التوزيع امتدت إلى كافة منشآت أرامكو في جدة ، فيما كانت صامطة ومناطق أخرى في جيزان تعيش ظلاما دامسا بعدما توقفت محطة الكهرباء بسبب العمليات اليمنية.
ولئن كانت عملية الأمس تشكل علامة على مآلات حرب السنوات الماضية ، فهي أيضا تعادل ما مر من جولات حربية وعسكرية ، مساء أمس الجمعة 25 مارس 2022 طوي العام السابع للحرب التي بدأت في 26 مارس 2015 ، ودشن العام الثامن للحرب ، الرسالة كانت واضحة وتخرج من بين الركام مصوبة على قلب مملكة العدوان السعودية صواريخ وطائرات ومجنحات وباليستيات متطورة وذات تقنيات عالية ، وإذا كانت أرامكو صنعت السعودية وما هي عليه من حال ، فستكون الحرب على اليمن هي التي ستعيد السعودية إلى ما قبل أرامكو وهي اليوم محط أهداف الصواريخ والطائرات اليمنية ، في حال استمر الحصار والعدوان على اليمن.
سيذهب النظام السعودي الأرعن نحو أحابيل الكذب والتضليل ، لكن ما يجب عليه اليوم هو إدراك أن كذبة الحماية الأمريكية سقطت ، وأنه أمام ضيق الخيارات وأزمة المآلات التي وصل إليها ليس أمامه إلا طريق واحد وهو وقف العدوان فورا ، وحتى لا يستمر في التخبط الذي سيؤدي به إلى الغرق ودون عودة يجب عليه أن يستمع لنداءات اليمنيين في رفع الحصار وإطلاق السفن التي تحمل الوقود وكف اليد عن محاصرة الشعب اليمني من قوته ووقوده وأدويته ومقومات حياته.
ستستبد الأوهام وتستطيل بالنظام السعودي الأرعن ، وهو يغرق في كم هائل من الأسئلة التي لا يستطيع الإجابة عليها بسبب عناده وغطرسته ، وسيبقى حبيس الأسئلة الخمسة ، من أين جاءت الطائرات والصواريخ، ومن أين انطلقت ، وكيف وصلت ، ومن أين حصل عليها اليمنيون ، وأيا تكن الإجابات التي يضعها لنفسه فالنتيجة واحدة ، وقف العدوان ورفع الحصار هو السبيل لتجنب المخاطر المنتظرة والمميتة.
سبعة أعوام مرت وانقضت فعل العدوان فيها ما فعل باليمنيين من قتل وحصار وتجويع وتدمير وتنكيل وإمعان في خلق المعاناة وصناعة الموت والإبادة ، لم يتعملق ابن سلمان الذي أراد من الحرب تنصيب نفسه زعيما للإقليم ، ولم يتحقق للأمريكيين الذين سعوا من الحرب إلى كبح ثورة الشعب اليمني ، على عكس ذلك فقد تبدلت المعادلات وتغيرت قواعد الحرب وبات اليمنيون اليوم هم الأقوى بفضل الله وعونه وقدرته ، وبات حلف العدوان في مأزق لا مخرج منه إلا بوقف فوري للعدوان ورفع للحصار الظالم.
ما لم يكن في حسبان حلف العدوان والخطيئة وفي حسبان آل سعود على وجه أخص قد تحقق ، لكن لا مؤشر على أن آل سعود قد فهموا الدروس وأخذوا العبر ، وإذا كان اليمن شعبا وقيادة قد أثبت في المعركة المفتوحة مع آل سعود ومشغليهم الأمريكيين في حرب الأعوام السبعة التي انقضت بأن ما لم يكن في الحسبان قد تحقق ، وصار اليمن قوة عظمى يصنع احتياجها من السلاح النوعي والاستراتيجي ، ولديه القدرة على خوض الحرب الواسعة والمفتوحة وبزخم ناري كثيف وواسع ، وامتلك تقنيات التهديف الدقيقة والحديثة والمتطورة ، وامتلك بنكا بالأهداف النوعية وقبل ذلك شجاعة اتخاذ القرار بضربها ، فعليهم اليوم أيضا أن يدركوا بأن اليمن بات يملك مخزونا كبيرا وهائلا من السلاح الذي تم تصنيعه بقدرات وخبرات يمنية وطنية ، وأن استمرار العدوان والحصار سيفتح الأبواب على معارك البحار أيضا والتي أشار لها قائد الثورة بالأمس ، وأن ما هو قادم سيكون أقسى مما مضى.