أفق نيوز
الخبر بلا حدود

ماقاله الشهيد المهنا في ذكرى المولد النبوي الشريف للعام 1436هــ

284

أخر قصيدة للشاعر الشهيد خليل المهنأ في المولد النبوي الشريف للعام 1436هــ
وهي اخر قصيدة له في يوم استشهادة بالمركز الثقافي في إب جراء تفجير أرهابي استهدف حفل المولد النبوي

 

رَنَّ الجهازُ فسال في «أوصالي»
صوتُ المنسق والأديب الغالي
قال: السلام عليك قلتُ مضاعفاً
مني بأحسن ما يرد مقالي
قال: الخليل معي فقلتُ خليلكم
مذ كان عام الفكر في آزالِ
قال: ائتنا طوعاً إلى الحفلِ الذي
سيقام في ثغر البلاد الحالي
واكتبْ لإسراء الحبيبِ قصيدةً
تنساب أحرفها مدى الآزالِ
فبكيت من فرط السرور وهالني
شرفُ امتداح المصطفى والآلِ
وطفقتُ أجمع ما تناثر من دمي
وألم شعْثَ مداركي وخيالي
قلت: الحبيب فلو ذهبت أزيده
بالشعر حسناً ما استطاع مجالي
لكنني صغتُ الحروف قلائداً
ومهرتها بالحبِّ والإجلال
يا كلَّ من جاءوا لمدح معلِّمي
وثناء كلِّ إجابةٍ لسؤالي
قولوا معي: طه فديتُ حضوركم
وفديتُ أعظمَ حاضرٍ في بالي
طه عباداتي هواك وخافقي
لولا هواك لما هجرتُ ضلالي
طه أنا قلبٌ يفيض محبةً
ودمٌ يسيلُ لواعجاً ولآلي
ويدٌ بلا أخرى لها لكنَّها
جاءت تبايع قائدَ الأجيالِ
يا غيثَ مزنِ المكرمات وكل ما
في الكون من كرمٍ ومن إفضالِ
يا بدرَ منتصفِ الزَّمانِ وخيرَ من
رسموا دروبَ قوافلي ورحالي
أسراك من أسرى هواك بخافقي
لأعيشَ أسرك عاشقاً أغلالي
واللهِ لولا مرتقاك إلى الذي
ساوى بفضلك سادةً وموالي
ما كنتُ موهوباً بطاعة واهبي
أو كنت ربَّ مواهبٍ ومعالي
وأنا الذي خبَّأْتُ وجهَ إعاقتي
ودفنتها بغياهب الأسمالِ
ولكم أنا أخفيتُ فيك قصيدتي
حتى عشقتك فارتأيتُ كمالي
يا سيِّدي أضحى غرامُك ساعدي
ومداك عمري والهداية مالي
لولا ابتعاثك ما تحرَّكَ هامدي
أو سال غيث الحبِّ فوق تلالي
لو لم تكن للخلق رحمةَ ربِّهم
لحلفتُ أنك لم تكن إلَّا لي
أنا قبل شهرٍ كنتُ ضيفَ مواجعي
فأتتني أمي تستحثُّ دلالي
أمي التي نالت رضاك بشكرها
كعطاء أكرم خالقٍ متعالي
قالت: بأني قد أسير لعمرةٍ
وأزور قبرك كي تطيبَ خصالي
فاسمع وقد دشَّنْتُ فيك مدائحي
في ملتقى الإطراءِ والإجلالِ
بيني وبينك يا حبيب قرابة الـ
ـعشرين فجراً فانتظر إقبالي
كلي يقينٌ أنني لك زائرٌ
عما قريبَ فجد في إيصالي
لأصيح طه والفضاء لشهقتي
يُصغي ويحتلّ الفضا موَّالي
«طه ويرتد الصدى ها».. ذا ثرى
قبري وهذي روضتي وظلالي
ادنُ خليلي أنت ضيفُ محبتي
فيغيب صوتُ إجابتي وسؤالي
ادنُ فتنطفأ القصيدةُ في فمي
والدَّمعُ يشرح للوجودِ مقالي
طه مدحتك قبل كلِّ جلالةٍ
وفخامةٍ وسيادةٍ ومعالي
فإذا امتدحتك لم أكن متصنعاً
ما دمتُ أصنعُ من سناك جمالي
وإذا افتديتك لم أكن متفضِّلاً
ما دام قلبي من هواك العالي
طه بحقِّ العاشقينك من بني الـ
ـثقلين خَفِّفْ –سيدي- أثقالي
وبحقِّ من صلوا عليك وسلموا
عبر العصور إلى ضحى الأهوالِ
بلِّغْ خليلَك أن يراك وتنتهي
بك أمنياتٌ لم تغبْ عن بالي
واقبَلْ قوافي مَادِحِيْكَ بملتقى
شرف امتداحِ المصطفى والآل

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com