أفق نيوز
الخبر بلا حدود

رسالة الصوم أخلاق وتراحم وإقلاع عن المعاصي والعادات السيئة

251

أفق نيوز – بقلم – إسكندر المريسي
فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في شهر رمضان المبارك، الشهر التاسع من السنة الهجرية، هذا الشهر هو شهر الخير والبركة التي تحل على المسلمين، وهو شهر عظيم، ضاعف الله تعالى فيه الأجر للناس، وهو شهر العبادات، ولا شك أن العبادة الأبرز فيه هي عبادة الصيام، فالصيام ركن من أركان الشريعة المحمدية، فرضه الله تعالى على أتباع هذه الرسالة وجاء في باقي الرسالات ولكن بأشكال مختلفة غير صيامنا نحن، والله تعالى لا يفرض أي شيء عبثاً – حاشاه عن ذلك – ولكن كل شيء عنده بمقدار دقيق ، وكل شيء بحكمة، وحكمة الصيام أيضاً عظيمة جداً وتتجلى في أن الله تعالى فرض الصيام على المسلمين أتباع الرسالة المحمدية رحمة بهم، فأجر الصيام وثوابه على الله تعالى وحده، فهو الذي سيجزي به، لذا فلم يشر الله تعالى إلى أجره وتركه مفتوحاً فلا أحد يعلم مقدار الأجر الذي سيجزي به الله تعالى الإنسان، وهذا لم يأت من فراغ، بل بسبب طبيعة هذه العبادة، فجميع العبادات يمكن المراءة فيها إلا الصوم فهو خالص لوجه الله تعالى، فالإنسان قد يخدع جميع من حوله ويوهمهم انه صائم وهو في حقيقة الأمر عكس ذلك.
كذلك يعتبر الصيام دورة أخلاقية بامتياز، فمن شروط الصوم أن يبتعد الإنسان عن الرذائل من الأعمال، ومن هنا كانت عظمة الصوم في أنه يعمل على تهذيب النفس الإنسانية، ويعمل على إضافة لمسة أخلاقية جميلة تجل مقداره عند الله وبين الناس.
كما أن الصيام فترة زمنية ليغيّر الإنسان من عاداته السلبية التي تسيطر عليه، وكم من الناس تغيروا رأساً على عقب بمجرد دخول شهر رمضان المبارك، إذ أن الصوم يمنع الإنسان عن الكثير من الأمور السلبية فمثلاً يمكن استغلال رمضان في الإقلاع عن التدخين وفي الإقلاع عن شرب الكحول، وفي ضبط غرائز النفس الجنسية وغريزة الأكل والشرب.
كما يعلم الصيام الصبر للمسلمين ويجعلهم يشعرون بالفقراء من حولهم ومن يعيشون بينهم ومن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وعانوا الأمرين في سبيل مجابهة ظروف الحياة ومآسيها التي أحاطت بهم.
أما شهر رمضان فهو شهر القرآن الكريم حيث نزل القرآن الكريم فيه على الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله وسلم-، وهو شهر مبارك وأفضل شهور السنة عند الله تعالى، وزادت بركة هذا الشهر بعدما فرض الله تعالى الصوم فيه.

أسباب اختلاف ساعات الصيام
لمعرفة أسباب اختلاف ساعات الصيام حول العالم، لا بد أن نعرف طريقة دوران الأرض حول الشمس واختلاف الفصول.
تغير ساعات النهار والليل خلال الأيام هو السر وراء اختلاف عدد ساعات الصوم بين دول العام، فالأرض تدور حول نفسها، ما يؤدي إلى ظهور الليل والنهار واختلاف فصول السنة، وبذلك تختلف الفصول بناءً على تعرض الأرض للشمس وزاوية ميلانها باتجاهها، اختلاف ساعات النهار بين الدول يكون إما بالنسبة لتغير عدد ساعات الليل والنهار بين الدول فالأرض دائماً ما تكون معرضة للشمس طوال الوقت ولكن على مستوى نصف الكرة الأرضية فقط، هذه المساحة قد تزيد أو تقصر لأسباب جغرافية، وبذلك يكون نصف الكرة الأرضية في النهار، والنصف الآخر في الليل، وبالمثل تكون عدد من الدول في نصف الكرة الأرضية في فصل الشتاء، بينما النصف الآخر يكون في الصيف.
ولهذا السبب تختلف عدد ساعات الصيام، فدول في فصل الشتاء يكون عدد ساعات الصيام فيها أقصر، بينما دول أخرى في فصل الصيف يكون الصيام فيها لساعات أطول، لكن ماذا عن الدول التي لا تغيب عنها الشمس عند رؤية الأرض في زاويتها المائلة ومواجهتها للشمس وتظل كذلك حتى تكمل الأرض نصف دورة، فتستمر الشمس مشرقة لمدة 12 ساعة، ثم يحل الظلام بعد اكتمال نصف الأرض ويصل لـ 12 ساعة وهكذا؛ فقد تصل ساعات الصيام في هذه الدول إلى 21 ساعة أو أكثر، ولذلك يعتمدون على رؤية دار الإفتاء.

رمضان في حياة النبي صلى الله عليه وأله وسلم
المسلم في عمره القصير أكرمه الله بمواسم للخيرات، وأعطاه من شرف الزمان ما يستطيع به أن يسرع في السير إلى مرضاته، وأن يعوض ما فاته من تقصير في حياته، إذا وُفِّق لاستغلال هذه المواسم في الطاعات والعبادات والخيرات، ومن أهم هذه المواسم وأفضلها شهر رمضان.
فرمضان شهر خير وبركة، حباه الله تعالى بفضائل كثيرة، منها : أن الله – عز وجل – أنزل فيه القرآن هدى للناس، ورحمة وشفاء للمؤمنين، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: 185).
وهو شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أول ليلة من رمضان صُفِّدَت الشياطين ومردة الجن، وغُلِّقَت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة) رواه البخاري.
وقد صام النبي صلى الله عليه وآله وسلم رمضان تسع سنوات، قال النووي: “صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رمضان تسع سنين: لأنه فُرِضَ في شعبان في السنة الثانية من الهجرة، وتُوفي النبي صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة”.
ولم يكن حاله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في رمضان كحاله في غيره من الشهور، فقد كان يومه في هذا الشهر مليئاً بالطاعات والقربات، وذلك لعلمه بما لهذه الأيام والليالي من فضيلة خصها الله بها، وميزها عن سائر أيام العام، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان قد غُفِر له ما تقدم من ذنبه، إلا أنه أشد الأمة اجتهادا في عبادة ربه وقيامه بحقه .

هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رمضان :
إفطاره وسحوره :
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُعَّجِّل الفطر، ويفطر على رطبات يأكلهن وترا, فإن لم يجد فعلى تمرات, فإن لم يجد فحسوات من الماء، وكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزالُ النَّاسُ بخَيرٍ ما عجَّلوا الفِطرَ، عجِّلوا الفطرَ فإنَّ اليَهودَ يؤخِّرون) رواه ابن ماجة.
وأما السحور فكان يؤخره حتى ما يكون بين سَحوره وبين صلاة الفجر إلا وقت يسير، وكان من هديه تأخير السحور والمواظبة عليه, وحث أمته على ذلك وعدم تركه، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تسحروا فإن في السحور بركة) رواه البخاري، وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسون آية) رواه البخاري، قال ابن حجر في الفتح ” قال المهلب وغيره ” كانت العرب تقدر الأوقات بالأعمال، كقولهم: قدر حلب شاة، وقدر نحر جزور، فعَدَل زيد بن ثابت عن ذلك إلى التقدير بالقراءة، إشارة إلى أن ذلك الوقت كان وقت العبادة بالتلاوة “،وقال ابن عبد البر” أحاديث تعجيل الإفطار وتأخير السحور صحاح متواترة” .

القرآن والصدقات :
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن، وذلك لقول ابن عباس رضي الله عنهما “كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة” رواه البخاري، فدل هذا الحديث على زيادة جود النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – في رمضان عن غيره من الأزمان، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو أجود الناس، ولكن أعلى مراتب جوده كانت في رمضان .

صلاة القيام :
قيام الليل من السنن والطاعات التي تتأكد في رمضان، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يصلي إحدى عشرة ركعة، يطيل القراءة فيها جدا، كما ثبت من حديث أبي سلمة بن عبدالرحمن أنه سأل عائشة رضي الله عنها: (كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) رواه مسلم.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه من قام فيه مع الإمام حتى ينصرف من صلاته كُتِب له قيام ليلة كاملة، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قامَ معَ الإمامِ حتى ينصرفَ فإنه يعدلُ قيامَ ليلة ) رواه ابن ماجة، والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( من قام مع الإمام )، فإنه ظاهر الدلالة على فضيلة صلاة القيام (التراويح) في رمضان مع الإمام، ويؤيد هذا ما ذكره أبو داود، قال: سمعت أحمد يقول: “يعجبني أن يُصَلى مع الإمام ويوتر معه، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرفَ فإنَّهُ يعدلُ قيامَ ليلة) رواه ابن ماجة .

الاعتكـاف وليلة القدر :
يُستحب الاعتكاف في رمضان وغيره من أيام السنة، وأفضله في رمضان، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان) رواه مسلم، وكان من أسباب اعتكافه صلى الله عليه وآله وسلم طلب ليلة القدر، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري، فهي ليلة جعل الله العمل فيها خيراً من العمل ألف شهر، والمحروم من حُرِمَ خيرها، قال تعالى: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} (القدر:3).
وقد حث النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ أصحابه على الاجتهاد فيها في الطاعات، فعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم) رواه ابن ماجة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه البخاري .

الأخلاق :
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحسن الناس خلقا, وقد قال الله تعالى عنه: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)،وقد حذر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من سوء الأخلاق بوجه عام، وخاصة في رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الصيام جُنَّة، فإذا كان أحدكم صائما فلا يرفث، ولا يجهل, فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم، إني صائم) رواه أبو داود. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (منْ لَمْ يَدَعْ -يترك- قَوْلَ الزُّور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه) رواه البخاري .

أحداث وقعت في حياته ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في رمضان :
ـ الوحي: نزل القرآن الكريم على الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في شهر رمضان، وجاء التصريح بذلك في قول الله تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } (البقرة: 185).
ـ وفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها: وذلك كان في السنة العاشرة من المبعث وقبل الهجرة بنحو ثلاث سنين وهو المشهور.
ـ إرسال سرية حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه: وهي سرية سيف البحر التي وقعت في شهر رمضان من السنة الأولى للهجرة.
ـ غزوة بدر الكبرى: حيث وقعت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة في اليوم السابع عشر، وقتل فيها من صناديد الكفر أبي جهل عمرو بن هشام، وأمية بن خلف، والعاص بن هشام بن المغيرة، وغيّبوا في قليب بدر، وفي نفس الشهر من نفس السنة وفي اليوم الخامس والعشرين وبعد عودته ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بدر مباشرة كانت سرية قتل عصماء بنت مروان التي كانت ممن يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتعيب الإسلام وتحرض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ـ وفي رمضان من السنة الثانية للهجرة ماتت رقية رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوج عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ـ وفي السنة الثالثة للهجرة في شهر رمضان تزوج النبي صلى الله علية وآله سلم بزينب بنت خزيمة بنت الحارث رضي الله عنها التي لقبت بأم المساكين.
ـ وفي رمضان من السنة السادسة للهجرة كانت سرية زيد بن حارثة إلى بني فزارة.
ـ ومن الأحداث الهامة التي غيرت وجه التاريخ والتي وقعت في رمضان من السنة الثامنة للهجرة فتح مكة، وكان خروج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المدينة في العاشر من رمضان ودخل مكة لتسع عشرة ليلة خلت منه، وفي نفس السنة والشهر أرسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم سرية خالد بن الوليد رضي الله عنه لهدم العزى لخمس ليال بقين من شهر رمضان، ثم أرسل ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ سرية سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة وذلك لست بقين من رمضان .

هذا بعض هديه ـ صلى الله عليه وسلم وآله ـ في رمضان، وتلك هي طريقته وسنته فيه، فحري بنا أن نعرف لشهر رمضان حقه، وأن نقدره حق قدره، وأن تغتنم أيامه ولياليه، عسى أن نفوز برضوان الله، ويكتب الله لنا السعادة في الدنيا والآخرة.. وما أحوجنا إلى الاقتداء بنبينا ـ صلوات الله وسلامه عليه وآله ـ، والتأسي به في عبادته وحياته، فالعبد وإن لم ولن يبلغ مبلغه، فليقارب وليسدد، وليعلم أن النجاة في اتباعه، والفلاح في السير على طريقه.

تعددت التفسيرات والأصل اللغوي واحد
اسم رمضان في الجاهلية والإسلام
لم يكن “رمضان” يعرف بهذا الاسم في الجاهلية الأولى، مثله كسائر الشهور القمرية الأخرى، ففي اللغة القديمة، لغة العرب العاربة، عاد وثمود وغيرهما، كان يسمى “تاتل”، ومعناها شخص يغترف الماء من بئر أو عين، وهذا يدل- كما يقول علماء الفلك على أن هذا الشهر كان من شهور الشتاء كما يدل عليه اسم آخر له، هو “زاهر”، وقيل في هذه التسمية: إن هلاله كان يوافق مجيئه وقت ازدهار النبات عند العرب في البادية في الجاهلية الأولى، ولا يكون الزرع مزدهرًا إلا إذا وجد المطر.
ثم تغيرت أسماء الشهور القمرية عند العرب المستعربة، قبل الإسلام بنحو مائتي عام، وكانت القاعدة التي وضعوا على أساسها أسماء الشهور مستمدة من واقع الظروف الاجتماعية والمناخية، تبعًا للأزمنة التي وقعت فيها هذه الشهور، حسبما اقترح “كلاب بن مرة” من قريش، الذي قيل إنه صاحب تسميات الشهور القمرية بأسمائها الحالية، ومنها “رمضان”، الذي كان مجيئه وقت أن كان بدء الحر وشدته وهو ما يسمى “الرمضاء”، فسمي “رمضان”.
ولأن رمضان قد ارتبط في الأذهان بالصوم فقد تعددت التفسيرات لمعنى اسم “رمضان”، متعلقة بهذا المعنى فقيل: رمض الصائم يرمض، إذا حر جوفه من شدة العطش.
وقيل: سمي رمضان لأنه يحرق الذنوب. وقيل: لأن القلوب تأخذ فيه من حرارة الموعظة والتفكير في أمر الآخرة كما يأخذ الرمل والحجارة من حرِّ الشمس. وقيل أيضًا: “رمضان” من رمضت المكان، يعني احتبست؛ لأن الصائم يحتبس عما نهى عنه، وكل هذه التعليلات الأخيرة، هي تفسيرات إسلامية لأصل تسمية رمضان بهذا الاسم، مع أن تسميته كانت موجودة قبل الإسلام وقت أن صادف زمنه بدء الحر ورمضت الأرض فقالوا رمضان، غير أن فريقًا آخر يرى أنه لا ارتباط بين رمضان واشتداد الحرارة؛ لأن رمضان لا يثبت مجيئه في الصيف، بل يتعاقب مجيئه في أوقات العام المختلفة في الفصول الأربعة شتاء وربيعًا وخريفًا لا الصيف وحده، وذلك لأنه من الشهور القمرية لا الشمسية، وعلى هذا فاشتقاق اسم رمضان يكون من الرمضاء بمعنى “حر” الظمأ لا حر الصيف، “وحران” في اللغة معناها ظمآن، يستوي في ذلك أن يكون حر الظمأ في أي فصل من الفصول الأربعة.
أقصر عدد ساعات صيام رمضان حول العالم:
البرازيل – من 12 إلى 13 ساعة.
زيمبابوي – من 12 إلى 13 ساعة.
جنوب إفريقيا – من 11 إلى 12 ساعة.
الأرجنتين – من 11 إلى 12 ساعة.
جنوب أفريقيا – من 11 إلى 12 ساعة.
نيوزيلندا – من 11 إلى 12 ساعة.
باراغواي – من 11 إلى 12 ساعة.
أوروغواي: من 11 إلى 12 ساعة.
أطول عدد ساعات صيام رمضان حول العالم:
يبدو واضحاً أنّ عدداً من الدول الأوروبية تدخل لائحة “الأطول صياماً” في رمضان لهذا العام حيث يصل عدد ساعات الصيام في كلّ من فنلندا وروسيا وجرينلاند إلى حوالي 20 ساعة، بينما يتراوح عدد ساعات الصيام في فرنسا وبولندا واسكتلندا وألمانيا ولندن بين 17 و19 ساعة في النهار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com