أمريكا تفجّر باكستان بسبب نظرتها إلى روسيا
أفق نيوز../
كتب غيفورغ ميرزايان، في “فزغلياد”، حول الإطاحة بعمران خان، ووضع البلاد أمام سؤال أن تبقى مع الصين وتراعي مصالح روسيا أم تخضع لواشنطن؟
وجاء في المقال: يبدو أن الولايات المتحدة قامت بانقلاب آخر في بلد كان منذ وقت ليس ببعيد حليفها الموثوق به.
الحديث يدور عن باكستان، التي تمت الإطاحة برئيس وزرائها.
وبعد ذلك بدأت احتجاجات. أحد أسباب ما يحدث قد يكون المشروع الروسي الباكستاني لتوريد الغاز الطبيعي المسال.
ففي الصدد، قال المحاضر في الجامعة المالية وخبير الصندوق الوطني لأمن الطاقة، إيغور يوشكوف، لـ”فزغلياد”: “روسيا تستفيد من هذا المشروع. فقد جعل من الممكن خفض المنافسة بين الغاز الطبيعي المسال وإمدادات غاز خطوط الأنابيب في كل من الأسواق الأوروبية والآسيوية”. وهذا يعني ضرب الحجة الرئيسية للغرب في الحرب ضد الغاز الروسي، تقولون: “هناك كثير من الغاز الطبيعي المسال في العالم يمكن شراؤه”، خذوا إذن!
ولم تصغ السلطات الباكستانية، عندما بدأت الدول الغربية في حث إسلام أباد بإصرار على الانضمام إلى الضغط على موسكو بشأن القضية الأوكرانية، وإدانة الكرملين والانضمام إلى العقوبات الغربية ضد روسيا.
في الوقت نفسه، لم تعلل التفضيلات السياسية لباكستان بأهواء عمران خان، إنما بمحاولاته اتباع سياسة خارجية مستقلة.
وبالنسبة لباكستان- التي كانت ذات يوم أقرب حليف للولايات المتحدة في آسيا- فقد تغيرت الظروف بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
النخب الباكستانية ترى ما يحدث في منطقة وسط وجنوب آسيا.
فمن ناحية، تسحب الولايات المتحدة قواتها من أفغانستان وتركز على ردع الصين؛ ومن ناحية أخرى، تتحول الصين وروسيا إلى الضامنين الرئيسيين لاستقرار المنطقة.
أظهرت تصرفات موسكو خلال الأحداث في كازاخستان أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي ستكون أيضا عنصرا مهما في هذه الضمانات. كان على باكستان أن تأخذ كل هذا في الاعتبار، وقد فعلت ذلك.
يبدو أن الحساب انتهى. لقد تم عزل عمران خان من السلطة.
ولكن، لم تنته الأمور بالنسبة لباكستان. سيتعين على النخب الجديدة أن تتصرف ضمن الواقع السياسي والاقتصادي الذي عاش وعمل فيه عمران خان، أي التعاون مع الصين ومراعاة مصالح روسيا.
المصدر: RT