الشيخ سعيد .. يسيطر على باب المندب ويهدد مدينة عدن !
أفق نيوز – كتب – علي الشراعي ..
رأت حكومة صنعاء ان اهمال أمر ميناء المخا و مضيق باب المندب وما حولهم من المناطق مخل بالمصلحة العامة وليس من الحزم في شيء .
فما حدث خلال الحرب العالمية الأولى وما تلاها من احداث لا يدع مجال للشك أن اطماع المحتلين في اليمن لم تتغير .
تحكم كامل
جبل الشيخ سعيد منطقة جبلية وموقع حصين يصل ارتفاعه قرابة ثلاثة ألف متر فوق سطح البحر . ويقع بالقرب من جزيرة بريم على الساحل اليمني وهو يساعد على تأمين التغطية الأمنية والحماية المطلوبة لمرور السفن بمضيق باب المندب . وقبيل اعلان الحرب العالمية الأولي (1914- 1918 م) زاد أهمية منطقة جبل الشيخ سعيد ويتضح ذلك من خلال تقارير المسئولين الإنجليز في عدن على ضرورة اهمية احتلال مناطق قريبة من جزيرة بريم ومنها منطقة (الشيخ سعيد ) والتي تطل مباشرة على باب المندب فإن التحكم على هذه المنطقة يعتبر تحكم كامل على مضيق باب المندب لذلك فإن أي قوة معادية للإنجليز تستطيع السيطرة عليها فإن الإنجليز بهذه الحالة لن يستطيعوا التواجد في جزيرة بريم والتي تعتبر الموقع المتقدم للدفاع عن منطقة الشيخ سعيد ومنطقة عدن نفسها .
تهديد مباشر
وفي منتصف يناير 1915 م خلال الحرب العالمية الأولى قامت قوات المحتل الإنجليزي بضرب الشيخ سعيد ونزلت قوة الى الحصن الموجود فيه وانزلت خسائر بالقوات العثمانية . وبرر الانجليز ذلك بغرض تأمين مرور سفنهم بعد أن شعروا بالتهدبدات من حصن الشيخ سعيد . فذلك الضرب يبين مدى القلق الذى شعر به المحتل الإنجليزي تجاه سلامة سفنها المارة بباب المندب خاصة بعد أن علمت بنوايا العثمانيين في زيادة تحصين وتعزيز الشيخ سعيد كخطة للتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر رغم قوة الاساطيل البريطانية .
و ما يبرز اهميتها ايضا انه في 5 يونيو 1915م كان يوجد بها قوة عثمانية في قرية الشيخ سعيد بلغت الفين جندي عثماني حيث افاد مساعد المقيم المحتل الإنجليزي في جزيرة ميون الواقعة على باب المندب عن وصول معلومات اليه عن مغادرة حوالي ألف وستمائة جندي عثماني قرية الشيخ سعيد إلى الضالع بناء على اوامر من القيادة العثمانية في تعز حيث لم يبقى سوى أربعمائة جندي في الشيخ سعيد .
الماضي بعيون الحاضر
ادركت حكومة صنعاء أن مفتاح النصر والضغط على المحتل الإنجليز يكون عبر السيطرة على مناطق مطلة على مضيق باب المندب ورغم القتال في مناطق عديدة الا انها في عام 1923م نجحت حكومة صنعاء من افشال محاولات الانفصال في تهامة – والذي كان المحتل الإنجليزي يؤمل بقيام دولة ساحلية تفصل ما بين حكومة صنعاء والساحل – لكن حكومة صنعاء آنذاك نجحت في تحرير بعض مناطق اليمن الجنوبي المحتل في الضالع ويافع والحواشب والصبيحة وفتح ميناء الخوخة والمخا ومناطق باب المندب وذباب والشيخ سعيد – وافشلت مخطط المحتل الذي نراه اليوم بعدوان 2015م يحاول اعادة مخططه القديم و من مصلحة المحتل أن تبقي اليمن مقسمة و موزعة على مشيخات وسلطنات ودويلات صغيرة متعادية ومتناحرة ولا تتحول الى دولة مركزية قوية – كذلك تمكنت حكومة صنعاء في محاولة للتخفيف من الحصار البحري الخانق الذي فرضته قوى المحتل الإنجليزي على الشعب اليمني وبذلك هددت صنعاء تواجد المحتل الإنجليزي في عدن والحديدة .
وفيما يخص منطقة الشيخ سعيد التي كانت بيد الشيخ العنبري وكان الإنجليز يؤملون بعقد اتفاقية معه لدخول تحت حمايتهم اسوه بسلاطين جنوب الوطن فتمكنت حكومة صنعاء من السيطرة على تلك المناطق من خلال قوة قوامها ألفي مقاتل وهرب الشيخ العنبري نحو جيبوتي . – لذا لزم النظر للأحداث ووقائع الماضي بعيون الحاضر – .
الأهتمام الأمريكي
ومع بداية الحرب العالمية الثانية(1939- 1945م) أهتمت امريكا بمنطقة الشيخ سعيد التي جري حولها تنافس دولي عام 1939م بين كل من (بريطانيا وفرنسا وايطاليا ) ولقد أشارت الوثائق الأمريكية إلى أن هذه المنطقة تعد دون شك نقطة اتصال استراتيجية لأنها على طريق التجارة العالمية ولأن لها أهمية سياسية واقتصادية حيث أن الاستثمار الاقتصادي للموارد الطبيعية للأراضي الواقعة خلفها وحولها لم يتم حتي الأن ولم يتم اكتشاف موارد المصادر الأولية . وفيما أكدت الوثائق أن بريطانيا تعتقد أنها لن تحيد عن قرارها في منع أي قوة أجنبية سواها من دخول الشيخ سعيد لأن ذلك سوف يعرض ميناء عدن وقاعدتها العسكرية للخطر .واستبعدت الوثائق أن ايطاليا وبريطانيا يمكن أن تسمح لفرنسا بالسيطرة على تلك المناطق الاستراتيجية فيما بررت فرنسا مطالبتها بهذه المنطقة أخلاقيا بأن تدابير تجارية بين شركة فرنسية ورئيس قبيلة في الشيخ سعيد قد تمت منذ عام 1868م وأن ايطاليا تقول أن لها تأثيرا كبيرا على إمام صنعاء من أجل الموافقة على أن تحل محل فرنسا .ومؤكدة تلك الوثائق بأن هذه المناطق ( جبل الشيخ سعيد وميناء المخا والمناطق الساحلية مع مضيق باب المندب وجزيرة بريم ) ذات أهمية استراتيجية خاصة وقت الحرب .