رابطة علماء اليمن : عدمُ الاحتفال بالمولد النبوي دليلُ نجاحِ مشاريع التغريب في أوساط الأمة الإسلامية
يمانيون../
بمناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبها وآله أفضل الصلاة والتسليم، وبمشارَكة عدد كبير من العلماء أقامت أمس بصنعاء رابطة علماء اليمن ندوةً علميةً بعنوان “دلالات الإحياء وقيم الوحدة الإسلامية”.
وخلال الندوة ألقيت ثلاثُ أوراق عمل الأولى ألقاها الأستاذ رضوان المحيّا –رئيسُ الملتقى الشافعي-نائب رئيس المجلس الشافعي الإسلامي- ورقةَ العمل الثالثة بعنوان “نظرة في ميلاد الرسول الأعظم.. بين جاهلية الأمس وجاهلية اليوم” تحدث خلالها أن الاحتفال بالمولد النبوي يعتبر إبرازاً لمظاهر الكمال المحمدي وجعل حبه وحب ذوي قُرباه الذين قال الله عنهم “قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ” فرضاً واجباً قرَّرته النصوصُ القطعية وتصديقاً ذلك بكمال الاتباع للخلق النبوي والنهج المحمدي الذي قال الله عنه “وإن تطيعوه تهتدوا”.. كما أن الاحتفال بمثابة التحذير من الانتقاص أو الحط من الكمال المحمدي والأخذ من أية نصوص واهية والاكتفاء بالخطوط العريضة التي قررتها النصوص القرآنية والآثار القطعية التي رفعت من قدر الجانب الأعظم كأفضل مخلوق بين البشرية خَلقاً وخُلقاً وسلوكاً وعلماً وعقلاً، ويحتم علينا ذلك نبذل كُلّ ما يشير أو يلمح ولو من بعيد إلى الحط أو الانتقاص من قدره الأعلى ومقامه الأسنى؛ لأن ذلك يعد مروقاً وخروجاً عن دين الله.
وأضاف: إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو رسالة بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، هو الرقم الأول في العالم.. ولا بد لهذه الأمة أن تولي اهتماماً خاصاً بالتعريف بالمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في كُلّ المحافل الدولية والداخلية عبر كُلِّ وسائل الاتصال بالكتاب والصوت والصورة والقصة والفيديو والمجلة والبحوث وغيرها.
من جهته ألقى العلامة فؤاد محمد حسين ناجي –عضو رابطة علماء اليمن- ورقةَ العمل الثانية تحملُ عنوانَ “أهمية إحياء المولد النبوي ودلالاته”، أشار خلالها إلى أن الاحتفالَ بالمولد النبوي يدلُّ على المحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى التقوى، كما قال سبحانه وتعالى “وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ”.. كما أن الاحتفال بالمولد النبوي دليلٌ على لين القلب ورقّة الفؤاد وخشوع الإنسان وعلى الشَّوق لرسول الله والاتصال بذكراه والتعلُّق به صلى الله عليه وآله وسلم.. بينما يعكسُ عدمَ التفاعُلِ مع الذكرى الجفاف والخِواء الروحي والغِلظة والقسوة ومَن عرف الفريقين عرف مصداق ما ذكرناه.
وأضاف العلامةُ ناجي: إن الاحتفالَ الكبير بالمولد النبوي يدل على صحوة إسلامية ففي الوقت الذي يجتمع مئات الآلاف حول ملاعب الكُرة أو من أجل زعيم سياسي أو في الوقت الذي نرى فيه المجتمع قد تأثّر بالغزو الثقافي في ملبسه وشكله وثقافته فإننا عندما نجتمعُ بمئات الآلاف من أجلِ رسول الله وتعظيماً له فإن هذه اللوحة الكبيرة تعكسُ صحوةً إسلامية مبشرة، وهذا ما حصَلَ بالفعل، فلقد كان معظمُ الشباب مغرمين بثقافة الموضة والأفلام والحلاقة الأجنبية، فلما أقيمت هذه المناسباتُ بهذا الشكل حصل تغيُّرٌ ملموس وصحوة كبيرة خصوصاً في أوساط الشباب، فإذا هم يحبون الله ورسوله، بل كانوا أول من ضحّى من أجل الإسلام.
وقال: إن الاحتفالَ بالمولد النبوي يُظهِرُ الأمة الإسلامية أمام العالم بأننا أمة ذات حضارة لها جذور ولها سمات وخصوصيات لا يمكن أن تذوبُ في بوتقة العولمة والتغريب أو أن تتماهى مع مشاريع الغزو الثقافي، بينما عندما نحتفلُ مع شعوب العالم بعيد المعلم وعيد الأم وعيد العمال وعيد الشجرة وغيرها ولا نحتفل بهذه المناسبة الخاصة بنا فإن ذلك مؤشرٌ على فقدان الارتباط بالأصل الأول ودليلٌ على نجاح مشاريع التغريب في أوساط الأمة.. كما أن الاحتفالَ بالمولد النبوي الشريف يدل على أن مشروعَ الوحدة أقوى من مشاريع التمزيق والتفتيت.. كما أن أكبرَ الدلالات لإحياء المولد النبوي الشريف أننا أمةٌ نتمسك بنبينا ونعظّمه ونُجِلُّه ونحرصُ على التأسي به، وأننا لا نزالُ نتولاه ونطيعُه، وبالتالي فلن يجرؤَ أحدٌ على الإساءة إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
من جانبه ألقى طه هادي الحاضري –عضو رابطة علماء اليمن- ورقة العمل الثانية تحملُ عنوانَ “المولد النبوي.. والوحدة الإسلامية والنزغ الصهيوني”، تحدث خلالها بالقول: النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان معروفاً لدى كُلّ الأنبياء والرسل الذين سبقوه وكانوا يؤمنون به، ومُوَطِّنُون أنفسَهم على نُصرته إن أدركوه.. كما أن الإيمانَ برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يبدأ ببعثته، بل قبل مولده وموجود ذكره في أدبيات الأمم الماضية والرسالات السابقة والنبوءات المتتابعة، وكان المؤمنون الموحدون قبل بعثته يؤمنون به وكانوا يعيشون حالةَ استنفار لنُصرته.
وأضاف الحاضري: إن رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس خاصاً بالعرب والمسلمين اليوم، بمعنى أنه ليس نبيَّهم وحدهم أو رسول يخصُّهم، إذ الحقيقة أنه رسولُ الله إلى الجميع وإلى البشرية وكُلّ الإنسانية مع فرق أن هناك مَن آمن به وهناك مَن كفر به، فلم تنتهِ صلاحيةُ رسالتِه، إذ أن صلاحيتَها وفاعليتَها إلى أن تقومَ الساعة.
وقال الحاضري: إن ذكرى المولد النبوي الشريف فرصةٌ مناسبةٌ لنتذكرَ رسولَ الله ورسالتَه وعلاقتَنا به وارتباطنا كمسلمين لا فرقَ بين سُني ولا شيعي إلا بالتأسي به والاتباع له ولا بين طائفة وطائفة إلا بقدر تجسيدِ أخلاقه ولا بين مذهب ومذهب إلا بصدق الانتماء السلوكي والتعاملي له، ولا بين حزب وحزب إلا بتجسيد حرصه على الناس وعلى هدايتهم ونجاتهم في برنامج الحزب وممارساته على أرض الواقع، وابتعاده عن الكذب والاستغلال ومراعاة مصالحه الخاصة على حساب المصالح العامة وعلى حساب الأمن القومي الإسلامي.