«رئاسي الإحتلال» يفر من مدينة عدن على وقع تهديدات غلمان زايد
أفق نيوز../
من الدنبوع إلى العليمي، مرحلة بحجم خطوة لا أكثـر، خطاها الاحتلال من فندق إلى مقر مشاورات في الرياض، فأفرزت مجلساً من ثمانية رؤوس، باعتبار أن رأس الدنبوع هو من الكبر بحيث لا يعادله إلا ثمانية رؤوس متشظية. أراد الاحتلال أن يكمل مسرحيته، فأوجد لها من يصدقها في من سماهم «رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي»، وأتى بهم إلى عدن المحتلة في لحظة يمين دستورية سقط عنها ما لا يسقط إلا في زمن الاحتلال. جاء رمضان فسكتت الخلافات بين داحس والغبراء؛ حتى إذا انصرم الشهر وخلع العليمي وفريقه زي الإحرام، تأزم الوضع بين الفرقاء الثمانية رئيساً وأعضاء، وأصبح ثمة حديث عن بحث مجلسهم «الموقر» عن عاصمة بديلة غير عدن، التي هُدد بطرده منها وإخراجه صاغراً كما دخلها.
بدأ ما يسمى «المجلس الرئاسي»، المشكل من قبل تحالف الاحتلال، أمس الأول، ترتيبات لنقل مقر إقامته من محافظة عدن المحتلة، تزامنا مع تصاعد التهديدات بطرده من المحافظة التي تشهد توترا غير مسبوق.
وأكدت مصادر في مكتب المرتزق رشاد العليمي، رئيس المجلس، أن الأخير يسعى لنقل مقر إقامة المجلس من عدن إلى محافظة حضرموت المحتلة.
وأوضحت المصادر أن مجلس العليمي يجد صعوبة في عقد اجتماعاته في عدن، بفعل التصعيد الأخير الذي يقوده ما يسمى «المجلس الانتقالي»، التابع للمرتزق عيدروس الزبيدي، عضو المجلس.
وأشارت إلى أن العليمي قد يغادر عدن خلال الأيام المقبلة، مبينة أنه وجه المرتزق فرج البحسني، عضو المجلس والمعين من قبل الاحتلال محافظا لحضرموت، بترتيب الأوضاع الأمنية في مدن المحافظة المحتلة، استعدادا لانتقال المجلس.
وتأتي هذه المكاشفات تزامنا مع كشف تحركات «الانتقالي» لاعتقال أعضاء المجلس ووضعهم تحت الإقامة الجبرية.
وكان المرتزق فرج البحسني هدد بنقل عاصمة المجلس من عدن إلى حضرموت ووقف اتفاقيات المجلس بشأن تأهيل وتطوير عدن، المعقل الأبرز لمرتزقة الإمارات (الانتقالي).
جاء ذلك خلال كلمته في لقاء للمكتب التنفيذي لمحافظة حضرموت ألمح فيه إلى إمكانية نقل العاصمة إلى حضرموت.
ومنذ انتهاء إجازة العيد لم يعقد أعضاء رئاسي الاحتلال أي اجتماع، كما لم يشاركوا في لقاء المبعوث الدولي، وسط تقارير عن خلافات جمة وصلت حد تهديد الزبيدي بطرد المجلس في محاولة منه للضغط عليه لتمرير أجندته بحكم سيطرة فصائله على المدينة.
ووسعت سيطرة «الانتقالي» على عدن الخلافات داخل «المجلس الرئاسي» الذي فشل في الالتئام مجددا، وسط مؤشرات إلى طرده، ما قد يدفع نحو نقل «عاصمة مؤقتة له» بديلة عن عدن.
وفي السياق، تصاعدت حدة التوترات، أمس، بين «الانتقالي» و«رئاسي الاحتلال» في مدينة عدن، وسط حديث عن تنصل المرتزق الزبيدي من التزاماته في ما تسمى «مشاورات الرياض 2».
وقالت وسائل إعلام ناطقة باسم «الانتقالي»، في تقارير لها، إن « المجلس الرئاسي لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الرياض بنسخته الثانية».
وأكدت أن العليمي يسعى لاستئصال الفصائل التابعة لـ«الانتقالي»، في إشارة واضحة لتمكين مرتزقة العميل طارق عفاش، عضو المجلس، كقوات بديلة، وتسليمها معظم المواقع الاستراتيجية في المحافظات الجنوبية المحتلة، مشيرة إلى أن «قوات الانتقالي لن تسمح بتمرير مخطط الرئاسي، وستطرد كل من يحاول إقصاءها في مدينة عدن، وكافة المحافظات الجنوبية».
قد يبدو من خلال مسار التطورات الأخيرة أن العميل طارق عفاش يحاول مراضاة «الانتقالي»، خصوصا إذا تم أخذ في الاعتبار قرارات محافظ المؤتمر جناح الإمارات في شبوة، التي قضت بتسليم أهم المؤسسات الإيرادية في المحافظة النفطية لـ»الانتقالي»، لكن حتى هذه المغريات لا يبدو أنها مقنعة لمجلس الزبيدي، الذي بات يتوجس من طارق أكثر من غيره، كونهما مشتركين في العمالة للاحتلال الإماراتي.
وفي أحدث حراك له، استحوذ العميل طارق عفاش، أمس الأول، رسميا على أهم فصيل في قوات العميل هادي بدعم أمريكي، ما قد يعزز نفوذه في المحافظات الجنوبية المحتلة.
وأفادت مصادر في ما تسمى قوات خفر السواحل، التي تشرف عليها البحرية الأمريكية، بأن اتفاقاً جرى بين طارق وقائد هذا الفصيل المقرب من هادي، المرتزق خالد القملي، على إجراء تغييرات واسعة في هيكل قيادة القوات بدفع من الأمريكيين لإخضاعها لطارق، الذي تنتشر فصائل مرتزقته عند مضيق باب المندب.
هذا اللقاء جاء بالتزامن مع حديث القائد الجديد للقيادة المركزية للقوات الأمريكية، مايكل كوريلا، عن تركيز بلاده على تعزيز الانتشار في السواحل اليمنية، أو ما وصفه بتأمين الملاحة لمنع تهريب الأسلحة، وهو ما يشير إلى أن الولايات المتحدة تسعى لإعادة إحياء حليفها القديم بمنحه أهم القوات المجهزة أمريكيا وفي إطار تعزيز نفوذه على السواحل اليمنية وتحديدا الممتدة من البحر الأحمر إلى خليج عدن مرورا بمضيق باب المندب.
(صحيفة لا)