معاشيق.. قصر رئاسي أم مقر إقامة جبرية؟!
أفق نيوز../
يبدو أن السلطة التي منحها تحالف الاحتلال لرئيس ما يسمى «المجلس الرئاسي» انحصرت في قصر معاشيق الذي ليس بمقدور العميل رشاد العليمي مغادرته. فمنذ جيء به إلى القصر وهو حبيس جدرانه يتلقى البرقيات ويستقبل الوفود، فيما المرتزق عيدروس الزبيدي محتفظ برهاناته المسيطرة على الوضع في المدينة وفي القصر الرئاسي نفسه. يفرح العليمي ببرقية تهنئة تبعثها إليه أبوظبي فيعتبرها صفعة في وجه الانتقالي الذي هو نفسه من قام بتسليم تلك الرسالة وسمح بوصولها.
أكدت مصادر مطلعة أن حصارا مطبقا يفرضه مرتزقة ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، على الأراجوز رشاد العليمي، في قصر معاشيق بمدينة عدن المحتلة.
وأكدت المصادر أن العليمي لا يستطيع مغادرة القصر إلا بإذن صادر من رئيس «الانتقالي» المرتزق عيدروس الزبيدي شخصيا، ونحو مطار عدن مباشرة، مثلما حدث في زيارة العليمي مؤخرا إلى أبوظبي لتقديم التعازي بوفاة خليفة بن زايد ومعها تهنئة مرفقة لخليفة خليفة الحاكم الفعلي.
وقالت المصادر إنه فور عودة العليمي إلى عدن، لم يكد يُعرَف بوجوده في المدينة إلا من خلال ما تبثه قناته الرسمية من خطابات وتلقي برقيات تهنئة بمناسبة تعيينه، واستقبال هذا الوفد أو ذاك.
وخلافا لنوابه السبعة، لزم العليمي مكانه في القصر بموجب توجيهات صارمة بمنعه من مغادرة القصر نهائيا، الأمر الذي جعله أشبه بشخص وضع تحت الإقامة الجبرية، فيما النواب السبعة وعلى رأسهم المرتزق عيدروس الزبيدي، يسرحون ويمرحون في مناطقهم ويتحركون وفق ما تفرضه معطيات القوة التي بين أيديهم.
وأشارت المصادر إلى أن العليمي تقدم أكثر من مرة بشكوى لتحالف الاحتلال الذي عينه في ذلك المنصب في كونه أصبح كالأراجوز وأن تحركاتـــــــه أصبحت مرهونة بموافقة الزبيدي، رئيس الانتقالي، وليس تحركاته فحسب، بل بقاؤه في عدن من عدمه، مضيفة أن ما يصدره بين الحين والآخر من قرارات بتعيين مقربين له واستقباله هذا الوفد أو ذاك لا يعدو كونه محاولة للقول بأنه مازال هو الرئيس.
وأكدت المصادر أن العليمي هدد مؤخرا بتقديم استقالته من رئاسة المجلس، في الوقت الذي تتوسع فيه الخلافات بينه وبين نوابه السبعة، وبالخصوص مع الزبيدي الذي هدد أكثر من مرة بطرده من عدن وأنه بحكم الضيف لا أكثر.
تهديد العليمي بتقديم استقالته هو العنوان الأبرز الذي يستطيع العليمي أن يناور فيه ويستخدمه كورقة ضغط في وجه التحالف الذي جاء به؛ حيث يدرك جيدا أن ذلك سيسبب حرجا كبيرا لكل من السعودية والإمارات؛ اللتين تجبران أدواتهما على الاحتفاظ به ولو شكليا كرئيس حظي بـ»مباركة دولية». ولعل حادثة احتجاز «الانتقالي» للتورتة التي وجه العليمــــــي بشرائها من أحد المحلات في عدن والإتيان بها إلى القصر للاحتفاء بذكرى الوحدة أكبر دليل على ما يتمتع به العليمي من سلطة رئاسية.
أما المحزن والمبكي في آن واحد، على الأقل بالنسبة للعليمي، هو أن يبعث ابن زايد (محمد) الذي توج مؤخرا برئاسة دويلته، ببرقية تهنئة للعليمي بمناسبة ذكرى الوحدة، وهو الأمر الذي اعتبرته وسائل إعلام تابعة له أنه بمثابة صفعة توجهها الإمارات لمرتزقتها في «الانتقالي» المنادين بالانفصال.
وفيما تحدثت وسائل الإعلام تلك عن أن توقيت التهنئة يشير إلى أنها تحمل رسالة مبطنة من قبل الدويلة التي تحتل محافظات بأكملها من التراب اليمني لمرتزقتها بأنها ستتخلى عنهم وأن تلك الرسالة بمثابة موقف جديد للإمارات سيتحدد على ضوئه مصير «الانتقالي» ومستقبله، يدرك العليمي أكثر من غيره أن تلك التهنئة هي أقرب إلى السخرية منه ومن مجلسه الرئاسي إمعانا في خلط أوراق اللعبة. وعلى حد تعبير أحد الساخرين، تبعث إلى رئيس «وحدوي» يحاصره مرتزقتها الانفصاليون ببرقية تهنئة وتورتة عيد.
(صحيفة لا)