بالصورة : لصوص العصر يبيعون آثار اليمن .. قطعة أثرية يعود تاريخها لدولة قتبان تعرض للبيع في مزاد «أرتميس» الأمريكي
أفق نيوز | تقرير _ محمد الروحاني :
ليست الأولى ولن تكون الأخيرة قطعة، آثرية يمنية تعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد تعرض للبيع في مزاد علني بالولايات المتحدة الأمريكية.
هذ القطعة ليست إلا واحدة من آلاف القطع الآثرية التي حرك العدوان مرتزقته في الداخل لنهبها وتهريبها إلى الخارج بعد استهدافه الكثير من المعالم الثقافية التي تحفظ الذاكرة وتحمي الإرث والتراث منذ بداية العدوان على اليمن محاولاً طمس الهوية اليمنية .
القطعة الآثرية اليمنية التي عرضت للبيع في مزاد «أرتيمس» بالولايات المتحدة الأمريكية الخميس الماضي يعود تاريخها إلى دولة قتبان وفق ما نشره الباحث اليمني المختص بالآثار عبدالله محسن على صفحته في فيسبوك .
الباحث اليمني عبدالله محسن أوضح أن الوجه اليمني في القطعة المنهوبة يضاهي أعمال النحات الإيطالي أميديو موديلياني .
ووفق الباحث، فإن الكثير من مرتادي المزاد يسودهم الخوف بسبب قيام جمارك ألمانيا وأستراليا بمصادرة العديد من شحنات الآثار من حضارات مختلفة في الآونة الأخيرة، حتى بالنسبة للعناصر التي كانت منشأها ما قبل اليونسكو .
يستدعي التعبير المنمق وكذلك الوجه والرقبة الممدودان لهذا العمل القديم إلى الأذهان الوجوه الحداثية لصور الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني؛ شديدة الأناقة والتي تشبه القناع تقريبًا – مما يجعل التشابه رائعاً بين الثقافة البصرية القديمة والحديثة.
دول العدوان تسرق كنوز اليمن الأثرية
موقع “لايف ساينس” الأمريكي كشف في أبريل 2021 عن بيع ما لا يقل عن 100 قطعة أثرية من اليمن في مزاد بمبلغ يقدر بمليون دولار في كل من الولايات المتحدة وأوروبا والإمارات العربية المتحدة.
وقال الموقع في تحقيق انه حصل على معلومات الشحن والتي توضح أنه منذ عام 2015 م سنة بدء العدوان السعودي على اليمن ، أصبحت هناك زيادة كبيرة في شحنات القطع الأثرية والتحف المرسلة من المملكة العربية السعودية، إلى الولايات المتحدة .
وأنه في الفترة بين 2015 يناير وديسمبر 2018 ، أرسلت السعودية إلى الولايات المتحدة قطعا اثرية مهربة تم بيعها بحوالي 5,940,786 دولار مقارنه مع ما تم بيعه وبمبلغ 3,703,416 دولار فقط من هذه المواد تم إرسالها إلى الولايات الأمريكية خلال فترة 19 عامًا بين يناير 1996 وديسمبر 2014 م ، وهذا دليل على أن النظام السعودي يسرق كنوز اليمن وبطريقة منظمة وممنهجة.
تحقيق « لايف ساينس » ذكر إنه ليس واضحاً كمية القطع الأثرية والفنية والتحف المرسلة من السعودية إلى الولايات المتحدة التي تم نهبها وسرقتها من اليمن.
مزادات لبيع آثار اليمن في أوربا
في يونيو 2022م، كشفت وسائل إعلام غربية عن بيع تمثال يمني قديم في صورة امرأة سبئية، يعود للقرن الحادي عشر قبل الميلاد في مزاد علني في ألمانيا بعد نهبه وتهريبه من اليمن بالتزامن مع مزاد آخر في برشلونة بإسبانيا على قطعة أثرية يمنية أخرى بعد سرقتها وتهريبها إلى خارج البلاد.
مزادات أوربا العلنية لبيع آثار اليمن تزامنت مع طرح صالة عرض بركات «وكالة لبيع الفنيات مقرها لندن » مجموعة من القطع الأثرية اليمنية للبيع، عبر موقعها على شبكة الإنترنت .
وبحسب موقع «بركات غاليري » ، فإن التُّحف تضم تماثيل ورؤوساً وأشكالاً مختلفة، معظمها مصنوعة من المرمر، تعود للحقبة السبئية، وبأسعار تبدأ من أربعة آلاف دولار، فيما أُخفيت أسعار بعضها في عملية بيع وصفها علماء آثار بالساذجة والخدعة التي لن تنطلي على أحد.
وأكد الموقع أن الآثار المعروضة للبيع تتواجد في عدة دول، أبرزها الإمارات ، إضافة إلى لندن، والتي يبلغ عددها 28 قطعة على الأقل، ما بين تماثيل ومنحوتات، وألواح عليها كتابات مسمارية بخط المسند.
فضيحة سرقة المعبود «عثتر»
في أبريل 2022م ، كشفت القناة الفرنسية الثانية فضيحة مدوية عن سرقة الآثار اليمنية وظهور تمثال من الآثار اليمنية الموثقة في أحد المتاحف العالمية والتي تم عرضه على أنه أحد مقتنيات أمير دولة خليجية . وأضحت القناة أنها تتبعت تحركات تمثال الوعل البرونزي والذي قالت أنه أصبح من مقتنيات الأمير القطري حمد آل ثاني ابن عم قطر، بعد أن تم نهبه من موقع أثري لمعبد يمني.
وأزاح التقرير التلفزيوني اللثام عن تمثال برونزي للمعبود اليمني القديم «عثتر» والذي تم نهبه من موقع «مريمة» الأثري في حضرموت باليمن ، وظهر فجأة في متحف «فونتينبلو» عام 2018م، ومنها إلى طوكيو في اليابان.
مطالبات بإعادة الآثار المنهوبة
في أبريل 2022م، دعا وزير الثقافة بحكومة الإنقاذ الوطني عبدالله الكبسي خلال لقائه بمديرة مكتب اليونسكو لليمن ودول الخليج، آنا باوليني، للمساعدة على استعادة القطع الأثرية اليمنية المنهوبة والمسروقة المعروضة في المزادات والمتاحف العالمية بالإضافة إلى المحتجزة في مطاري باريس ونيويورك والبالغ عددها 64 قطعة أثرية وهي الدعوة التي لم تلق إجابة إلى اليوم .
نقلاً عن صحيفة الثورة الرسمية :