تعتنق الاستراتيجية القتالية التى ينتهجها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي كاساس لتخطيط سياسته العسكرية, مفهوم الاستجابة المرنه التي تقوم على تصور وجود نطاق متدرج ومتصاعد من الاستجابات والخيارات المتعددة, تبدأ من الردود اللينة والمحدودة وتنتهي بأكثرها قسوة وأوسعها مساحة, وطبقا لهذا المفهوم يظل للقوة التقليدية دورها واستخدامها إلى أن تصل الى الحالة التى لا توفر سلاحا بل تقذف به إلى مساحتها لتدمير العدو وإجباره على الاستسلام.
و قد كان الدافع من وراء انتهاج هذه الاستراتيجية ,هو الرغبة في توفير أكبر قدر من المرونة للحل السلمي ,وهذا مااتسم به السلوك العملي لقائد الثورة في كل الحروب التى واجهت الحركة ابتداء من الحروب الست وانتهاء بالحرب العدوانية الكونية الأخيرة, وهو مايؤكد وبوضوح أن الخيار الأول للسيد عبدالملك كان – ومايزال- يقوم على خيار الحل السلمي عبر الحوار والمفاوضات, ثم يأتي الخيار العسكري كخيار أخير و كرد فعل على رفض الخصوم للحل السياسي ومبادأتهم باستخدام القوة .
وتوفر هذه الاستراتيجية” الاستجابة المرنة” أو الصبر الاستراتيجي أو النفس الطويل”, إلى جانب تمكين القيادة من إدارة معركة ناجحة ومتميزة,القدرة على تطوير الفاعلية العسكرية للحركة بما يكفل لها مواجهة أي تحديات والتصرف إزاء أي مشكلة تعرض لها,وبما يقتضي التنويع في وسائل القتال سواء كانت تقليدية أو حرباً غير نظامية” حرب عصابات”, كما تقتضي إقامة نظم الدفاع بالصواريخ المضادة التى تكون في الغالب دفاعية ولكن بمقدورها أن تبادر الى الهجوم بحيث تنسف الردع الاستراتيجي للخصم من أساسه.
وفعلا فقد اثبتت تسعة أشهر من العدوان,قدرة الجيش واللجان عبر استخدام منظومة الصواريخ التقليدية والباليستية المعدلة والمطورة, من نسف قوة الردع الاستراتيجي لقوى العدوان الأمريكي السعودي من أساسه.