أفق نيوز
الخبر بلا حدود

اليمن نموذج “البناء والتصنيع العسكري” في زمن الحرب

234

أفق نيوز../

جاء العرض العسكري المهيب في العيد الثامن لثورة الـ21 من سبتمبر المباركة تتويجا لسلسلة عروض كبرى شهدتها عدد من المناطق العسكرية:

-المنطقة المركزية

-المنطقة الرابعة

-المنطقة السادسة

-حرس الحدود

-الشرطة العسكرية

-ألوية الحماية الرئاسية

-قوات الاحتياط والتدخل المركزي

-المنطقة الخامسة بمحافظة الحديدة

-قوات وتشكيلات وزارة الداخلية بالعاصمة صنعاء

رسائل في غاية الأهمية حملها العرض متجاوزا في أبعادها ما قد يفهم إنها متعلقة بظرف زمني مؤقت يتعلق بالهدنة أو تحسين شروط تفاوضٍ على توسيعها إلى تطور نوعي وتاريخي تشهده القوات المسلحة اليمنية إن من حيث:

 

القوة البشرية

كان الزخم البشري في العروض السابقة مؤشرا على حجم تنامي القوة البشرية للمؤسسة العسكرية فجاءت الإضافة النوعية والكبرى للقوة البشرية الجديدة في عرض العيد الثامن للثورة بما يزيد عن ثلاثين ألف صف وجندي وضباط من كافة وحدات الجيش البرية والبحرية والجوية مكللة عملية دمج اللجان الشعبية في الجيش التي شكلت طوال سنوات العدوان ثنائية لخبرة قتال هي الأهم في التاريخ المعاصر تميز فيها المقاتل بالروح المعنوية العالية وتحمل أقسى الظروف بمعونة الله وتوفيقه

الحضور الرفيع لقيادات الدولة والمسؤولين في القوات المسلحة والأمن توجه إطلالة للقائد الأعلى للقوات المسلحة المشير مهدي المشاط من على إحدى مدرعات الغزاة، وهي رسالة اختصرت مصير كل من يفكر باحتلال اليمن.

 

بناء القدرات العسكرية وتطويرها

لم يكن مصادفة أن يبدأ عرض القدرات العسكرية بإحدى وعشرين مدرعة محلية الصنع اختير لها اسم هاني تخليدا لهاني طومر رمز البطولة والتضحية والفداء وتذكيرا للعدو بأن العقيدة القتالية لا يمكن أن تنتصر إذا كان حاملها فاقدا لقيم هاني وأمثال هاني ولو امتلك ما امتلك من مال وقوة

ما كان صادما للصديق قبل العدو هو حجم القوة التي راكمتها وحدات الجيش المختلفة وخصوصا تلك الأسلحة الاستراتيجية للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، وتميز العرض العسكري المهيب بالاستعراض النوعي والأول من نوعه لأسلحة تم الكشف عنها مسبقا وأسلحة تم إزاحة الستار عنها بعد ثمان سنوات من مواجهة العدوان الغاشم والحصار الخانق، ومن أبرز تلك الأسلحة الاستراتيجية:

 

صاروخ حاطم الباليستي

يعد من الجيل الرابع من صواريخ بدر المعروف بأن صواريخه نقطية وهامش الخطأ فيها يضيق، إلا أن الميزة المضافة أنه بعيد المدى وهو ما يعني قدرة على الوصول إلى أهداف حساسة في عمق جغرافية العدو وإلحاق أضرار بالغة بالأهداف نظرا لقدرته التدميرية الكبيرة.

 

صاروخ كرار الباليستي

هو الآخر كان إضافة نوعية في الأسلحة التي تعمل بنظام التوجيه الذكي، إضافة إلى قدرة الصاروخ كرار الذي يحمل رأسا متفجرا بزنة نصف طن على إحداث دمار كبير في الأهداف المرصودة.

 

صاروخ فلق الباليستي

يتميز بحمله عدة رؤوس متفجرة ودقته العالية في إصابة الأهداف بعمق العدو

أما صاروخ قدس 3 المجنح

السلاح الذي يؤرق أنظمة الدفاع الجوي للعدو كل هذا يضاف إليه قدرته على الوصول إلى أهداف بعيدة المدى وإصابتها بشكل دقيق ومباشر، وهذا النوع من الصواريخ الذي يعمل بالمحركات النفاثة تحدث عنه خبراء في جيش العدو الإسرائيلي كسلاح كاسر للتوازن.

-وفي توقيت حساس في البحر جاء الكشف لأول مرة عن ثلاثة صواريخ أرض بحر (البحر الأحمر، ومحيط وعاصف) بمواصفات وميزات تجعل من الحرب في البحر مكلفة على الأعداء خصوصا وأنها تعطي ميزة دفاعية وهجومية على ضفتي البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية.

-القوة البحرية كشفت أيضا عن 7 زوارق محلية الصنع متعددة المهام (عاصف1، عاصف2، عاصف3، ملَّاح، طوفان1، طوفان2، طوفان3 ) تتميز بقدرتها العالية على المناورة وضرب الأهداف الثابتة والمتحركة في البحر إضافة إلى تنفيذ مهام الاعتراض والمداهمة للسفن المعتدية كما هو شأن زوارق عاصف1 وعاصف3 وملاح إلا أن عاصف2 يمتاز بتخصصه في الحرب الإلكترونية والتشويش، وأمام امتلاك بحرية تحالف العدوان الأمريكي السعودي لأسلحة وقطع بحرية مزودة بأحدث الرادارات نجحت القوة البحرية في التغلب على هذا التحدي بتصنيع زوارق طوفان المسيرة الهجومية بأجيالها الثلاثة بقدرة فائقة على التخفي وسرعة عالية تتفاوت بين 35-50 ميل بحري في الساعة ورؤوس متفجرة وزنها بين 150-500 كجم.

-وفي لحظة استعراض عدد من الطيارين بمروحيات عمودية تم تأهيلها في ظروف غامضة ارتسمت في الأجواء أمام الحاضرين هذا العرض المهيب سلسلة من مراحل التدمير الممنهج للقوات الجوية والدفاعات الجوية قبل الثورة، وهي مراحل سوداء لن يمحوها إلا استعادة القوات الجوية والدفاع الجوي لفاعليتها، وعلى طريق تأمين الأجواء وحمايتها استعرضت الدفاعات الجوية منظومة صادق وحيدر ورادار بي 19 المتخصصة بتعقب وكشف الأهداف المعادية من مسافة تتراوح بين 40-200كم، بالإضافة إلى صاروخ معراج الباليستي أرض جو المطور من صاروخ بدر P-1 الذي لا يتأثر بالتشويش الحراري والراداري بالإضافة إلى صاروخ صقر وكلها أسلحة دفاع جوي أثبتت فاعليتها في السنوات الأخيرة بإسقاط عشرات الطائرات الأمريكية والصينية متطورة الصنع.

-في الأجواء أيضا استعرض سلاح الجو المسير في سماء ساحة العرض عددا من الطائرات المسيرة من طراز صماد قبل أن يكشف عن طائرتي خاطف 2 الهجومية ومرصاد 2 الاستطلاعية، إلا أن الرسالة الأكبر كانت باستعراض نوعي لعدد من طائرات وعيد الهجومية بعيدة المدى وفي ذلك رسالة وعيد لا تعني كل من يقع في نطاق مداها الألفين وخمسمائة إلا من إن معتديا للشعب ومهددا مقدسات الأمة

-اختيار توقيت العرض كان مفصليا إن من حيث التأكيد على أن الثورة لم تقف بوجه المخطط التدميري للولايات المتحدة وأدواتها الإقليمية والمحلية في إفقاد اليمن كل عناصر القوة فحسب بل تجاوز الأمر إلى دخول اليمن مرحلة البناء والتأهيل والتصنيع العسكري وهو ما لم يكن في حسبان الأعداء.

-جاء العرض بعد أقل من 12 ساعة من خطاب قائد الثورة بمناسبة العيد الثامن تضمن رسائل في غاية الأهمية عندما قال إن الاستمرار في العدوان هو أكبر تهديد للسلم الإقليمي والدولي وضرره لن يقف على حدود اليمن بل إنه رسم مصيرا كارثيا لتحالف العدوان إن هو أصر على استمرار خيار الحرب، كل هذا جاء متصلا بلحظة تنافس دولية وإقليمية على الطاقة متأثرة بتداعيات الحرب الأمريكية الروسية على الساحة الأوكرانية فجاء التحذير لتحالف العدوان وللشركات الأجنبية من مواصلة نهب الثروة الوطنية.

*المسيرة نت – نجيب الأشموري

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com