ثورة 21 سبتمبر.. ملحمة الإستقلال من الوصاية والهيمنة الخارجية
أفق نيوز../
تحتفي بلادُنا هذه الأيّام بالذكرى الثامنة للعيد الوطني 21 سبتمبر المجيد وبلادُنا تزخرُ بعظمة أبطالها ورجالها البواسل في مختلف أراضي الوطن المبارك، متباهين بعظمة هذه الثورة وقيادتها وتضحيات أبطالها الشجعان الذين بذلوا الأرواح معطاءة؛ مِن أجلِ عزة ورفعة بلادنا الحبيب ولكي تستعيدَ مجدها وقيمتها الحقيقة.
ويقول محافظ عدن طارق مصطفى سلام: إن الثورة اليوم وهي تسمو على جراحها وتلملم شتات ما افتعلته أيادي العدوّ الآثمة بحق وطننا وشعبه الكريم يجعلنا نقف إجلالاً وإكباراً لقادتها العظام وأوليائنا الأطهار بقيادة سماحة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- خير من ضحى واستبسل وقاوم في سبيل عزة وطنه ورخاء شعبه والذي كان له الفضل بعد الله في ما حقّقته هذه الثورة إلى يومنا هذا.
ويواصل: لقد كانت اليمن على مدى عصور رهينة لقوى دولية خارجية مكنتها رموز الأنظمة السابقة من ممارسة انتهاكات صارخة بحق السيادة اليمنية وسخرت كُـلّ مقدرات وإمْكَانيات الدولة لصالح تلك الدول، مما جعلها تعبث وتدمّـر مقدرات وثروات الوطن؛ مِن أجلِ مصالحها الخَاصَّة لا سِـيَّـما ما يخص الجانب السيادي للوطن وأسلحته والمقدرات والمكتسبات الوطنية التي ظلت رهينة في أيدي العابثين والمحتلّين الطامعين، حتى جاءت ثورة 21سبتمبر لتقف بوجه تلك الأطماع وتلفظها إلى ما لا نهاية، الأمر الذي جعل الثورة اليوم تواجه أعتى طغاة الأرض والذين خسروا مصالحهم؛ بسَببِ الثورة المباركة.
وفي السياق يرى محافظ شبوة عوض العولقي، أن ثورة 21 سبتمبر المجيدة مثلت الانطلاقة العملية نحو تحقيق طموح وأهداف ونضالات أبناء الشعب اليمني للسير نحو تحقيق الاستقلال العملي لوطنهم وإخراجه من عباءة الوصاية للخارج وبناء دولته المستقلة والحديثة التي ظل ينشدها منذ عقود ويعجز عن بنائها نتيجة وصاية الخارج الذي ظل يتحكم بالقرار الوطني ليعيق بناء دولة قوية ومتطورة في جنوب شرق الجزيرة العربية.
ويقول العولقي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن الشعب اليمني يدرك اليوم أن ثورة 21 سبتمبر تعتبر الثورة الحقيقية التي عبرت بها اليمن إلى بر الاستقلال الفعلي وأسست لبناء اليمن كدولة مستقلة قادرة على السير على طريق البناء دون الاعتماد على الخارج وعملت على تصحيح مسار الثورات اليمنية سبتمبر وأُكتوبر لتكون ثوراتٍ تجسدت أهدافها بشكل فعلي في ثورة 21 سبتمبر الخالدة.
ويشير إلى أننا اليوم وبعد قرابة ثمانية أعوام من العدوان الغاشم على وطنا وشعبنا يبرز هذا الصمود اليمني الأُسطوري الذي أفشل كُـلّ مخطّطات دول العدوان وعجز عن كسرة إرادَة ثورة 21 سبتمبر وإرجاع اليمن إلى مربع الوصاية من جديد، وبالتالي فَـإنَّ هذا العدوان الغاشم وهذا التكالب على نهب ثروات الشعب اليمني لم يزد أبناءَ ثورة 21 سبتمبر سوى إصرار على الدفاع عن وطنهم وشعبهم وثورتهم، منوِّهًا إلى أن العرض العسكري الذي نظمته المنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والدفاع الساحلي والقوات الجوية والدفاع الجوي في الحديدة قبل أسابيع وَأَيْـضاً في ميدان السبعين يعد تطوراً نوعياً كَبيراً وَمستوى عالياً من التسليح والجاهزية القتالية التي ظهرت لدى كافة الوحدات العسكرية، وبشكل أثبت بأن الجيش اليمني قادر على فرض معادلات عسكرية جديدة وفاعلة للردع وحماية اليمن براً وجواً وبحراً أكثر من أي وقت مضى.
ويوضح العولقي أن كُـلّ ما حدث هو ثمرة ملموسة من ثمرات ثورة 21 سبتمبر التي خلقت هذا التطور الكبير للقدرات العسكرية اليمنية، وأنه ولأول مرة في تاريخ اليمن المعاصر يصل الجيش اليمني إلى هذا المستوى المشرف من الفاعلية والتطور، وهذا الأمر لم يكن ليحدث واليمن في دائرة الوصاية للخارج، فوحدات التصنيع العسكري اليمنية مثلاً أنتجت وبكفاءة عالية قدرات عسكرية قادرة على الردع واستهداف الأماكن الحساسة في عمق دول العدوان وحماية المياه الإقليمية اليمنية وكلّ شبر في الوطن بكل جدارة ودقة عالية في ضرب الأهداف.
ويبين أن ثورة 21 سبتمبر تكمن أهميتها في أنها أتاحت الفرصة بشكل عملي لبناء الدولة اليمنية المستقلة القادرة على أن تمثل رقماً صعباً في المنطقة، وتمثل ثقلاً وتخلق توازناً في ميزان القوى في المنطقة والإقليم وبالتالي فَـإنَّ اليمن اليوم قادر على حماية موقعه الاستراتيجي الذي مثّل مطمعاً لدول العدوان والقوى العالمية من عصور قديمة حتى اليوم واستطاع أن يخلق معادلة الردع بقدرات يمنية واستطاع أَيْـضاً أن يحمي ثروات البلاد ويحمى مكاسب كُـلّ الثورات اليمنية، وهذا ما بات يدركه كُـلّ أبناء الشعب اليمني العظيم بعد 8 أعوام من هذا العدوان الغاشم الذي تجرع الويل على أيدي أبناء الجيش اليمني ولجانه الشعبيّة التي أصبحت ضمن نسيج الجيش اليمني وقوات الأمن، وبالتالي ظهرت مكاسب ثورة الـ21 من سبتمبر من خلال بناء الدولة وبناء الجيش اليمني من جديد على أُسُسٍ سليمة وبناء القدرات العسكرية التي جعلت الوطن قادراً على حماية الدولة والشعب وحماية حقوق وكرامة الإنسان اليمني.
ثورةٌ تسمو على الجراح
وعلى صعيد متصل، يؤكّـد محافظ الحديدة محمد عياش قحيم، أن ثورة 21 سبتمبر أنقذت البلد من الوصاية والهيمنة الخارجية، وأزاحت مراكز النفوذ التي كانت تتحكّم في المشهد اليمني.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه ثورة 21 سبتمبر في الجوانب الأمنية والاقتصادية والسياسية، نتيجة العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا، إلّا أن الثورة أنتجت رغبة وطنية ووعياً ثورياً، نتيجة الصمود الشعبي في مواجهة الغطرسة الأمريكية الصهيونية السعوديّة الإماراتية، والتي عجزت عن كسر إرادَة الشعب وإرادَة الثورة كما يقول قحيم.
ولذلك تأتي الرسائل الواضحة لحالة الجاهزية والاستعداد لجيشنا وقواتنا المسلحة بكل فروعها واستعدادها التام لخوض معركة التحرير الناجز لكل شبر من أرض اليمن الطاهرة من بغيهم وَدنسهم، مؤكّـداً أنه سيتم سحق العدوان وأذنابه في أسرع مما يتصورون.
من جانب متصل، يرى وكيل أول محافظة الجوف رئيس التلاحم القبلي بالجوف، الشيخ صالح أحمد الدهشاء، أن ثورة 21 سبتمبر تعتبر نواةً لثورة أُمَّـة، مؤكّـداً أنها ثورة تنموية نهضوية، وثورة عامة وشاملة للشعب اليمني وللأمَّة الإسلامية.
ويشير إلى أن العدوان الأمريكي السعوديّ عمل ما بجهده لإجهاض ثورة الشعب وهو يحرض ويدعم عملاءه بكل الطرق، وفشل فشلاً ذريعاً، غير أن الثورة حولت اليمن إلى دولة حقيقية، دولة تسعى إلى سلام الشجعان، دولة بنت ترسانتها العسكرية، وصنعت ودربت، وأخرجت ثمارها جيشاً عقيدته الولاء لله، والوطن، ليس جيشاً عائلياً محدوداً.
ويوضح أن الصمود ولحمة الشعب اليمني في ثورة 21 سبتمبر ليس له مثيل في العالم، فالثورة لملمت البيت اليمني، وأوقفت الحروب والثارات، وَبدأت في مشروع “يد تبني ويد تحمي” في الواقع، وبدأ الاكتفاء الذاتي الزراعي خاصة الحبوب، كما تكمن أهميّة ثورة 21 من سبتمبر في أنه أصبح لها القدرة للحفاظ على الموقع الاستراتيجي للبلد، من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
بدوره، يقول وكيل محافظة البيضاء نائب رئيس التّلاحم القبلي الشيخ عبد الله أحمد الجمالي: إن ثورة 21 من سبتمبر هي ثورة لكل اليمنيين الوطنيين الأحرار، الذين استشعروا المسؤوليةَ الدينية والوطنية، وهي تجمع نضالاً مشتركاً لكل القوى الوطنية الخيرة التي تملك رصيداً إيمَـانياً عظيماً وحُباً صادقاً وكبيراً لله ورسوله وآل البيت -عليهم السلام-، ويحبهم الله ورسوله ولا يخشون لومة لائم، مشيرة إلى أنها كانت ملحمة الاستقلال من الوصاية والهيمنة الخارجية.
ويلفتُ إلى أن ثورة 21 سبتمبر صحّحت مسار الثورات اليمنية السابقة وجسدت مبادئها العظيمة وحقّقت أهدافها السامية التي كانت في الماضي مُجَـرَّدَ حبرٍ على ورق، وضرب اليمنيون، أروع نماذج الصمود في كسر زحوفات العدوان ومرتزِقته وتلقينهم أقسى الصفعات وتعرية زيفهم وبيان حقيقتهم الإرهابية.
*المسيرة- محمد المنصور – إبراهيم العنسي