يحرص كاتب الدراما على كشف الغموض تماما في الحلقة الأخيرة من عمله الدرامي سواء في الفيلم أو المسلسل أو التمثيلية..
ويبدو أن العرب يعيشون اليوم أحداث الحلقة الأخيرة من المسلسل العربي المنتج سعوديا وخليجيا “إسرائيل ربعنا”..
وفيها عرف المشاهدون من يكون بطل المسلسل المتخفي والذي ظل يعمل طوال الحلقات على جعل الشعوب العربية والمسلمة تنسى العدو الحقيقي للأمة والمتمثل في اسرائيل، مع اختيار عدو بديل للأمة بخلاف الواقع وهو إيران..
فبقطعه للعلاقات الدبلوماسية مع إيران كشفت الحلقة الأخيرة عن بطل المسلسل وهو النظام السعودي وشلته المكونة من أنظمة بعض الدول العربية، كخطوة متقدمة وسريعة ومفضوحة في مسار خدمة امريكا واسرائيل وتضليل الشعوب العربية والمسلمة..
فطوال هذا المسلسل حاول النظام السعودي وحلفاؤه أن يضللونا – بشكل غير مباشر – لكنهم اليوم يقولون لنا بكل صراحة: لا خطر اسرائيلي على العرب رغم احتلالها الأراضي العربية، واستمرار الاستيطان، وتهويد مدينة القدس، وتهديد المسجد الأقصى، وقتل الفلسطينيين وارتكاب المجازر، وتدمير مدنهم ومحاصرتهم..
يقولون لنا بكل وضوح: لا خطر من الإرهاب التكفيري وتنظيماته الإجرامية كالقاعدة و داعش التي أعلنت إنشائها دولة في العراق وسورية، لتكون منطلقاً لغزو الأقطار العربية واحتلالها، وإسقاط الأنظمة فيها، واستبدالها بالتوحش نظاماً حاكماً لقهر العرب والمسلمين والأقليات الأخرى واستعبادهم وسبي نسائهم وحرقهم ورميهم أحياء من أسطح البنايات المرتفعة!
ويقولون أيضاً بملء الفم: لا خطر من أمريكا وسياستها الاحتلالية وهيمنتها الاقتصادية وانحيازها المطلق لـ “إسرائيل”.
ويضيفون بكل ثقة: “إيران هي عدو العرب والمسلمين”..
وكما أنها الحلقة الأخيرة الكاشفة للحقيقة فهي آخر الأوراق التي يجرؤ النظام السعودي ومن معه على رفعها في وجه إيران، التي تمكنت بمفردها من إخضاع العالم المستكبر لمطالبها النووية والصناعية.
والورقة لم ترفع إلا بعد التسليم بفشل كل الجهود غير الصريحة التي بذلوها من أجل إقناع العرب بأن “إيران” هي العدو لا “إسرائيل”، فاضطروا إلى استخدام الورقة الأخيرة “المقاطعة”.
ومضة:
بقدر ما قدم النظام السعودي نفسه بهذه الخطوة أغبى الأنظمة، فإنها لم تنل غير رضا الأغبياء الذين يهيئ لهم غباؤهم أن إيران ستكون الخاسر الأكبر من قطع دول عربية العلاقات الدبلوماسية معها!
فلنقولها بصراحة: أيها الأغبياء ها هي إيران “زي الفل” بدون علاقات دبلوماسية مع أمريكا نفسها، فما الذي سيضيرها قطع دول للعلاقات الدبلوماسية معها، خاصة حين تكون دولا عربية ليس لها أي تأثير سياسي أو حضور علمي أو قيمة في ميزان الدول. مع التنويه إلى أنه لا توجد – أساسا – بينها وبين إيران علاقات دبلوماسية بما تحمله الكلمتان من معنى.