حملة الإساءة للنبي الأعظم (ص) في الغرب تسيء لفاعلها وتُعرف المسلمين الصديق من العدو
تمر بنا الأحداث سريعا لنقف على أعتابها نراجع في حياتنا الأخطاء ونعظم الفوائد، نرصد ما يجرى وما سيجري في هذا العالم، ونحدد فيها الصديق من العدو للإسلام والطيب من الخبيث الذي قاد المبطلين لمزيد من الحقد على الإسلام ورسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولا شك أن تجدد الإساءة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من بعض الغربيين كشفت عن أن أحقاد الماضي لا تزال باقية في ضمائرهم، حيّة في ذاكرتهم، تكشفها فلتات ألسنتهم (قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ).
والحقد هذا هو الذي يغلق منافذ الهدى في نفوس المبطلين الذين قادوا من قبل ومن بعد حملات الإساءة لشخص الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ لم يروا في شخصه إلا من خلال قلوبهم المريضة دون أن يعنوا بالنظر فيما جاء به من دين عظيم وقرآن مجيد وقيم سامية وما تمتع به من أخلاق عالية وروحانية فياضة قال الله تعالى: “وإنك لعلى خلق عظيم”.
ولقد تعرض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للإساءة من هذا الصنف في القديم والحديث، وهو تعرّض يسيء إلى فاعله ولا يسىء إلى صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم على الإطلاق.
وكشفت الأحداث الأخيرة عن حقيقة ازدواجية المعايير لدى النظم الغربية، ففي الوقت الذي تعتبر فيه الحديث عن اليهود والهولوكست معاداة للسامية وتحريضا على الكراهية وتجاوزا لحرية التعبير، فإنها تغمض العين عن الإساءة للرموز الدينية الكبرى (الرسول الأعظم – القرآن الكريم) متعللة بحرية التعبير عن الرأي.
وقد أقدمت إحدى المجلات الفرنسية مؤخرا على نشر رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.. كما قامت إحدى الصحف اليمينية المتطرفة في الدنمارك سابقا من نشر رسومات كاريكاتوريا لا تليق بشخص الرسول الكريم _صلى الله عليه وعلى آله وسلم_، أثارت غضب عظيم لدى المسلمين.
وتصاعدت الدعوات في العالم الإسلامي لإدانة إساءات مسؤولين وسياسيين هنود للإسلام ولمقام الرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، كما تجددت المواقف الرسمية أيضا بالتنديد.
وفي السياق نستعرض أخلاق المجتمعات الغربية المتطاولة على الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث يجري الحديث الآن عن الانحلال الأخلاقي في الغرب الذي بدأ منذ زمن طويل بمعدلات مرتفعة وفق الاحصاءات والوثائق، وهي بمثابة أزمة من جملة المشكلات الاساسية التي تواجه المجتمعات الغربية وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية.
والانحلال الأخلاقي وفقدان المعايير الصحيحة سبّبه تفكك كيان العائلة وآلية عمل ووسائل الإعلام وعدم تقيدها بقوانين تنظم عملها وعدم تحملها للمسؤولية.
واليوم تعد المجتمعات الغربية مهددة بالانحطاط أكثر من أي شيء آخر وخلال مدة طويلة من الزمن، سيكون التفكك والانحطاط الاخلاقي لهذه المجتمعات التي ارتفع فيها معدل الجريمة من تعاطي المخدرات، وعمليات الإجهاض، والمثلية الجنسية، وتفكك كيان العائلة، وظهور مجتمعات بوليسية، وفقدان أهمية القيم الدينية والارتفاع الكبير للجموح الجنسي والجرائم المرتبطة به، كل هذا يعد من جملة القضايا التي تفكك الغرب من الداخل مع مرور الزمن.
ووفقا للإحصائيات التي أجريت في الآونة الأخيرة من قبل المؤسسات والمنظمات الأمريكية الخاصة والحكومية، تؤيد هذه الإحصائيات وتثبت بأنه مع مضي الزمن فإن القيم والمبادئ الإنسانية والاجتماعية ضعفت في المجتمع الأمريكي وحل مكانها نوع من أنواع النزعة الفردية المتطرفة والمرتبطة بثقافة الاستهلاك الراديكالي.
وبحسب إحصاء قام به “مركز الوقاية والسيطرة على الأمراض” في أمريكا، فقد أصيب في العام الماضي 19 مليون مواطن أمريكي بأمراض ناتجة عن العلاقات الجنسية، حيث يكلف هؤلاء المصابين اقتصاد الدولة ما يزيد عن 17 مليار دولار.
وذكرت تقارير طبية أمريكية أن من بين كل أربع فتيات أمريكيات هناك واحدة منهن تصاب بأمراض جنسية بالرغم من سيطرة أغلب الدول المتطورة في العالم على الأمراض التي تنتقل عبر إقامة العلاقات الجنسية الشيء العجيب في هذا الأمر أنه وفق أبحاث أجراها الخبراء فإن فيروس الإيدز هو فيروس من صنع البشر تم إعداده في المختبرات الأمريكية.
وتحتل أمريكا المرتبة الأولى متقدمةً على باقي دول العالم بمعدلات الطلاق، وبحسب الاحصائيات فإنه من بين كل 1000 مواطن أمريكي هناك 95.4 منهم لديهم تجارب طلاق، في حين أن المعدل الوسطي لمعدل الطلاق في العالم يبلغ 1.3 شخص من بين كل 1000 شخص.
وسنويا يتم تسجيل 12 مليون قضية إجرام في أمريكا، وهذه أعلى نسبة بين دول العالم في حين تبلغ هذه النسبة في الدولة التي تحتل المرتبة الثانية يعني بريطانيا ستة مليون حالة، في كل عام تقريباً هناك 16.000 شخص يقعون ضحايا جرائم القتل وهناك ما يقارب 800.000 سرقة تقع في أمريكا، حيث تحتل المرتبة الثانية في معدل السرقات على مستوى العالم، سنوياً من بين كل خمسة أشخاص هناك شخص واحد يقع ضحية للإجرام، وفي كل عام وبمعدل وسطي يتم 1.2 مليون عملية سرقة سيارات حيث تحتل أمريكا المرتبة الاولى في العالم.
وتفيد تقرير نشرت في السابق أن حجم ظاهرة المتاجرة بالنساء في الكيان الصهيوني والمسماة (الرق الحديث) أدت إلى احتلال الكيان مكاناً متقدماً جداً في القائمة السوداء للدول التي تتاجر بالنساء في السنوات الماضية، أما أسلوب استيراد النساء فيشمل خطف سائحات وصلن الكيان وكذلك من خلال الزواج المدني ومن خلال استيراد النساء من عائلات يهودية.
وفي سياق موازٍ كُشف النقاب عن أنه في كل سبع ساعات تقع جريمة اغتصاب في كيان العدو الصهيوني، وأن واحدة من كل ثلاث نساء صهيونيات تعرضت للاعتداء الجنسي.
وعلى صعيد حقوق العاملات في كيان العدو الصهيوني فقد أفاد التقرير السنوي لجماعة نسوية في الكيان الصهيوني في عام 2015 أن تمييزاً سيئاً في العمل والتربية والصحة والجيش والسياسة والإعلام يجري ضد النساء الإسرائيليات.
وحسب التقرير فإن النساء نصف القوة العاملة في الكيان وأكثرية النساء العاملات في الكيان 92 في المائة أجيرات وأجورهن تقل بنسبة 30 في المائة في المتوسط عن أجور الرجال.
كما أصدر مركز الدراسات المعاصرة في مدينة أم الفحم تقديرًا إستراتيجيًا جاء فيه إنّ المعطيات والبيانات تشير إلى أنّ الاحتجاجات الأخيرة في كيان العدو وتوصيات اللجنة المكلفة بالتنقيب والبحث عن حلول للأزمات الاجتماعية لم تتعامل مع البلدات العربية كجزء من التركيبة الاجتماعية الموجودة في الداخل الفلسطيني في أراضي 48.
ومع هذا التفسخ الأخلاقي لدى الغرب، تتكرر بين الحين والآخر دعوات فيها إساءة للإسلام وللنبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إما بتعمد نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم بدعوى الدفاع عن حرية الرأي والتعبير أو التعرض لشخصه الكريم وسيرته العطرة بالتشويه.
وفي مواجهة هذا الوضع تعددت الأساليب والأدوات في الرد على هذه الإساءة، ويكفينا وعد الله إزاء المسيئين لجناب رسول الله تعالى حين قال: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (الحجر: 95-96)
عقوبة الإساءة للنبي في الدنيا والآخرة:
توعد الخالق جل شأنه من يؤذونه تعالى، ورسوله، بالطرد من رحمته في الدنيا والآخرة، وأعد لهم عذابًا أليمًا في الآخرة؛ فقد قال الله تعالى: «إِنَّ الذين يُؤْذُونَ الله ورسوله لَعَنَهُمُ الله في الدنيا والآخرة وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا» (الأحزاب ٥٧)، فبقدر إعدادهم أعمالًا يؤذون بها الله ورسوله، فإن الله -عز وجل- أعد لهم عذابًا في الآخرة، وبقدر محاولات الإساءة لله ورسوله ستكون الإهانة في العذاب فلا يكفي أنهم سيعذبون عذابًا أليمًا لإساءتهم للرسول لما في قوله تعالى: «…والذين يؤذُونَ رَسُولَ الله لَهُم عَذَابٌ أَلِيم» (التوبة 61)، بل سيكون العذاب أيضًا مهينًا.
ومن هنا، تبرز أهمية التصدي بحزم لهذه الإساءات، ومواجهة كل أشكال التطاول على الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وكذا محاسبة جميع المتطاولين والمغذين للكراهية ضد المسلمين وأكثرهم (أمريكا وإسرائيل).
وكما تشير تصرفات بعض المسؤولين السياسيين في الغرب بخصوص الإساءات للإسلام وإلى الرسول الكريم، الى أنها بهدف كسب أصوات انتخابية من خلال تهييج مشاعر أتباعهم ضد المسلمين، والذي يعتبر دعوة صريحة للتطرف وبث الكراهية ضد المسلمين.