أفق نيوز
الخبر بلا حدود

قيادات محلية وسمكية بالحديدة: دول العدوان انتهجت سياسة الضغط الإنساني والإقتصادي في حربها على اليمن

160

أفق نيوز../

ارتكب طيران العدوان الأمريكي السعودي في الثاني والعشرين من أكتوبر 2015م مجزرة مروعة ضد مجموعة من الصيادين اليمنيين في جزيرة عقبان بمحافظة الحديدة، راح ضحيتها ما يقارب 250 صياداً ما بين شهيد وجريح.

ومع حلول الذكرى السنوية السابعة للمجزرة، أقيمت بمحافظة الحديدة السبت الماضي فعالية إحياء للحادثة الأليمة التي عكست مدى حقارة وبشاعة العدوان الأمريكي السعودي وتجرد كل من يقف وراءه من كل معاني القيم والأخلاق الإنسانية.

وعلى هامش الفعالية التي أقيمت برعاية قيادة السلطة المحلية والهيئة العامة للمصائد السمكية في البحر الأحمر، التقت “الثورة” عدداً من مسؤولي قيادة السلطة المحلية والقطاع السمكي لتسليط الضوء على هذه المجزرة المروعة وآثارها وما سببته من فاجعة لدى أسر الصيادين والمجتمع التهامي قاطبة .. وإليكم حصيلة ما جاء فيها :

بداية أكد محافظ الحديدة محمد عياش قحيم أهمية إحياء ذكرى هذه المجزرة، وغيرها من المجازر التي ارتكبها العدوان بحق أبناء الشعب اليمني.

وأشار إلى أن جرائم تحالف العدوان بحق الصيادين بالمحافظة يعجز المرء عن وصفها أو الحديث عنها .. مشيرا إلى انها لن تسقط بالتقادم.

وأوضح أن دول تحالف العدوان مستمرة في ارتكاب الجرائم بحق المئات من الصيادين التقليديين من أبناء محافظة الحديدة.

ولفت إلى أن سفناً وزوارق حربية تابعة لتحالف العدوان تقوم بمنع الصيادين في المياه الاقليمية اليمنية وفي مناطق واسعة من سواحل المحافظة من الصيد.

وذكر قحيم أن جرائم تحالف العدوان ومرتزقته بحق الصيادين شملت إطلاق النار ومنع الصيادين من ممارسة أعمالهم واعتقال البعض منهم ومصادرة القوارب .. مبينا أن العدوان يقوم بتدمير الشعب المرجانية وتلويث البيئة البحرية بالمواد السامة التي تؤدي إلى هروب الأسماك من مواطنها.

ونوه إلى أن هذه الجرائم تأتي ضمن سياسات تجويع ممنهجة ضد الصيادين، ما أثر على آلاف الأسر التي تعتمد على الصيد التقليدي كمصدر أساسي للعيش.

“إجرام تحالف العدوان”

فيما أوضح وكيل أول محافظة الحديدة أحمد مهدي البشري أن هذه الجريمة كشفت إجرام تحالف العدوان وقصفه المباشر وتعمّد طيرانه في ملاحقة الناجين والمصابين إلى سواحل الجزيرة، واستهدافهم ومنع إسعافهم، وكذا منع الصليب الأحمر من انتشال الجثث.

وأشار إلى أن شريحة الصيادين من أكثر الشرائح التي تعرضت للاستهداف من قبل قوى العدوان خلال السنوات الثمان الماضية ولا يزالون يتكبدون خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، الأمر الذي يحتم على الجميع التخفيف من معاناتهم والاهتمام بهم.

“إبادة جماعية”

بدوره أكد وكيل محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد محمد أن مجزرة جزيرة عقبان بحق الصيادين اليمنيين في أكتوبر 2015م تعد إحدى جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها تحالف العدوان وراح ضحيتها أكثر من 200 شهيد من أبناء تهامة الوفاء.

ولفت إلى أن هذه الجريمة تكشف وحشية وبشاعة مرتكبيها وحيث استهدف طيران العدوان كل من حاول النجاة من الضربة الأولى، متجها نحو الجزيرة بطيران الاباتشي ليقتل جميع المتواجدين فيها.

مؤكدا أنها كانت مجزرة لا يمكن أن ينساها أبناء اليمن بشكل عام وأبناء الحديدة على الخصوص، كون هذه الجريمة البشعة شكلت فاجعة صادمة للجميع سيما أنها ارتكبت بحق شريحة مستضعفة هي فئة الصيادين الذين يعملون في البحر من أجل قوت يومهم.

“جريمة بشعة لا يمكن وصفها”

من جانبه أكد رئيس هيئة المصائد السمكية في البحر الأحمر اليمنية المهندس هاشم الدانعي، أن الشعب اليمني لن ينسى هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان.

وأشار إلى أهمية تلمس احتياجات أسر الشهداء ومساعدة المصابين وتذكير العالم بجرائم العدوان التي طالت الشعب اليمني وخاصة الصيادين خلال مزاولتهم مهنة الصيد في عرض البحر.

وذكر أن دول العدوان لم تكتف بهذه الجرائم، بل لا تزال تمارس القرصنة ضد الصيادين من خلال اختطافهم ومصادرة قواربهم وسجنهم وممارسة أنواع التعذيب في ظل صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان.

وأوضح الدانعي أن دول العدوان استهدفت على مدى ثمان سنوات 53 موقعا للصيادين على طول ساحل البحر الأحمر، نجم عنها استشهاد 273 صيادا وجرح 211 صيادا واستشهاد اثنين تحت التعذيب في سجون دول العدوان، وتدمير 295 قارب صيد و150 وسيلة نقل أسماك، واختطاف ألف و389 صياداً وتعرض 132 قارب صيد للقرصنة.

وأفاد بأن الخسائر المادية التي تعرض لها القطاع السمكي في البحر الأحمر نتيجة العدوان على مدى أكثر من سبع سنوات 12 مليارا و649 مليونا و882 ألفا و870 دولارا.

“استهداف القطاع السمكي”

من جهتهم أكد الصيادون قاسم حنش وصالح فارع وشوقي سالم وفوزي إليه أن العدوان ينتهك مصالح كل الشعب اليمني بتنوعهم، وللصيادين والقطاع السمكي حكاية تمثل فصلاً من فصول معاناة شعب صمد لنحو ثمانية أعوام، استهدف في بره وبحره وجوه.

وأفادوا بأنه منذ بداية التدخل العسكري العدواني في اليمن والذي تتزعمه أمريكا وتنفذه أدوات عميلة سعودية وإماراتية، كان القطاع السمكي هو أول المستهدفين من قبل غارات طيران العدوان التي قصفت الموانئ اليمنية الرئيسية الحديدة والمخا وعدن وميدي، وكذلك الموانئ المخصصة للصيادين على طول الشريط الساحلي اليمني في البحرين الأحمر والعربي.

مضيفين: كما منع الصيادون اليمنيون من مزاولة الصيد في البحر في السواحل الخاضعة لسلطة دول العدوان والاحتلال.

مؤكدين أن هذا الاستهداف الذي تكرر في أكثر من موقع وأخذ أكثر من شكل وطابع يعبِّر عن توجه متعمد ومقصود من دول العدوان.

وأشاروا إلى انه بات جليا أن دول العدوان نهجت سياسية الضغط الإنساني والاقتصادي في حربها على اليمن.

ولفتوا إلى أن استهداف الصيادين كان عبر مسارات متعددة من أهمها التأثير والتضييق على الوضع الاقتصادي لدى الصيادين الذين حرموا من البحر ، بما من شأنه إجبارهم على القيام بأعمال الفوضى أو الارتزاق، واستغلالهم كمجندين في إطار قوات الغزو والمرتزقة، وإفراغ السواحل والجزر من السكان والحواضن الاجتماعية، وتحويلها إلى ساحة معارك مفتوحة أمام طائرات وبوارج العدو.

ونوهوا بأن الاستهداف المباشر لقرى وتجمعات الصيادين تسبب بموجة نزوح كبيرة كان لها أثر كارثي اقتصاديا وإنسانيا على أسر الصيادين النازحين.

“نهب الثروة السمكية”

وقال عدد من مسؤولي مراكز الإنزال السمكي وأكاديميي كلية علوم البحار بجامعة الحديدة: إن ما ارتكب بحق الصيادين في جزيرة عقبان يعد انتهاكاً سافراً للقوانين الإنسانية والدولية وصورة من صور الإبادة الجماعية التي تعكس مدى حقد العدوان الغاشم تجاه أبناء الشعب اليمني الصامد.

وأكدوا أن تخريب دول العدوان عبر نشاطها الاستعماري في نهب الثروة البحرية اليمنية امتد بشكل كبير إلى الإضرار بالبيئة البحرية ذاتها، حيث تم تدمير البيئة الخصبة لنمو العوالق المائية التي تتغذى عليها صغار الأسماك، واستنزاف المخزون السمكي بالتركيز على الاصطياد من مواقع معينة، وكذا استخدام وسائل اصطياد ضارة بالبيئة، وإفراغ الفضلات والنفايات النفطية وغيرها، وهو ما يؤدي إلى قتل الأحياء المائية وتدمير البيئة البحرية، ومنها الشعاب المرجانية.

وأضافوا ان استمرار الصمت والتقاعس الإقليمي والدولي على جرائم الاحتلال وعدم التحرك الفاعل لملاحقة مرتكبيها ومحاسبتهم عليها، يمثل وصمة عار على جبين العالم.

ودعوا إلى التحرك العاجل لوقف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن وجرائمه وانتهاكاته بحق شعبنا.

مباركين الضربة التحذيرية التي أطلقتها القوات المسلحة لإيقاف نهب الثروات النفطية السيادية اليمنية الذي تمارسه قوى وأدوات العدوان من الخونة والمرتزقة والعملاء.

الثورة / أحمد كنفاني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com