تيسير تكاليف الزواج يكمن في ترك العادات السيئة والمبالغة في تكاليف الأعراس
أفق نيوز – تقرير – يحيى الربيعي
إنّ الزّواج من ضروريات الحياة للإنسان، حيث إنّ في الزواج كمال الدين، وتحقيقاً للعفّة والطهر، كما أنّ فيه إعمار للأرض من الإنسان؛ طاعةً وإقامةً لأوامر الله تعالى، وذلك عن طريق إنجاب الأولاد، وتربيتهم تربية قرآنية تضمن تنشئتهم ضمن بيئةٍ أُسريّةٍ صالحةٍ، كما أنّه يؤدّي إلى سكون النفس، وراحتها، وطمأنينتها واستقرارها.
والعلاقة الزوجيّة علاقةٌ ضرورية في مواجهة متاعب الحياة وهمومها، مع القضاء على مشاعر الخوف والقلق والوحدة، وإنّ الدين من أهمّ ما يجب تحقّقه في الطرف المقابل، مع الانتباه إلى أهميّة الخُلُق والأمانة، وشكل كلٍ منهما، والمحبّة والألفة والقبول القلبيّ.
ويحث النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم على عظمة تيسير أمور الزواج: (إن أعظم النكاح بركة، أيسره مؤونة)، والتيسير هو التخفيف من مظاهر الزواج والتكاليف وإجراءات الحفلات، والتخفيف من المهور، وعدم المغالاة فيها، وجعل ذلك بما يتناسب مع أحوال الشباب، وخاصّةً في بداية حياتهم. تسهيل وتبسيط أمور الزواج، وجعل تكاليفها مُيسّرةٍ؛ منها تخصيص قاعاتٍ وصالاتٍ خيريّةٍ خاصّةٍ بالأعراس، وتأجيرها بأسعارٍ رمزيّةٍ.
ومن أجل ذلك، لابد من نشر الثقافة القرآنية التي تحث على تيسير أمور الزواج عبر جميع وسائل الإعلام المتاحة، والخطب والدروس والمواعظ لما لذلك من دور فاعل في نشر الثقافة في المجتمعات، بالإضافة إلى ضرورة توفير فرص عملٍ للشباب بمختلف التخصصات من خلال دعم المشاريع الناشئة والصغيرة والأصغر.
كما يجب حثّ الأغنياء على إخراج زكاة أموالهم لإنفاقها في مصارفها في المحتاجين، والفقراء والمساكين، وإقامة أوقافٍ خَيريّةٍ؛ على أن يكونَ العائد منها مساعدةً ومساندةً للأزواج، والحثّ على الزواج الجماعي.
في السياق، تنظم الهيئة العامة للزكاة عرسا جماعيا غداً الاثنين القادم في إطار مشاريع الهيئة في تيسير الزواج وتخفيف تكاليفه.
وإلى ذلك أشار مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين إلى أن المجتمع يواجه معاناة في توفير تكاليف الزواج نتيجة المغالاة في المهور وغيرها من التكاليف التي أثقلت كاهل الشباب ما يستوجب تيسير هذا الجانب والتواصي بالحق.
وأكد على أهمية أن يجتمع المعنيون من مختلف الجهات الرسمية لإيجاد حلول فعلية وتنفيذية لتجاوز هذه الإشكالية دون الاكتفاء بالوعظ والإرشاد فقط.
وقال: “اليوم هيئة الزكاة تفاجئنا بمشاريع كبيرة، لم نعهدها نتيجة تغييب دور الزكاة دهرا طويلا وكأنها لم تشرع في الإسلام”، منوها بإطلاق الهيئة مشاريع بأكثر من 10 مليارات ريال بمناسبة المولد النبوي الشريف منها مشروع الزواج الجماعي.
وأشاد العلامة شرف الدين بمشروع هيئة الزكاة النوعي لتزويج 9 آلاف 600 عريس وعروس والذي يحسب للقائمين على الهيئة وكل الفاعلين والمساهمين فيه، خصوصا في ظل الهجمة الشرسة على المجتمع، ما يستوجب على الجهات المعنية التحرك بمسؤولية لتيسير الزواج وتخفيف المهور.
من جهته، أضاف مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح أن اليمن على مشارف حدث كبير وتاريخي لم يشهد له البلد مثيلا والمتمثل في العرس الجماعي الذي ستقيمه هيئة الزكاة لأكثر من 9600 عريس وعروس في يوم واحد.
وأكد على أهمية مساهمة الجميع في حملة التوعية لتيسير تكاليف الزواج، لتحقيق الغاية منها في إحداث تغيير في المجتمع للإقلاع عن العادات السيئة والمبالغة في تكاليف الأعراس وحفلات الزفاف.
ولفت العلامة مفتاح إلى ضرورة تجسيد تعاليم الإسلام في تيسير الزواج وتخفيف المهور ومواجهة الحرب الناعمة.
بدوره أكد رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان أهمية العرس الجماعي الثالث الذي يحظى برعاية فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، بالتزامن مع انطلاق الحملة التوعوية لمواجهة الحرب الناعمة وتيسير الزواج وتخفيف تكاليفه استباقا للعرس الجماعي الأكبر في المنطقة.
وقال: ” نسعى من خلال هذه الأعمال والمشاريع التي تأتي ترجمة لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي إلى تخفيف المعاناة عن الفقراء والمستضعفين والمساكين وتحصين الشباب، وتيسير المهور، ومواجهة الحرب الناعمة التي يراهن عليها أعداء الأمة لتفكيك المجتمع وحرف الشباب عن هويتهم الإيمانية”.
ودعا الشيخ أبو نشطان أبناء الشعب اليمني إلى تحمل المسؤولية في الالتزام بوثيقة تيسير المهور وتخفيف تكاليف الزواج لما لذلك من أثر مبارك في تكوين الأسرة الصالحة خصوصا في ظل ما يعانيه الوطن من عدوان وحصار، منوها بدور العلماء والخطباء والمرشدين وقادة المجتمع في التفاعل الجاد مع الحملة لتقديم النصح والإرشاد لأبناء المجتمع للابتعاد عن المغالاة والمبالغة في إقامة حفلات الزفاف والتي تشكل عقبة أمام الفقراء.
وأكد على أهمية التكافل الاجتماعي والتعاون لتحصين الشباب وتفعيل المبادرات المجتمعية وتجسيد مخرجات اللقاء التشاوري على الواقع العملي.
من جانبه نقل سفر الصوفي مدير مكتب قائد الثورة مباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لهذا العمل المبارك في تيسير الزواج والاهتمام بالأعراس الجماعية، مشيداً بجهود هيئة الزكاة لما تقوم به من تحضيرات لإقامة العرس الجماعي الذي يأتي انطلاقا من المبادئ الدينية والهوية الإيمانية لمواجهة الحرب الناعمة.
وأشار إلى أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى والدعوة إلى الخير من أهم العناوين الدينية التي تبني الحياة وتلقي بأثرها الصالح على كل الجوانب، ومنها الجانب الاجتماعي، ليكون المجتمع راقيا ومتماسكا تسوده القيم العظيمة من الخير والإحسان والرفق والتعاون.
وأكد الصوفي على ضرورة التوجه بجدية لتعزيز البناء المجتمعي والأسري وترسيخ الهوية والقيم الإيمانية التي وضعها الدين الإسلامي لتحصين المجتمع ومواجهة كل مشاريع الأعداء.. لافتا إلى أنه مهما كانت العناوين البراقة للأعداء فهم في الحقيقة يسعون لإفساد الشباب.
فيما تطرق نائب وزير الإرشاد والحج والعمرة العلامة فؤاد ناجي إلى أهمية يشارك الجميع في واجب ومسؤولية تخفيف المهور والتعاون على تيسير الزواج كون الدين الإسلامي هو دين اليسر.
وأشار إلى أهمية الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وعلى آله في تيسير الزواج وما يمثله من نموذج ينبغي الاقتداء به.
ودعا الخطباء في أمانة العاصمة والمحافظات للاستمرار في التوعية بتخفيض المهور استجابة لدعوة قائد الثورة، كون ذلك هو الحل الأمثل لتيسير الزواج.. مستنكراً المبالغة والعادات السيئة في تكاليف حفلات الأعراس عند البعض، والتي يجب الابتعاد عنها وإشاعة التكافل والتعاون والتيسير خصوصا في ظل العدوان على البلد.
وثمن العلامة ناجي دور هيئة الزكاة وما تنفذه من مشاريع في كل المحافظات، ومنها الأعراس الجماعية التي أدخلت السعادة على كثير ممن لم يتمكنوا من الزواج.
وأكد الجميع على ضرورة استشعار المسؤولية الدينية والأخلاقية تجاه الشباب غير القادرين على الزواج، والحث على تطبيق وثيقة تيسير الزواج، ومحاربة الغلاء في المهور، وتغريم على غير الملتزمين خصوصا في المناطق التي تنتهج التيسير.
وأشادوا بخطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في مناسبة المولد النبوي الشريف، مؤكدين على ضرورة ترجمة مضامينه إلى موجهات استراتيجية لمواجهة الجاهلية الأخرى وأساليبها الشيطانية التي تسعى إلى تقويض القيم والأخلاق ونشر المفاسد والرذائل واستباحة المحرمات والخبائث وإلغاء الانضباط في مسألة الحلال والحرام.
ودعوا الجهات المعنية وذات العلاقة للقيام بواجبهم التوعوي والتثقيفي وتكثيف الأنشطة والبرامج التي تهدف للارتقاء بالوعي المجتمعي في تيسير الزواج، مؤكدين على ضرورة اضطلاع المؤسسات الإعلامية بدورها في التعاطي الفاعل لمواجهة الحرب الناعمة وتحصين الشباب من خلال البرامج والمسلسلات واللقاءات الهادفة.
كما دعوا إلى ضرورة تفعيل دور الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني في تبني مشاريع العفاف وإيجاد حالة من التنافس بين الميسورين، مشيدا بالمبادرات المجتمعية التي ينفذها بعض أبناء المناطق الحرة في تيسير المهور وتخفيض تكاليف الزواج وأهمية الاقتداء بها في بقية المحافظات.
وحث رجال المال والأعمال على دعم وتشجيع المبادرات المجتمعية التي تسعى إلى تحصين الشباب ومواجهة الحرب الناعمة، مشيدا بجهود الهيئة العامّة للزكاة في تنفيذ البرامج والمشاريع التي تخفف من الفقر والحرمان التي ضاعفها تحالف العدوان الإجرامي، ومباركة جهودها في مشاريع الأعراس الجماعية، ومنها العرس الثالث لعدد (9600) عريس وعروس.
وأكد الجميع ضرورة استشعار الجميع للمسؤولية تجاه فريضة الزكاة والدفع بالمزكين ورجال المال لتسليم زكاتهم إلى الهيئة ومساندتها في إبراز المشاريع والبرامج التي نفذتها وتنفذها وفق مصارف الزكاة الشرعية.