أين المليارات – تراجع المواقف والأولويات – توترات حدودية – مباحثات وانقسامات
أفق نيوز / متابعة وقراءة / محمد الجبلي
خلافات روما وباريس تزداد سخونة، إيطاليا وضعت فرنسا في خانة الخونة والأخيرة تهدد بإجراءات مماثلة في حال فشلت مساعي بروكسل لحل النزاع بشأن أزمة المهاجرين.
فرنسا تشدد عمليات التفتيش على حدودها مع إيطاليا والأخيرة تدفع بقوافل المهاجرين نحو باريس.
بينما تجري مباحثات سرية في أنقرة بين مديري المخابرات الروسية والأمريكية، انهارت بورصة المواقف الأوروبية وتراجعت لمستويات قياسية.
رئيس الدبلوماسية الأوروبية يقول «إن قادة الاتحاد الأوروبي لا يعتزمون تبني عقوبات جديدة ضد روسيا.. حديث بروكسل ينعكس عن حجم الإرهاق وصعوبة توحيد القرار.
الرئيس الفرنسي تخلى عن شد أعصابه فجأة، يدعو أمس، إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية وإجراء مفاوضات بين أطراف النزاع في أوكرانيا.
وزير الخارجية النمساوي تخلى عن توجه بلاده المتشنج ودعا هو الآخر إلى إجراء مفاوضات بين موسكو وكييف لإنهاء الصراع.
موسكو شككت في مصداقية المواقف المفاجئة لدول الاتحاد وفي مقدمتها فرنسا والنمسا فيما يخص المفاوضات واعتبرتها فقاعات للاستهلاك الإعلامي.
الرئيس السويسري سبق وتحدث عن تلقي بلاده ضغوطات لجرها عن الحياد فيما يخص الأزمة الأوكرانية، إجنازيو كاسيس , جدد أمس موقف بلاده وأكد أن سويسرا لن تزود أوكرانيا بالسلاح ولن تشارك بأي طريقة في النزاع.
مواجهة روسيا لم تعد أولوية بالنسبة لفرنسا، وزير المالية الفرنسي يقول إن أهم أولويات باريس التخلص من التضخم.
البلدان المحتقنان بجرعات تاريخية من الخلافات قد يفقدان هيمنتهما على القارة العجوز.
مقال لصحيفة “الغارديان” البريطانية ذكر أن الولايات المتحدة تتجه لتحويل مركز الثقل الجيوسياسي إلى دول أوروبا الشرقية كالتشيك وبولندا وربما أوكرانيا.
ألمانيا شعرت بتوجه واشنطن .. صناع القرار يتدارسون الانتقال نحو استراتيجية جديدة للاستقلال عسكرياً عن الولايات المتحدة تخوفاً من نشوب مواجهة مستقبلية ليس بالضرورة أن تكون مباشرة.
قال مارتن كريل المتخصص في شؤون الدفاع الألماني ” يجب أن نتأكد من أننا لن نسلم أنفسنا بالكامل في أيادي الأمريكيين خلال الثلاثين عاماً القادمة، وأن الاعتماد على أسلحة أجنبية وسيلة لتسريع الهزيمة”.
وفي وقت سابق أشارت صحيفة “فيلت” الألمانية إلى أن الجيش الألماني بات عارياً بسبب نفاد احتياطي السلاح.
نائبة ألمانية دعت واشنطن إلى التخلي عن سياسة “فرق تسد” في إشارة إلى الصدام المفتعل بين روسيا وأوروبا.
موظفة في مجلس الأمن القومي الأمريكي عبرت عن مخاوفها من توسع الانقسام، تقول فيونا هيل لصحيفة “بوليتيكو” “الشيء الوحيد الذي يقلق صناع القرار هو الانقسام بين الولايات المتحدة وأوروبا”.
أمام هذا التراجع المفاجئ في القرار الغربي، ماتزال روسيا متمسكة بموقعها، نائب وزير الخارجية الروسي اعتبر حلف شمال الأطلسي منظمة دموية لا تستطيع العيش بدون اختلاق عدو لها وصناعة الحروب.. لكن هذه النظرة المتقدمة قد تتراجع بعودة المصالح.
مع هذه التقلبات ظهر الرئيس الكوميدي يستجدي بمن يستجدي لنفسه، ويستغيث، لا يريد أن يقبل بحقيقة أنه “دمية” في نظر الأطراف المتصارعة.. وفق ما نعته مسؤول أمريكي في وقت سابق.
يقول زيلينسكي “نتمنى من الغرب أن يشعر بأوكرانيا، نحن بحاجة إلى الكثير من المال، الشتاء على الأبواب وكييف بدون كهرباء”.
شهية “كييف” المفتوحة فتحت ملفات كثيرة من الشكوك.!
أثارت قناة فوكس نيوز الأمريكية شكوك جوهرية تتعلق بمصير المليارات التي تدفعها الولايات المتحدة لسلطات كييف الأوكرانية.
تتساءل المذيعة عن مصير كل دولار ، ولماذا تتهرب الحكومة من مكاشفة المجتمع الأمريكي.
المعلومات التي كشفت عنها القناة بالوثائق تؤكد أن المساعدات المالية تذهب إلى سويسرا لشراء العقارات لصالح مسؤولون أوكران.
الصحف الأمريكية سبق ونشرت معلومات عن مصادر استخباراتية تفيد بأن واشنطن أرسلت لجان تحقيق ميدانية للتقصي في مصير السلاح المفقود.
لجان التحقيق توصلت بحسب الإعلام الأمريكي إلى أن السلاح الأمريكي لا يستخدم في مواجهة روسيا، وأن معظم القطع العسكرية تباع في الأسواق السوداء الأوروبية.
صحيفة “تلغراف” عبرت عن مخاوف الغرب بشأن مصير السلاح وعن احتمالية أن يستخدم ضدها في المستقبل.
أمريكا لا تمنح هبات بالمجان ، رئيس مجلس الدوما الروسي أشار إلى أن الرئيس الأوكراني “حرم الأوكرانيين من المستقبل ودفع ببلاده إلى عبودية الديون لدول الغرب” مشيراً إلى أن الدول المانحة للمساعدات لن تتنازل عن دولار واحد.. الأجيال ستدفع الثمن.
في الحلقة القادمة.. نفاد الغذاء في بريطانيا – تظاهرات – شركات السلاح وصناعة الحرب.