هــام: غضب يمني عارم بعد وقوع هذه الجريمة المروعة والصادمة للجميع وطبيبة تشريح في العاصمة صنعاء تؤكد مدى بشاعة الجريمة (تفاصيل + صور)
أفق نيوز../
بعد أيام من اختطافه وتعذيبه ظهرت جثة المغترب اليمني علي عاطف العليي في قسم شرطة الفلاح بالعاصمة السعودية الرياض وتعرض الشاب اليمني علي عاطف العليي لعملية اختطاف في التاسع من سبتمبر بالقرب من مقر عمله في العاصمة الرياض قبل أن يُعثر على جثته بعد 10 أيام من اختطافه.
وأكدت أسرة المغترب العليي أن ابنهم الشاب علي تعرض لمختلف أنواع التعذيب بالضرب والخنق على يد منتسبي جهاز أمن الدولة في الرياض بعد اختطافه من قرب مقر عمله، وأوضحت عائلة الشهيد العليي أن الشهيد كان قد أبلغ عائلته بتلقيه تهديدات قبل أن ينقطع التواصل به في التاسع من سبتمبر لتظهر جثته لاحقا لدى قسم شرطة المنار في العاصمة السعودية الرياض، مضيفة أن السلطات السعودية هددت بعض أقارب المغترب العليي بالسجن في حال واصلوا مطالباتهم بإجراء تشريح جنائي للجثة أو الحصول على تقرير طبي مفصل حول الحادثة.
كمال العليي ابن عم الشهيد تحدث عن تفاصيل الجريمة وما قبلها، حيث أوضح أن الشاب علي عاطف العليي وهو من أبناء محافظة المحويت منطقة الضبر اغترب قبل أربع سنوات بفيزة رسمية، وأنه كان يعمل في محل كاشير وكان يقوم بجمع راتبه الذي يصل إلى 3500 ريال سعودي لكي يعود ويتزوج ويعيد ترميم منزلهم الشعبي كما كان يتحدث مع والده وخواته وكان يرسل لوالده ووالدته شهريا 500 ريال سعودي فقط ويحتفظ بالثلاثة آلاف لديه، وأوضح كمال العليي أن ابن عمه الشهيد علي عاطف العليي وحيد أبويه من الذكور ولديه أختان وأنه كان قد تواصل بأختيه قبل 10 أيام من اختفائه أثناء أدائه العمرة وأرسل لهم صورة له أثناء الطواف، مؤكدا لهم انه سيعود قريبا ويشتري سيارة ويتزوج ويعيد ترميم منزلهم الشعبي وأن الأمور على ما يرام، وأوضح كمال العليي أن أخر تواصل للشهيد كان مع والده في مساء التاسع من سبتمر، أي قبل يوم واحد من اختفائه وانقطاع أخباره، وأنه أخبر والده بتلقيه تهديدات عبر الواتساب وانه أرسل لوالده صورة من التهديدات وكان ذلك في حدود الساعة الثانية عشرة تقريبا وفي صباح اليوم التالي حاول والده وأختاه التواصل معه وكان تلفونه مقفلاً وظلوا يحاولون التواصل معه طيلة ثلاثة أيام وتلفونه مقفل، فتواصلوا مع كفيله وسألوه أين علي؟.. فأخبرهم أنه أخذ إجازة ثلاثة أيام ولا يعرف أين ذهب وأنه أخبره أنه سيذهب يغير جو، وبعد أسبوع تم إبلاغهم أنه انتحر ووجدوا جثته في أحد الفنادق القريبة من مقر عمله، وأوضح كمال العليي أن الشهيد لم يكن يسكن في ذلك الفندق، بل كان لديه سكن خاص جوار مقر عمله وأن الفندق على مقربة من مقر عمله مشككاً برواية النظام السعودي حول انتحاره، وأضاف كمال العليي أن المعنيين في ذلك الفندق رفضوا الحديث عن أية تفاصيل ورفضوا إفراغ الكاميرات لمعرفة متى دخل الفندق ومتى تم العثور على جثته بحجة أنهم ممنوعين من الجهات المعنية عن الإدلاء بأي معلومات، وأشار كمال العليي إلى أن قسم شرطة الفلاح رفض طلب عائلة الشهيد بتشريح جثته لمعرفة أسباب الوفاة ورفض السماح لبعض أقاربه المغتربون هناك بمشاهدة الجثة أو استلامها وطلب منهم إحضار وكالة من والد الشهيد.
وحول طريقة تلقي عائلته خبر مقتله أوضح كمال العليي أن الشرطة السعودية أبلغت أولاد عم الشهيد المغتربين هناك بأنها عثرت على جثته في الفندق منتحرا بعد ثلاثة أيام من دخوله الفندق وأنه حاسب الفندق لأول يوم فقط ولم يحاسب اليومين الآخرين فقام العاملون بالفندق وأبلغوا الشرطة أن هناك روائح كريهة تصدر من الغرفة التي يقطن فيها الشاب العليي وأنهم فتحوا الباب ووجدوه منتحرا في عرض الباب وأشار أن هذه الرواية لا يمكن تصديقها كون الشاب الشهيد طويل جدا ومستحيل أن ينتحر بعرض باب الغرفة.
كمال العليي أوضح أنه ذهب ومعه والد الشهيد إلى طبيبة تشريح هنا في مستشفى الثورة بصنعاء وشاهدت صور الشهيد وأكدت أن الصور توضح أنه قتل نتيجة تعذيب.
وقال كمال العليي أن أولاد عمه المغتربون هناك ذهبوا إلى السفارة اليمنية بالرياض فور إبلاغهم بالجريمة وأن السفارة طلبت منهم وكالة معمدة من المحكمة ومن وزارة العدل والخارجية اليمنية وأنهم ذهبوا على أساس أنها جريمة انتحار كما تم إبلاغهم وأن أولاد عمه طلبوا أولا تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة، فتم تهديدهم والقول لهم أنهم لن يتخاطبوا معهم وأن الجهات السعودية ستتخاطب فقط مع السفارة اليمنية وأشار كمال العليي إلى أن شرطة قسم الفلاح كتبت تقريراً مبهماً ومقتضباً وعبثياً أشارت فيه إلى أنه تم معاينة الجثة مبدئيا ولم يتم تشريحها مرجعة أسباب الوفاة إلى أنه نتيجة اختناق أو شنق كما جاء في التقرير.
كمال العليي اكد أن طريقة التعامل مع الجريمة تكشف تورط جهاز أمن الدولة السعودي بجريمة مقتله ابن عمه ومحاولة اخفاء الأدلة وأن السفارة اليمنية بالرياض مشتركة في إخفاء الجريمة وأوضح أنه وبعد تلقي أولاد عم الشهيد تهديدات وضغوط طلب منهم المجيئ لاستلام الجثة فحضروا وتم إخراجها ونقلها عبر سيارة إسعاف في المساء ولم يسمح سوى لشخص واحد من أبناء عمه بالذهاب معهم لدفن الجثة في إحدى مقابر الرياض دون حتى طلب توكيل من والده يسمح فيه بالدفن في مخالفة واضحة تكشف حقيقة ما تعرض له الشاب علي عاطف رحمه الله.
كمال العليي أكد أنه تواصل مع كفيل علي واسمه عجلان بعد إبلاغهم بالجريمة فقال له أنه في الدمام وسوف يعود إلى الرياض ويشوف مستحقات علي ويتواصل مع أهله على أساس أنه سيدفع مستحقاته وأن الشرطة أبلغت الكفيل بعدم الإدلاء بأي معلومات أو حتى إرسال مستحقات الشهيد وأن الكفيل لم يعد يجيب على التلفون.. وأوضح كمال العليي أن السلطات السعودية رفضت كل الإجراءات التي تتطلبها أية جريمة في أي بلد في العالم ورفضت تسليم أي شي من أجهزته وأدواته وأغراضه سواء اللابتوب أو تلفوناته في تعمد واضح لإخفاء الأدلة .
كمال العليي أوضح أن التهديد الذي تلقاه الشهيد عبر الواتساب وأرسل لوالده صورة من المحادثة قبل يوم من اختفائه وأنه قال لهم ايش باتعملوا فيني زي خاشقجي أنتم نظام فاسد وانا ما اخاف واي كلمة حق راح اقولها فرد عليه أوكي وكان هذا في مساء التاسع من سبتمبر وفي صباح اليوم التالي اتصل به والده وتلفونه مقفل.
وأوضح كمال العليي أن النظام السعودي هدد أولاد عم الشهيد المغتربين هناك من تبعات إثارة القضية .
وأثارت جريمة اختطاف وقتل المغترب علي عاطف العليي ردود أفعال غاضبة في أوساط الشارع اليمني، حيث عجت وسائل التواصل الاجتماعي بآلاف المنشورات والتغريدات التي نددت بالجريمة ووصفتها بأنها امتداد لجرائم النظام السعودي بحق اليمنيين سواء في بلدهم أو المغتربين في المملكة وان النظام السعودي يجب أن يحاسب على هذه الجريمة وغيرها من الجرائم التي ارتكبها بحق المغتربين اليمنيين وبحق الشعب اليمني طيلة ثمان سنوات من العدوان .
وكانت منظمة إنسان للحقوق والحريات قد أصدرت بيانا كشفت فيه عن تلقيها بلاغا من أسرة المواطن اليمني المغترب في السعودية علي عاطف هضبان العليي بتعرضه لجريمة قتل بشعة في الرياض على أيدي منتسبي جهاز أمن الدولة السعودي.
وأوضحت المنظمة في بيانها أنه وبحسب الأدلة التي قدمتها أسرة الشاب العليي البالغ من العمر ٢٤ عاما من أبناء محافظة المحويت، فقد تم خطفه من قرب مقر عمله، وإخفائه وتعذيبه بالضرب ثم الخنق.
وذكرت أن الأدلة تشير إلى تلقي المواطن العليي تهديدات قبل اختطافه عبر رسائل “واتس آب” من رقم تابع لأمن الدولة في السعودية، حيث تلقى آخر تهديد بتاريخ ٩ سبتمبر ٢٠٢٢م، لينقطع الاتصال به بعد ساعات من تهديده، قبل أن تظهر جثته لدى قسم شرطة المنار بالعاصمة الرياض.
وأكدت المنظمة أن أجهزة الأمن السعودية عملت على إخفاء الجريمة، وقامت بدفن جثة المغترب العليي ليلا، دون أي إجراءات قانونية، كما تعرض بعض أقاربه لتهديدات من السلطات السعودية بالسجن في حال واصلوا مطالباتهم بإجراء تشريح للجثة أو الحصول على تقرير أمني حول الجريمة.
واعتبر البيان ما تعرض له المغترب علي هضبان العليي جريمة مروعة تعكس السلوك الوحشي للنظام السعودي، ومخالفته لكل القوانين.. مشيرا إلى أن هذه الجريمة ليست الأولى التي يتعرض لها مغتربون يمنيون من قبل السلطات السعودية.
ودعت منظمة إنسان كافة الهيئات الأممية والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيقات واسعة حول هذه الجريمة وغيرها من جرائم النظام السعودي، ووضع حد لها، ومعاقبة مرتكبيها وفقا للقوانين والمواثيق الدولية.
وفيما أدانت المنظمة هذه الجريمة الوحشية التي ارتكبتها السلطات السعودية بحق مغترب أعزل، أكدت أنها تتابع جمع الأدلة والمعلومات الكاملة حول الجريمة، وستصدر تقريرا مكتملا بذلك، في وقت لاحق.
الثورة / مجدي عقبة