أفق نيوز
الخبر بلا حدود

في مواجهة إحتلال الإمارات والسعودية.. الغضب المكبوت لأهالي جنوب اليمن ينتظر ساعة الصفر

468

أفق نيوز../

في العام الثامن لغزو التحالف السعودي الإماراتي لليمن أصبح الوضع السياسي والميداني لا يتناسب مع أهداف وخطط الغزاة ويوما بعد يوم يبتلع أرض اليمن المزيد من المعتدين.

وبينما قام السعوديون والإماراتيون منذ فترة طويلة بمنع وجودهم ونفوذهم في المنطقة الشمالية بشكل كامل بعد تلقيهم هزيمة فادحة من قبل أنصار الله وركزوا أنشطتهم على المحافظات الجنوبية، ولكن مع مرور الوقت، كان مستوى استياء الناس في هذه المناطق الجنوبية في ازدياد، ما جعل الآفاق المستقبلية للحرب بالنسبة للتحالف أكثر قتامة.

وفي هذا الصدد، دعت الحركة الثورية لجنوب اليمن في الخارج أنصارها وسكان المحافظات الجنوبية، وخاصة عدن، إلى النزول إلى الشوارع والتظاهر تضامناً مع أهالي ردفان في لحج. وأكدت الحركة أن عدن ترفض الانتهاك المستمر لحقوق الإنسان والحريات السياسية من قبل المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية. وعليه، فإن إحدى جرائم المجلس الانتقالي هي إعدام المعارضين السياسيين، وحبسهم في السجون الإماراتية السرية. وتختلف طرق التعذيب الجسدي والنفسي ضدهم، ما أدى إلى وفاة بعضهم.

التعامل مع عدم الاستقرار

وتعود أحد الأسباب الرئيسية لجلب الناس إلى جبهة المواجهة مع الأعداء إلى حالة عدم الاستقرار المنتشرة في عدن وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة المرتزقة السعوديين الإماراتيين.

وعلى الرغم من مطالبات السلطات السعودية وأبو ظبي بإرساء الأمن في هذه المناطق، فإن عدم الاستقرار وانعدام الأمن يتزايدان يومًا بعد يوم، وعلى الرغم من عدم وجود قوات أنصار الله في جنوب اليمن، إلا أن هذه المنطقة أصبحت ملاذًا لمرتزقة سعوديين وإماراتيين منذ سنوات قليلة، ووقعت اشتباكات دامية عديدة بين قوات البلدين، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى.

وفي مايو 2018، عندما كان الصراع بين المرتزقة السعوديين والإماراتيين في تصاعد، اتفق مسؤولو البلدين في الرياض على الحد من التوترات التي ستسلم جزيرة سقطري، جنوب اليمن، إلى السعودية لمدة خمس سنوات، وبالمقابل سيتم حل الحكومة المدعومة من السعودية في الجنوب، وإنشاء حكومة تدعم سياسات أبو ظبي للسيطرة على جنوب اليمن، وفي إطار هذا الاتفاق انسحبت القوات الإماراتية من بعض المناطق. لكن العديد من بنود هذه الاتفاقيات لم يتم تطبيقها عمليا، ما تسبب في استمرار الخلافات بين الجانبين.

كان للصراع بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تأثير سلبي على حياة سكان جنوب اليمن وقد سئموا من هذا الوضع، وإضافة إلى مرتزقة البلدين، زاد التوتر بين الإخوان المسلمين اليمنيين والمحتلين من عملية عدم الاستقرار وانعدام الأمن.

ويشعر الإخوان المسلمون، المدرجون على القائمة الإرهابية للسعودية والإمارات، بالتشاؤم الشديد إزاء الاتفاقات بين السعودية والإمارات، الأمر الذي أدى إلى تهميش هذه الجماعة في التنظيمات السياسية لإدارة المناطق الجنوبية والوسطى، وحتى قبل ثلاث سنوات أعلنت هذه الجماعة الجهاد ضد التحالف المعتدي في مدينة تغز ودعت الأهالي لمواجهة احتلالها.

وفي المقابل، قامت الإمارات والسعودية إضافة إلى الاحتلال، باعتقال وتعذيب آلاف اليمنيين، وأثارت هذه الجريمة غضب اليمنيين.

وانتشرت في السنوات الماضية العديد من الوثائق حول التعذيب والاعتداء الجنسي على اليمنيين في سجون الاحتلال السرية، وحالة هذه السجون مروعة لدرجة أن البعض يطلق عليها اسم أبو غريب الإماراتي العربي. ويتم وضع الأشخاص المعارضين للغزاة في هذه السجون، وهذه القضية تنطبق أيضًا على اليمنيين الآخرين الذين سيواجهون عقابًا شديدًا إذا عارضوا سياسات الأعداء، وبالتالي يحاول الجنوبيون تحرير البلاد من أيدي الأجانب عن طريق الاتحاد ضد الغزاة.

مشاكل اقتصادية ومعيشية

قضية أخرى من نداء اليمنيين تتعلق بالمشاكل الاقتصادية والمعيشية المنتشرة. ومنذ احتلال اليمن من قبل المعتدين والذي رافقه حصار بري وجوي وبحري، أصبح الشعب اليمني في أسوأ الأوضاع ويعاني الملايين من الجوع والأمراض المزمنة.

وعلى الرغم من ادعاء المعتدين بأن الظروف المعيشية أفضل في جنوب اليمن، إلا أن التقارير الواردة تثبت عكس ذلك. ولقد عبّر أهالي جنوب اليمن مرارًا عن معارضتهم لسوء الأحوال المعيشية وانخفاض قيمة الريال اليمني مقابل الدولار، الأمر الذي قلل من القوة الشرائية للشعب. وفي شهر أكتوبر الماضي، في محافظات عدن ولحج وشبوة وحضرموت، احتج الآلاف من الناس على الوضع الاقتصادي والمعيشي الحرج وانخفاض مستوى الخدمات.

إن الوضع السيئ للجنوب جاء في حين كسبت السعودية والإمارات مليارات الدولارات من خلال نهب موارد النفط والغاز اليمنية. وحسب قادة أنصار الله، فإن الأرباح تصل إلى أكثر من 10 مليارات، لكن هذه المبالغ الضخمة لم تنفق بأي شكل من الأشكال لتحسين أوضاع اليمنيين، بل تم تحويلها إلى بنوك سعودية وأبو ظبي. وبرؤية أنهم يعيشون في أسوأ الظروف الاقتصادية وأن المحتلين ينهبون مواردهم، أدرك اليمنيون المقاصد الأساسية للمعتدين، وفهموا أن هدفهم هو السيطرة على النفط والغاز، وأن المطالبة بإنقاذ اليمنيين من أيدي أنصار الله كانت مجرد ذريعة لتبرير هذه الاحتلال.

معارضة استعمار الجنوب

على الرغم من أن أهل الجنوب لهم زاوية مع أنصار الله وأهل الشمال، وأن الكثيرين يريدون الاستقلال، إلا أنهم يعارضون بشدة استعمار هذه المنطقة من قبل المملكة العربية السعودية وأبو ظبي. ولقد تعاملت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عمليا المحافظات الجنوبية في اليمن كجزء من أراضيها ولا تقدر إرادة اليمنيين وسيادتهم الوطنية.

وقسمت الإمارات والسعودية جنوب اليمن بينهما من خلال اتفاقيات واحتلت جزر اليمن الاستراتيجية، والإجراءات التي تتخذها تدل على أنهما لا تنويان إعادة هذه المناطق لليمنيين. الآن قامت الإمارات ببناء قاعدة في جزيرة سقطري، بل بنت مطارًا لطائرات التجسس دون طيار التابعة للنظام الصهيوني.

واستقر الآلاف من المواطنين الإسرائيليين والمرتزقة الإماراتيين في هذه الجزيرة وأجبروا السكان المحليين على مغادرة هذه الجزيرة. كما احتلت السعودية محافظتي حضرموت والمهرة شرق اليمن ونهبت مواردهما من الطاقة.

ويشعر اليمنيون بالقلق من تجزئة الجنوب وانقسامه إلى عدة كانتونات، والاتفاق الأخير بين أبو ظبي والحكومة المستقيلة تم التوصل إليه في هذا الاتجاه. ويرى محللون في المنطقة أن هذه الاتفاقية مدخل حاسم لهذه الوصاية التي ستطبقها أبو ظبي، سواء على مستوى الأمن القومي اليمني أو الأمن الإقليمي وأمن دول الجوار، وخاصة عمان والسعودية.

إن تحركات السعودية وأبو ظبي في السنوات الأخيرة في جنوب اليمن هي جزء من مشروع الفصل الذي لا يقبله أهالي هذه المناطق، ولعل هذه القضية ستدفع الجنوبيين نحو التحالف مع أنصار الله، وبالتعاون مع جماعة أنصار الله في الشمال والجنوب، لن يكون أمام المحتلين خيار سوى مغادرة اليمن. لأن التقدم السريع للمعتدين في الجنوب كان بسبب تعاون قبائل هذه المنطقة مع التحالف السعودي، لكن الآن هناك بوادر عدم امتثال لسياسات الأعداء.

* المصدر: موقع الوقت التحليلي

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com