تحركات ولد الشيخ مشبوهة : العدوان على اليمن خارجي و قرار إيقافه امريكي
يمانيون – محمد الصفي الشامي :
عادت التحركات السياسية من جديد إلى الواجهة ، بعد فشل كل المخططات التي كان العدوان السعودي قد بدأ بالاشتغال عليها بالتزامن مع انطلاق جنيف 2 ، و باتت تلك التحركات محل شك و ريبة في اوساط الشارع اليمني ، حيث باتت تقرأ بكونها مجرد افيون الغرض منه اما انقاذ العدوان السعودي حين يكون في مأزق ميداني ، او تخدير الرأي العام ريثما يبدأ العدوان بتنفيذ مخطط جديد يستغل فيه الهدنة المعلنة .
حيث قال رئيس المجلس السياسي لأنصارالله صالح الصماد ان هذهِ التحركات السياسية تهدف لإنقاذ النظام السعودي من مأزق الميدان و الجرائم التي ارتكبها بحق المواطنين العُزل في حربهم على اليمن ، فيما من المقرر وصول ولد الشيخ إلى العاصمة صنعاء اليوم الأحد بعد زيارته للسعودية بالأمس ، يأتي هذا بعد تأجيل الجولة المفترض عقدها منتصف الشهر الجاري إلى اجل غير مسمى ، لكي يعطي فرصة للعدوان لتحقيق مكاسب ميدانية وذلك لعدم تمكنهم من إحراز أي انتصار نوعي خلال أكثر من تسعة أشهر لتعزيز موقفهم .
يذكر ان العدوان على اليمن له خلفياته التي تدل على انه عدوان خارجي مخطط له حيث اعلن العدوان من واشنطن و سبقته ارهاصات ومخاوف اسرائيلية من ثورة 21 سبتمبر اليمنية ، و قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية في مثل هذهِ الأيام من العام الماضي ان استيلاء من أسمتهم بـ المتمردين الحوثيين على اليمن ، دق جرس الإنذار ليس فقط لمنافسيه الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية المجاورة لهم ، وإنما أيضاً إسرائيل.. وأضافت الصحيفة بأن تل أبيب قادرة على مواجهتهم بالتحالف مع الدول المطلة على البحر الأحمر .
عقب ذلك اعلن السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير صباح يوم 25_مارس_ من العام الماضي ، بدء عملية عسكرية ضد قوات الحوثيين وصالح تحت مسمى «عاصفة الحزم» تشمل ضربات جوية تشنها عشر دول خليجية وعربية، بينها الإمارات والبحرين والكويت وقطر ، وأضاف الجبير، في مؤتمر صحافي عقده في واشنطن، أن “العملية تقتصر على غارات جوية على أهداف عدة” ، وأشار إلى أن باقي القوات العسكرية ‘بحالة تعبئة‘ .
فيما قال المبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أن الأطراف اليمنية كانت قاب قوسين أو أدنى من إبرام اتفاق سياسي، نتيجة حوار دام أكثر من شهرين عشية إطلاق “عاصفة الحزم” ، لكن استمرار القتال على الأرض وإطلاق عملية “عاصفة الحزم” جعلا من غير الممكن مواصلة الحوار .
هذا وقد قالت جريدة ‘التايمز‘ البريطانية إن القوّات الإماراتية استأجرت مئات المرتزقة من كولومبيا ونشرتهم في اليمن للقتال معها ضد الحوثيين ، وأشارت إلى أن مجموعة الكولومبيين جزء من جيش خاصّ تستأجره الإمارات من شركة (بلاك ووتر) الأمريكية التي تقدّم خدمات أمنية للإمارات من أجل بسط نفوذها على مدينة عدن.
وأوردت صحيفة «التييمبو» الصادرة من العاصمة الكولومبية بوغوتا ، أنه جرى مؤخراً تجنيد المئات من عسكريي كولومبيا المتقاعدين، حيث نُقل هؤلاء على دفعات إلى مدينة عدن استعداداً للزج بهم في غير جبهة ، ونقلت الصحيفة شهادة لأحد المقاتلين الكولومبيين يقول فيها إن كل مجند يتلقى ألف دولار من السعودية، إضافة إلى راتب شهري يتسلمه من الإمارات ووعود بالتجنيس له ولأسرته ، ويضيف المقاتل الكولومبي أنه ورفاقه تلقوا تدريبات مكثفة على حرب المدن والسيطرة على مواقع في الصحراء وتأمين القوافل ومكافحة الشغب.
ولم يكن خافيا ما قاله رئيس أركان العدو الصهيوني السابق “بيني غانتس” قبل عدة أشهر أن باب المندب والطرق البحرية هي أشد إقلاقا على إسرائيل من البرنامج النووي الايراني ، ليتلوه في اليوم الثاني زحف بري وقصف بحري وجوي على باب المندب من قوى الغزاة على اليمن ، وكما يعلم الجميع فالصهيونية العالمية بطبيعة الحال شرعت ‘وبلا هوادة‘ بإعادة تشكيل خارطة العالم ، لتزداد سطوتها (الاخطبوطية) ولتكرس نفوذها المطلق على العالم عموما وعلى شعوب أمتنا العربية والإسلامية على وجه الخصوص .
فيما تشهد محافظة عدن حالة انفلات امني غير مسبوق ، بعد تزايد الصراعات التي فاقمتها خلافات بين شريكي الاحتلال السعودي والإماراتي ، وباتت الغلبة في المحافظة الجنوبيّة لتنظيمَي “داعش” و”القاعدة” ، أما هادي فلم يعُد يثق إلا بالحراسة الأجنبية ، حيث اشترط منذ وصوله في أولى رحلاته إلى مطار عدن قادماً من الرياض بإخلاء عدن من مسلحي الحراك الذين يمثلون مصدر قلقاً بالنسبة له بعد ان ورطهم في معارك مداخل تعز التي سقط فيها أعداد غير مسبوقة بين قتيل وجريح في صفوفهم .