أفق نيوز
الخبر بلا حدود

تفويض شعبي لقيادة صنعاء .. لخيارات رادعة

482

أفق نيوز../

خرج الآلاف من اليمنيين، عصر أمس في مسيرة شعبية حاشدة تنديداً باستمرار الحصار على اليمن للعام الثامن على التوالي.

وأوصل المحتشدون رسالة للعالم مفادها أن الحرب نار وحصار، وأنه إذا لم يتوقف القتل الاقتصادي للشعب اليمني، فإنَّ الحرب قائمة، وأن اليمنيين يمتلكون الكثير من الخيارات لإرغام العدوان الأمريكي السعوديّ على إيقاف عبثه بقوت الشعب.

وعلى مدى السنوات الثمان الماضية دأب العدوان على حصار الشعب اليمني بكافة الوسائل الممكنة بهدف إجباره على الخضوع والاستسلام، ومن بين ذلك، نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، وما ترتب عليه بعد ذلك من انقطاع للرواتب والتي أضرت بشريح واسعة من الشعب، أضف إلى ذلك إقدام العدوان على قصف المنشآت الحيوية والاقتصادية وتدميرها بالكامل، وإغلاق المطارات، وإيقاف تحويلات المغتربين، وطباعة كميات كبيرة من العملة الورقية، وكلها وسائل ضرب للاقتصاد اليمني في مقتل.

وأطلق المتظاهرون الكثير من الهتافات المنددة بالحصار، كما رفعوا لافتات عديدة تؤكد بأن استمرار الحصار يعني العودة إلى مربع الحرب، وأن الشعب اليمني لا يمكن أن يساوم في قوت يومه، وأنه يرفض حالة اللاسلم واللا حرب.

وحذّر بيان المسيرة الجماهيرية، الذي تلاه مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، تحالف العدوان من مغبة وعواقب أي تصعيد عسكري يُقدم عليه في أية جبهة وبأي شكل، وعواقب استمرار الحصار على اليمن واحتجاز سفن الوقود والبضائع والسلع.

واعتبر البيان استمرار الحصار حرباً ستواجه برد فعل عسكري سيؤثر ويوجع تحالف العدوان بشكل غير مسبوق ولا متوقّع.

وأكّد البيان ضرورة رفع الحصار المفروض على مطار صنعاء الدولي دون قيود أو شروط أو انتقاص، محذّراً من تجاهل مطالب الشعب اليمني في فتح المطار أمام الرحلات الجوية كما كلّ مطارات العالم.

وجدَّد البيان تحذير تحالف العدوان من الاستمرار في رفض صرف رواتب الموظفين من عائدات الثروات النفطية والغازية، التي نهبت إلى البنك الأهلي السعوديّ، مؤكداً أن حصول الموظفين على رواتبهم حقوق مستحقة لا تقبل الانتقاص ولا المساومة.

وأعلن البيان وقوف الشعب اليمني إلى جانب القيادة لاتخاذ ما يلزم لردع العدوان وفي ما تراه مناسباً من خيارات لرفع الحصار.. داعياً القوات المسلحة إلى أن تكون على مستوى عالٍ من الجهوزية واليقظة.

ولفت البيان إلى أن الصفقات المشبوهة، التي يعقدها مرتزِقة العدوان مع مشغليهم، باطلة ولاغية، ولا يعترف بها الشعب اليمني، ومنها صفقة بيع ميناء قشن وقطاع العقلة النفطي وغيرهما.. مبيناً أن بيع الأوطان خيانة لا مشروعية لها.

كما حذّر بيان المسيرة الشركات والكيانات والأنظمة، التي تتعامل مع مرتزِقة العدوان، بأن كلّ إجراءاتها باطلة ولا أصل لها، وهي بيع ممن لا يملك لمن لا يستحق.

ودعا البيان كافة أبناء الشعب اليمني إلى الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، والحذر من مخططات العدوّ في إثارة الإشكالات وزعزعة التماسك والصمود الشعبي، محذراً من مساعي الفرقة التي يشتغل عليها الأعداء.

وحثّ على استمرار التعبئة الشاملة والاستنفار للجبهات، وإسنادها بالرجال والمال، حتى يتحقق النصر المؤزر.

وأكّد البيان أن القضية الفلسطينية هي الأساسية والمركزية.. مندداً بالجرائم الصهيونية التي ترتكبها عصابات يهودية بحق الشعب الفلسطيني، واقتحامها للمسجد الأقصى.. داعياً إلى موقف إسلامي واسع لصد الصلف اليهودي المتواصل.

 

الصبر لن يطول

المواطن ماهر السيد من وسط ساحة الثورة وميدان مسيرة “الحصار حرب” من بوابة جامعة صنعاء وسط العاصمة صنعاء قال “إن هذه المسيرة توضيح الواضحات للعدوّ بأن هذا الحصار حرب عسكرية ولا يمكن التنازل عن حقوق شعبنا وتجويعه وقتله عبر هدنة كاذبة يستمر فيها العدوان ومرتزِقته وأدواته في نهب ثروات ومقدرات شعبنا اليمني، وأن هدنة كهذه لن تحق باطلاً وتبطل حقاً، مضيفاً أن هذه المسيرة المهمة جداً خرج فيها شعبنا للتعبير عن سخطه وعنفوانه وعزمه وإرادته في مواجهة الغزاة والمحتلين”.

وأكّد السيد في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن مسيرة  “الحصار حرب” تعيد ضبط البوصلة تجاه قوى العدوان والحصار وتصوب الهدف بوضوح عال للعودة نحو الجبهات العسكرية ورفدها بقوافل الرجال والمال وتحريكها من منطلق الثقة بالله وتعظيمه الذي له الهيمنة في هذا الكون الفسيح ولعباده المؤمنين حق تجسيدها في واقعهم الجهادي حين لا يخشون غير الله ولا يذلون إلا لله ولا يقبلون بحصار شعبهم وقتله ومصادرة مرتباته.

وواصل قائلاً : “خروج شعبنا في المحافظات اليمنية الحرة هو تفويض واضح وكامل للقيادة باتخاذ الخيارات المناسبة تجاه العدوان والحصار”.

بدوره قال المواطن مانع علي أحمد الصليحي: إن العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ تمادى أكثر من اللازم بحق شعبنا اليمني، وقيادتنا الثورية والسياسية أعطته الفرصة تلو الفرصة لعله يراجع حساباته ومواقفه المجحفة بحقنا عبر 3 هدن متتالية ، لكنه تجاهل كلّ ذلك ولم يفهم ولقد حان وقت اتخاذ الخيارات القوية التي تفهمه وتوقفه عند حدّه، وهذا ما نفوض القيادة في اتخاذه؛ كونه الحل الأخير في مسار المواجهة مع قوى الهيمنة والاستكبار العالمي، وأدواتهم في المنطقة وفي الداخل”.

وتابع الصليحي  في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “نقول للعدو الأمريكي السعوديّ نحن لكم بالمرصاد أينما كنتم، وأينما حلت مؤامراتكم ومخططاتكم، وفي كلّ الجبهات العسكرية على طول وعرض الأراضي اليمنية وحدودها البرية والبحرية وحاضرين للمواجهة بكل عزيمة وإرادة في بقية الجبهات السياسية والاقتصادية، والتعليمية، والثقافية وغيرها من جبهات المواجهة”.

وأكّد الصليحي “نحن عند رهان سيدي وقائدي السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ولن نخيب ظنه وظن كلّ أبناء شعبنا اليمني فينا، ونحن بالله وبالتوكل عليه أقوى من كلّ المراحل السابقة، ونطمئن كلّ أحرار الشعب ومستضعفيه الصابرين في مواجهة العدوان والحصار وانقطاع المرتبات التي صادرها العدو وأدواته ونهبوها ليجعلوه يتضور جوعاً، حان الوقت للأخذ بثمن تضحياتكم وصبركم وكلنا في جسد واحد لرفد الجبهات وتعزيز الصمود في الجبهة الداخلية والنصر قريب بإذن الله”.

 

دماء الشهداء لن تذهب هدراً

وبهذه العبارة يوجز المواطن عبدالله الحسني رسالته لقوى العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ، مؤكداً أن هذه المسيرة وهذا الخروج الجماهيري الواسع هي رسالة سخط وإعلان نفير عام لرفد الجبهات، وإعادة البوصلة لرسم خارطة عسكرية في قائمة أهدافها وخطواتها الأولى إعادة حقوق شعبنا المنهوبة وصون مقدراته المسلوبة وتحرير أراضيه المحتلة.

وتابع الحسني في حديثه لصحيفة “المسيرة” : “نقول للعدوان الأمريكي السعوديّ أن يرفع عدوانه وحصاره على شعبا اليمني وأن يعجل في تنفيذ الشروط التي قدمها قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وقيادتنا السياسية، ما لم فغضب الشعب وغضب الجماهير الواعية كفيل بقلب الطاولة وخوض معركة عسكرية لا نهاية لها في ظل الوجود الأمريكي الصهيوني في المنطقة”.

ويدعو الحسني  كلّ أبناء الشعب إلى التوجه للجهاد في سبيل الله والانطلاق بجدية إلى جميع الجبهات لتنفيذ توجيهات القيادة وخيراتها الجديدة، محذراً المغرر بهم من الخونة والعملاء والأبواق في الداخل من مغبة الانجرار خلف مخططات العدوان المستهدفة للجبهة الداخلية في هذا التوقيت.

الجريح المعتصم محمد علي البرنس بقدم واحد وعكازتين له رسالته في هذه المسيرة التي يؤكد فيها، أنه قدم قدمه اليمنى في جبهة الجوبة بمحافظة مأرب وهو يحررها من أدوات أمريكا والسعودية، وأنه حاضر اليوم لتقديم ما بقي من جسده وروحه في سبيل الله لتحرير ما بقي من تراب الوطن واستعادة كل ثرواته المنهوبة”.

ويقول الجريح في حديثه لصحيفة “المسيرة” : “مهما حاصرنا قوى العدوان الأمريكي السعوديّ فلن يوهنوا من عزائمنا ولن يحدوا من تضحياتنا ونحن مستمرون على نهج الشهداء ومنوال العطاء حتى يحقق الله نصره لعباده، متابعاً: “قطع العدوّ لمرتبات موظفينا ونهبه لثروات شعبنا جزء يسير من هدفنا السامي في المواجهة مع قوى الظلم والضلال ومقارعة المستكبرين في هذا العالم المنسلخ عن القيم والمبادئ السماوية، وعن التوجيهات الربانية التي فيها رحمته للعالمين، وبإذن الله وبحوله وقوته وعزم جنوده المجاهدين من أبناء هذا الشعب سنحقق المعجزات، وغداً لناظره قريب إن شاء الله”.

 

رسائل كبار السن

الكهل  يحيى أحمد مطر الحمزي ذو 93 عاماً ببندقيته وجعبته وقامته المتقوسة ورأسه الشامخ بشموخ الثقة بالله يقول :”ذي ما يجاهد ويصرخ في وجه عدونا الذي يقتلنا ويحاصرنا وينهب ثروتنا فهو عميل منافق لا خير فيه، وهذا هو زمن الجهاد والفلاح والتحرك صوب الجبهات من هذه الساحة فرض على كلّ مسلم عاقل حر”.

ويتابع بكلماته المتشنجة وصوته الجهور وسواعده على بندقيته: “ما أحنا مخلين ظالم ولا خائن ولا عميل وعاد سلاحنا بأيدينا وأنفاسنا وأرواحنا باقية في أجسادنا، فميدان الجهاد ميداننا والشهادة في سبيل الله هدفنا ومطلبنا”.

ويتابع الحمزي في حديثه لصحيفة “المسيرة”: “فوقهم فوقهم يا رجال اليمن، فالأرض أرضنا والله ناصرنا وحفيد رسول الله قائدنا، فماذا أنتم منتظرون غير النصر إن تحركتم، أو المذلة إن قعدتم”.

بدوره الحاج محمد حاجب ذو الـ65 عاماً وهو ببندقيته وحزامه الشيكي المثقل بالرصاص يقول: “الحصار المستمر حرب ضروس يستغلها العدوان ومرتزِقته وخلاياهم  النائمة لحرف الشعب عن عدوه الحقيقي ومحاولة ضرب النسيج الاجتماعي والجبهة الداخلية والتأثير من خلال ذلك على الجبهات العسكرية.

ويضيف: “علينا مواجهة العدوّ وكشف مخططاته والدوس عليها ولن يجدي معه غير القوة التي أثبتت فعاليتها خلال 8 سنوات من المواجهة، ونحن حاضرون للتحرك الفعلي لتقديم أرواحنا وتسخير ما بقي من أعمارنا في سبيل الله”.

ويشير حاجب في حديثه لصحيفة “المسيرة” إلى أن صرف المرتبات شرط أساسي قدمته قيادتنا السياسية والثورية على طاولة المفاوضات، وهو مطلب شعبي في المحافظات والمناطق الحرة والمحتلة على حدّ سواء، واستمرار نهب ثروات شعبنا من نفط وغاز وغيرها من الثروات الطبيعية هي مستحقات لشعبنا، وإذا لم تعد إليه فخيار المواجهة هو خيار من لا خيار له”.

ولفت حاجب إلى أن الحرب أسهل بألف مرة من الحصار، وأن الشعب الذي خرج بثورته ضد عملاء ومرتزِقة أمريكا في ساحة التغيير أمام بوابة جامعة صنعاء عام 2011م، يعود اليوم للتحرك منها ولكن هذه المرة صوب الجبهات والمواجهة العسكرية الكفيلة باسترجاع الحقوق وتحرير الأوطان، مختتماً كلامه: “من هنا البداية ومن هنا الختام”.

الحاج علي محمد عمر يقول لقوى العدوان الأمريكي السعوديّ من مسيرة “الحصار حرب”: “على العدوان رفع حصاره على شعبنا وإلا فنحن مستمرون في المواجهة وخوض الحرب حتى النهاية”.

ويضيف الحاج عمر في حديثة لصحيفة “المسيرة”: “رسالتنا لكل ذي عقل من أبناء هذا الشعب المحاصر في كلّ المحافظات اليمنية أن عليهم التحرك الفوري نحو الجبهات، وإعادة المواجهة حتى تحرير كامل الأراضي اليمنية.

ويتساءل: “ماذا سنقول للأجيال أين كنا في زمن المحتل الأمريكي السعودي ومن معهم من البريطانيين والصهاينة ؟ كيف سيكون جوابنا لهم حين يكتب في التاريخ أن الصهاينة الأذلاء دنسوا جزرنا وأراضينا وبنوا قواعدهم على جغرافيتنا.. إنه لمن المنكرات أن نخرس ونقعد وعدونا يتحكم بلقمة عيشنا وينهب ثرواتنا ويصادر مرتبات موظفينا.. يجب علينا أن نصحوا مما نحن فيه ونستجيب لقيادتنا الثورية والسياسية ونرفد الجبهات حتى النصر أو الشهادة”.

 

مستمرون في المواجهة

يحيى محمد علي السلامي شبل من المجاهدين ببزته العسكرية وصورته المجسدة لعنفوان وحماس الجيل الصاعد يقول: “من هذا الساحة إلى كلّ المستكبرين نحن قادمون بثقافتنا القرآنية وسلاح الوعي والبصيرة وسلاح الحديد والنار لمواجهتكم، وأملنا بنصر الله حتمي مؤكد، وما عليكم اليوم فعله هو الاستجابة الفورية لشروط قائد الثورة سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي “يحفظه الله” أو المواجهة”.

ويتابع السلامي في حديثه لصحيفة “المسيرة” :”لن تميتونا بحصاركم ما بقي فينا روح، وشعبنا اليوم بات أكثر وعياً وإدراكاً لمخططاتكم، ولن تنالوا من عزائمنا ومبادئنا ونحن على درب الشهداء ماضون وللقيادة مطيعون ولنداء الله ملبون”.

ويؤكد السلامي بقوله: “على العدوّ الأمريكي السعوديّ التوقف عن نهب ثروتنا والخروج من أراضينا ما لم فنحن مستمرون في المواجهة جيلاً بعد جيل إلى يوم القيامة”.

المسيرة- منصور البكالي

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com