السعودية تقرر خلع المرتزق معين عبدالملك
أفق نيوز../
قبل أيام تم استدعاؤه على وجه السرعة. هناك حيث الفنادق مازالت تتسع غرفها لفريق حكومي طويل عريض على رأسه مرتزق يدعى معين عبد الملك، حسمت الرياض أمر ومصير رئيس حكومة الفنادق من خلال إزاحته. رتبت مجموعة أسماء بديلة، على أن يكون البديل هذه المرة منتمياً للمحافظة النفطية حضرموت. وحتى يتم الاتفاق على الشخصية البديلة سيساق معين عبد الملك وفريقه إلى أقرب بروتوكول فندقي يليق بعمالته، التي لا شك أنها سجلت رقما قياسيا بالنسبة للرياض.
حسمت سلطات ابن سلمان، مصير رئيس حكومة الفنادق، المرتزق معين عبدالملك، في ظل احتدام الجدل حول وضعه منذ استدعائه من عدن قبل أيام.
وقال الخبير السعودي عبدالعزيز الشهري، المقرب من ابن سلمان، إن بلاده قررت بالفعل «إجراء تغييرات جذرية على الحكومة والسفراء والدبلوماسيين في الخارج»، مشيرا إلى أن ذلك ضمن ترتيبات ما وصفها بـ«هيكلة الشرعية»، والتي اعتبرها أهم من هيكلة الفصائل المسلحة.
بدوره، أكد المرتزق مختار الرحبي، المعين مستشارا لوزير الإعلام في حكومة الفنادق، أنه سيتم الإطاحة برئيس حكومة الفنادق من منصبه قريباً، ضمن ترتيبات سعودية.
وقال الرحبي، في تغريدة له على «تويتر»: «منذ أربعة أشهر تم التوافق داخل المجلس الرئاسي على الإطاحة بمعين عبدالملك من رئاسة الحكومة، وتعيين أحد أعضاء المجلس بديلا عنه»، مشيرا إلى أن القرار سيعلن خلال الأيام القادمة.
واختتم الرحبي تغريدته بالقول إن «معين عبد الملك يطالب بتعيينه سفيرا في إحدى الدول الأوروبية».
توكل تهاجم دنابيع مجلس الخيانة
من جهتها شنت الخونجية توكل كرمان، هجوما لاذعا على السعودية ومجلس العليمي، واصفة، في منشور على صفحتها في فيسبوك، أعضاء المجلس بـ«الدنابيع».
وقالت كرمان: «السعودية، التي غيرت الرئيس عبد ربه منصور هادي واستبدلت به ثمانية دنابيع، في نصف ليلة، ستغير سكرتير سفيرها معين عبدالملك خلال دقيقة».
وأضافت أن «عملاء اللجنة الخاصة من النخب السياسية، ولا أستثني أحدا وإعلاميوهم، سيصفقون كالعادة»، مشيرة إلى أنها تشعر «بالخزي أن اليمن تحت الاحتلال السعودي».
ومساء الأربعاء الماضي، غادر المرتزق معين عبدالملك مدينة عدن المحتلة متوجهاً إلى الرياض، بعدما استدعته الأخيرة على وجه السرعة، فيما قالت وسائل إعلام حكومة الفنادق حينها إنه توجه إلى السعودية «في زيارة عمل قصيرة يجري خلالها عددا من اللقاءات ويناقش مع المجلس الرئاسي عددا من التطورات والمستجدات بخصوص الملفات العسكرية والأمنية والاقتصادية والخدمية».
وبحسب مصادر مقربة من حكومة الفنادق، فإن الرياض استدعت المرتزق معين بشكل مفاجئ، الأربعاء، بعد ترؤسه جلسة اعتيادية لحكومته في عدن، ووبخته بشدة.
وكان رئاسي الاحتلال عقد، الأربعاء، اجتماعا مغلقا برئاسة المرتزق رشاد العليمي، وبحضور جميع أعضاء المجلس المرتزقة، تم خلاله الاتفاق على إقالة معين عبد الملك، مشيرة إلى أن جدلا احتدم في أوساط رئاسي الاحتلال في الرياض، بالإضافة إلى سفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر، بشأن خليفة المرتزق معين عبدالملك في رئاسة الحكومة الجديدة.
وأكدت المصادر أن ضغوطات سعودية مورست على أعضاء رئاسي الاحتلال لاختيار المرتزق عبدالله العليمي بديلا لمعين، إلى جانب احتفاظه بمنصبه نائبا لرئيس ما يسمى مجلس القيادة.
وأشارت إلى أن العليمي، المحسوب على خونج التحالف، يحظى بدعم سعودي إماراتي، خصوصا بعد زيارته الأخيرة إلى أبوظبي، والتقارب الذي تم بينه وبين المرتزق عيدروس الزبيدي، رئيس ما يسمى «المجلس الانتقالي».
وأفادت بأن السعودية ضغطت بشدة لتسمية العليمي؛ كونها تبحث عن شخصية حضرمية ضمن خطط بدأت تتضح ملامحها من خلال لغة الغزل التي طغت هذه الآونة على خطاب الرياض نحو حضرموت، لوضع يدها على المحافظة النفطية ووصايتها على قرارات الحكومة مستقبلا.
بدوره، أكد مساعد رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» السعودية الرسمية، عبدالله آل هتيلة، نية بلاده تسمية شخصية حضرمية، مشيرا إلى أن «النخب السياسية والثقافية والاقتصادية الحضرمية عندما تتحدث يأتي طرحها منطقياً بعيدا عن المناكفات والإساءات»، حسب تعبيره.
وأضاف هتيلة، في تغريدة له على «تويتر»: «سيكونون (الحضارم) هم العنوان الرئيسي لأية خطوات ومشاريع مستقبلية»، حد قوله.
واستطاعت سلطات الرياض إقناع المرتزق رشاد العليمي إزاحة معين عبد الملك عن رئاسة حكومته، رغم أن العليمي، الذي استدعته السعودية قبل شهرين من مقر إقامته المؤقت في القاهرة، رفض مناقشة قضية إقالة معين في الوقت الحالي.
وأشارت المصادر حينها إلى أن العليمي، الذي يعتكف في أحد فنادق الرياض، هدد بالاستقالة من منصبه ورفض ما اعتبره «لي ذراع» من قبل انتقالي الإمارات، بعدما أبلغه سفير الاحتلال السعودي بضرورة إقالة معين وتعيين آخر جنوبي لتهدئة أنصار الانتقالي، الذي سيتم تجريده من معقله الأبرز في عدن وتفكيك فصائله.
وخففت الرياض حديتها تجاه انتقالي الإمارات خلال الأيام الماضية، لتدافع عن موقفه من التطورات الجارية في حضرموت، ما يعكس تفاهماً على صفقة ما بخصوص المحافظة النفطية.
والأربعاء الماضي، وتزامنا مع استدعاء معين إلى الرياض، بدأ ناشطو الاستخبارات السعودية ومنظرو سياستها، هجوماً على الحراك الجنوبي، بقيادة حسن باعوم، متهمينه بالتصعيد في حضرموت، مع أن الحراك يعد القوة الأضعف على الأرض.
وقال الخبير السعودي علي العريشي إن «الانتقالي»، وتحديداً رئيسه عيدروس الزبيدي، المتواجد حالياً في أبوظبي، لم يكن على علاقة بما يدور في هضبة حضرموت النفطية، متهماً مَن وصفها بالقيادات الحراكية الاشتراكية بتوجيه فصائل الضالع وردفان ويافع بالسفر إلى حضرموت للمشاركة في القتال هناك.
ويضغط انتقالي الإمارات، منذ مدة، من أجل إقالة معين عبدالملك، وتعيين شخصية جنوبية في هذا المنصب، مستندا في مطالبته إلى جملة من الاعتبارات، في مقدمتها تنفيذ بنود ما يسمى «اتفاق الرياض»، الذي تم التوصل إليه في العام 2019 بين أدوات الاحتلال، ويقضي بشراكة سياسية تعتمد مبدأ المناصفة في تركيبة الحكومة بين الانتقالي وباقي ممثلي شرعية العمالة.
انتقالي الإمارات يهدد
ورغم استجابة الرياض لمطالب «الانتقالي» في إزاحة معين عن رئاسة حكومة الفنادق، إلا أن المجلس هدد، اليوم، برفض رئيس الوزراء الجديد، بعد أن تم تحديده من قبل الرياض بشخصية الخونجي عبد الله العليمي.
جاء ذلك على لسان المرتزق لطفي شطارة، عضو هيئة رئاسة المجلس، الذي أكد، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، أن «عدن لن تكون عاصمة ترانزيت»، وأن «الحال لن يستمر لمن يعتقد أنهم سيظلون متصدرين للمشهد، رغم فشلهم الذريع منذ شرعية هادي»، في إشارة إلى رفض الانتقالي تعيين مدير مكتب هادي السابق وعضو رئاسي الاحتلال حاليا عبد الله العليمي.
وتشير التوقعات إلى أن الانتقالي كان يضغط لتعيين محافظه في عدن، المرتزق أحمد لملس، بديــــلا لمعين، إلا أنه فوجئ بتعييــــــــــن العليمـــــــي.
(صحيفة لا)