أعضاء مجلس الشورى لـ”الثورة”: وضع اللا سلم واللا حرب خنجر مسموم يفتك بالجسد اليمني
أفق نيوز / استطلاع / أسماء البزاز
أوضح عدد من أعضاء مجلس الشورى أن وضع اللا سلم واللا حرب في البلاد سياسة معروفة ومكشوفة ينتهجها العدو بعد أن وصل لطريق مسدود في حسم المعركة عسكريا فهو يرى في هذه الوسيلة نجاحاً لسياسته إزاء اليمن ليظل اليمن مفككاً ومقسماً ولا يستطيع الوقوف على رجليه، وتحويل اليمن الواحد الحالي إلى (يمنات) دولة في الجنوب ودولة بالشمال ودولة بالساحل ودولة في مارب ومهددة بمزيد من التقسيم والتشرذم ..
عضو مجلس الشورى نايف حيدان يستهل حديثه معنا قائلا: لا سلم ولا حرب هذه سياسة معروفة ومكشوفة ينتهجها العدو بعد أن وصل لطريق مسدود في حسم المعركة عسكريا فهو يرى في هذه الوسيلة نجاحاً لسياسته إزاء اليمن ليظل اليمن مفككاً ومقسماً ولا يستطيع الوقوف على رجليه .
وأضاف حيدان: اليمن في الوضع الحالي (يمنات) دولة في الجنوب ودولة بالشمال ودولة في الساحل ودولة بمارب ومهددة بمزيد من التقسيم والتشرذم مصاحب لهذا وقف المواجهات كي لا يحسمها أي طرف ويسيطر على الكل، والعدو نجح بالوصول باليمن لهذه الحال ولا ننكر هذا ولا نغالط أنفسنا وانتصار أي طرف بالسيطرة على كل اليمن هو الانتصار الحقيقي والنجاح المنشود والمؤمل به من كل الشعب اليمني للحفاظ على وحدة التراب الوطني والوحدة الاجتماعية .
وتابع: فإذا افترضنا افتراضا انتصار القوة المرتهنة للسعودية والإمارات، فمعنى ذلك مزيدا من سلب القرار والارتهان والعيش بذل وتظل اليد ممدودة لفتات أمراء وملوك الخليج ويصبح اليمن بلا كرامة أو سيادة أو حرية لهذا لابد من انتصار الطرف الوطني بالتعاون مع كل الوطنيين والشرفاء في مختلف مناطق اليمن، لنصل لتحقيق طموحات الشعب اليمني في التحرر والاستقلال والعيش بحرية بالاعتماد على الذات ومنع كل التدخلات الخارجية.
خنجر مسموم
وتابع: وضع اللا سلم واللا حرب هو بحد ذاته الخنجر المسموم الذي سيفتك بالجسد اليمني ويمزقه أكثر مما هو ممزق اليوم، والعدو بهذه الحال وبهذا الوضع يراهن على خلق الفوضى في المناطق الحرة والمستقلة ويراهن ويحلم بانقسام داخل الصف الوطني وغضب شعبي يخلق الاضطرابات التي تحقق غايته ليكون هو صاحب الحل وصاحب مشروع الإنقاذ للوطن .
ويرى حيدان أن الحسم بالخيار العسكري أو بالسياسي هو الذي سيؤمن اليمن ويمنع كل مخططات العدو .
خلافات دول العدوان
اللواء يحيى المهدي – عضو مجلس الشورى يقول من جهته: هذه المرحلة هي مرحلة اختبار وامتحان للطرفين، الطرف الأول دول العدوان الأمريكي السعو إماراتي والطرف الثاني الشعب اليمني المظلوم المعتدى عليه والمدافع عن الدين والسيادة والأرض والعرض .
وتابع: إن الطرف الأول قد اكتوى بنار الحرب التي أشعلها في 26 مارس 2015م، ظنا منه انه سينتهي منها خلال شهر على الأكثر .. فأدخل نفسه في دوامة كبيرة وورطة لا نهاية له فيها ففقد سمعته وصيته وخسر مليارات الدولارات وتكبد الخسائر العسكرية الكبرى في مختلف جبهات القتال وتهاوت الدول المتحالفة معه في العدوان على اليمن، بل نشأت الخلافات السياسية الكبيرة بين دول العدوان نفسها كما حصل بين السعودية وقطر وكادت أن تنفجر بينهما حرب نفطية لا نهاية لها، والأدهى والأمر أن ذلك كله هو عدم تمكنها من الدفاع عن نفسها فالمدن والقرى التي دخلها الجيش واللجان الشعبية لم تستطع تحريرها إضافة إلى أسر الآلاف من جنودها ومرتزقتها من مختلف الجنسيات، والمصيبة الكبرى هو تعرض منشآتها النفطية العالمية للاستهداف المباشر واشتعال النيران فيها وخسارة المملكة لملايين البراميل النفطية اليومية وفشل الدفاعات والمنظومات الدفاعية الأمريكية والبريطانية والفرنسية وحتى الصهيونية من التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية .
وأضاف المهدي: لقد شهد العالم أجمع عجز المملكة ومن ورائها أمريكا في إخماد النيران الملتهبة في كافة المنشآت النفطية في جنوب وشرق وشمال وغرب المملكة، ما أدى إلى زيادة الذعر والخوف من استهداف بقية المنشآت النفطية وتدميرها واظهر هزيمة دول العدوان بعد حرب خاسرة لثمان سنوات.
تحقيق الانتصارات
وبيّن أن الطرف الثاني قد قدم التضحيات الكبرى وقدم بطولة عظمى من خلال الوقوف في وجه أعتى وأقوى دول العالم المستكبرة وتمكن بفضل الله تعالى من تحقيق الانتصارات الكبرى وقلب المعادلة العسكرية ورفع مستوى الجاهزية لأعلى المستويات في كافة الجبهات والمواجهة بما في ذلك تطوير وتصنيع القوة الدفاعية التي كانت غير موجودة لدى الجيش اليمني أصلا مما جعل هذا الطرف خصما قويا جدا وقوة لا يمكن أن تقهر ولا يمكن هزيمتها، فهي رغم استمرار العدوان عليها لثمان سنوات متتالية لم تستسلم أو تنهزم بل تحقق تحرير محافظات ومناطق بأكملها واغتنام ما كان قد حشده العدوان فيها واستطاعت تحرير آلاف الأسرى من سجون العدو .
وعي شعبي
موضحا أن دول العدوان ما كان لها سوى تكبد الهزائم المتتالية والإذعان لوقف العدوان وهو اعتراف ضمني بالهزيمة والجنوح إلى وقف إطلاق النار تحت مسمى هدنة.. لكنها ما زالت مصرة على حرب الشعب اليمني بأي وسيلة كانت فعمدت إلى تضييق الحصار وخنق الشعب اليمني في أبشع صور الحرب الاقتصادية التي تعتقد أنها ستتمكن – أي – دول العدوان من تحقيق ما لم تحققه بالعمليات العسكرية والعدائية المجرمة والظالمة، لكن وعي الشعب اليمني العظيم في ظل قيادة قائد المسيرة القرآنية المباركة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، يعرف أن خطر وشدة الحرب الاقتصادية أكبر وأعظم من الحرب العسكرية فعي تهدف إلى إماتة الشعب اليمني ببطء وإخضاعه لشروط دول العدوان المنهزمة بطريقة أو بأخرى .
مقومات الحياة
ويرى أن الوضع القائم لا سلم ولا حرب يشكل خطرا كبيرا ودمارا لكل مقومات الحياة وموتا سريريا لشعب بأكمله، فإما أن يتحقق للشعب اليمني الاستقرار والعيش الكريم كغيره من شعوب العالم أو يستكمل مشوار الدفاع عن الكرامة والسيادة المنهوبة من قبل دول العدوان، فلا يجوز ولا يصح أبدا استمرار الوضع بهذه الطريقة المذلة والمخزية وإلا فإن الهدنة الكاذبة ستدمر أبناء اليمن قاطبة مدنيين وعسكريين واكثر عرضة للخطر هم الضعفاء من الرجال والنساء والأطفال في مختلف المحافظات ولذلك فإن أبطال الجيش واللجان الشعبية على أهبة الاستعداد لتلقين العدو أقسى الضربات وانتزاع الحقوق بالقوة فالعدو لا يعرف سوى القوة ولا يعمل حسابا إلا لها لانعدام الضمير والمبادئ والقيم والأخلاق الإسلامية، فهو إنما ينفذ الأجندة الأمريكية والصهيونية في المنطقة وسيعرف العدو كم حجم الخسارة التي سيتلقاها إذا ما قال القائد كلمته واتخذت القيادة السياسية والعسكرية قرارها باستئناف العمليات العسكرية التي سترعب دول العدوان وتخضعها ليس بصرف المرتبات فقط وإنما بنيل كافة الحرية والاستقلال لليمن كدولة ذات سيادة وكرامة.
على أتمّ الجهوزية
من ناحيته، يقول عضو مجلس الشورى يحيى جحاف: صنعاء ومن منطلق حرصها على تحقيق السلام المشرّف، تؤكد دائماً أنها مع السلام الذي يحقق تطلعات أبناء الشعب اليمني ويحفظ لليمن حريته وسيادته واستقلاله ومن الأهمية بمكان، الإشارة إلى أن القيادة في صنعاء جاهزة للسلام وحاضرة وقد أكدت ذلك في أكثر من موقف أنها مستعدة لتجديد الهدنة بشرط وقف العدوان ورفع الحصار ودفع مرتبات موظفي الدولة وخروج القوات الأجنبية من اليمن ورفع المعاناة عن اليمنيين، وهي مطالب مشروعة ومحقة للشعب اليمني، لا يمكن إغفالها مهما كانت الضغوط.
وتابع جحاف: في المقابل، يسعى تحالف العدوان لإطالة أمد العدوان واستمرار الحصار، وفرض الحظر على المطارات والموانئ اليمنية، غير مبالٍ بمعاناة ملايين اليمنيين الذين حُرموا من الاستفادة من ثروات وخيرات بلادهم، خلال الثمان السنوات الماضية، مستكثراً عليهم حتى سفرهم لتلقي العلاج في الخارج.
خيارات مفتوحة
وقال إنه وبالنظر إلى معطيات الواقع وما سطره الشعب اليمني من صمود وتضحيات في سبيل استقلال قراره السيادي، ورغم مما ارتكبه تحالف العدوان من جرائم يندى لها الجبين، بحق الأطفال والنساء والشيوخ، فإن مؤامرات دول العدوان يقيناً مآلها الفشل الذريع، كما فشلت سابقاً ولم تحقق أي انتصار يُذكر على الأرض.
ويرى جحاف أن صنعاء تمتلك خيارات مفتوحة ومتعددة، ولا يمكنها القبول بحالة اللا حرب واللا سلم التي تسعى دول تحالف العدوان لاستمرارها، في محاولة منها لفرض أجندتها التي شنت الحرب على اليمن من أجلها.
شروط أساسية
الشيخ محمد بن غالب ثوابه، عضو مجلس الشورى بيّن من جهته: أن المراوحة بين حالة اللاحرب واللاسلم أو اللاهدنة، هي حالة غير سوية، ولن تستمر، ففي حالة عدم تنفيذ المطالب الإنسانية للشعب اليمني والتي تقدم بها الوفد الوطني المفاوض وأكدت عليها القيادة السياسية كشرط أساس لتجديد تمديد الهدنة، فإن الخيار الوحيد أمام الشعب وقيادته استئناف العمليات العسكرية ضد العدو وتوجيه الضربات المناسبة في عقر داره وأعتقد أن الخيار العسكري هو المناسب في هذه المرحلة الحساسة.
موضحا أن على العدو أن يدرك أن لدى قيادتنا وقواتنا المسلحة القدرة على خلط الأوراق الاقتصادية والأمنية لدى العدو، في ظل ظروف دولية غير مواتية وعلى قوى العدوان الاستجابة لمطالب الشعب اليمني وأن تستغل الفترة التي منحت له خارج الهدنة لأكثر من ثلاثة أشهر.
وأضاف قائلا: كما يجب أن يعلم تحالف العدوان أن الحكمة تقتضي صون وحماية مصالح شعبنا وسيادته واستقلاله وأنه لا مساومة أو مهادنة في ذلك. وأن الشعب اليمني بدأ بالتململ من هكذا حالة وأنه وكل مجاهديه يفضل حالة الحرب والجهاد على حالة اللا حرب واللاهدنة، كما أن القيادة مدركة أن السلام لن يتحقق إلا بدحر العدو وتحرير كامل الجغرافيا اليمنية ونيل الاستقلال الناجز.
مؤكدا أن هذ الأمر لن يتحقق إلا بالتضحية والفداء وأن الخيار العسكري هو الذي سيخرج بلدنا وشعبنا من حالة اللا حرب واللاسلم والتي استغلها العدو بموجة جديدة من العدوان الهادف إلى التضييق على حياة الشعب ومعيشته عبر استمرار الحصار الخانق. ورفع ومضاعفة الرسوم على الواردات من السلع والمواد الإنسانية بغرض إثارة الناس وخلق فتنة واضطرابات داخل المجتمع.
معتبراً أن استمرار هذه الحالة القائمة كمثل الحياة بغير أمل أو موت بغير عزة وبطولة، وهذا ما لا يقبل به شعبنا.
وتابع: نحن نعلم أن العدو يعمل خلال هذه الفترة بكل ما يمتلك من أساليب ووسائل لتخريب الجبهة الداخلية وشق الصف الوطني، وهذا ما يجعل الاستمرار في هذه الوضعية دون تحقيق مطالب الشعب هو استمرار في الفتنة التي هي أشد من القتل، كما قال الله تعالى.