أفق نيوز
الخبر بلا حدود

عن (عروبة مادورو) و (صهيونية بن زايد) !!

234

أفق نيوز – بقلم – طه العامري

ثمة لحظات تاريخية ومصيرية تفرض نفسها على واقع التحولات الحضارية ومساراتها الحافلة بالتداعيات، كما هي الحالة العربية في فلسطين التي تضعنا أمام حالة فرز استثنائي، لا تقف في نطاق معرفة الوطني من اللاوطني، والمسلم من المستسلم، والمقاوم من المطبع، والحر من العبد المرتهن، بل نحن أمام ظاهرة إنسانية تداعياتها كشفت لنا عن أصالة المواقف الحضارية والإنسانية، وعن حقيقة المشاعر التي يتميز بها بعض البشر وتستوطن وجدانهم والتي تفصح عن نفسها بصورة تلقائية عند كل مشهد يستدعي التعبير عنه بقدر من الشفافية والوضوح، خاصة إذا ما تعلق الأمر بواقع كالواقع العربي الفلسطيني، وما تصنع فيه آلة الموت (الصهيونية) من جرائم وانتهاكات غير مسبوقة في التاريخ الاستعماري..!

مادورو هو رئيس فنزويلا لم يحتمل جرائم الصهاينة وعربدتهم بحق شعبنا العربي في فلسطين، فعبر عن إنسانية راقية وسجل موقفا حضاريا وأخلاقيا وإنسانيا من خلال إدانته لجرائم الاحتلال الصهيوني وآلته العسكرية التي تزرع الموت في كل أرجاء فلسطين، تقتل البشر وتقتلع الشجر، تهدم البيوت على رؤوس سكانها، تفتك بالشيخ المسن والطفل الرضيع لا تفرق في جرائمها بين الرجل والمرأة، تدنس المقدسات، وتقدس الأساطير الزائفة، تعتقل وتقتل وتحاصر وتقيم الحواجز وترتكب المحرمات، حتى جثث الشهداء شيدت لهم معتقلات خاصة..

مادورو.. أدان هذا الكيان وجرائمه واعتبره آخر احتلال إجرامي في القرن الواحد والعشرين ويجب أن يزول، وحمّل أمريكا والغرب مسؤولية رعاية هذا الكيان الإجرامي، فبدا الرجل أكثر عروبة من بعض الحكام والساسة العرب وأكثر إنسانية من بعض حكام الإسلام والساسة الإسلاميين..

فيما حاكم يقال عنه_ مجازا _ بأنه حاكم (عربي ويرأس دولة عربية)، يدين الضحية وبكل وقاحة يتقدم بعظيم وأصدق عزائه (للجلادين الصهاينة)..؟!

لم يقف الأمر هنا بل بعد العملية البطولية التي قام بها الشاب المقدسي وأدت إلى نفوق بضعة صهاينة ذهب السفير الإماراتي لدى الكيان الصهيوني يقدم تعازيه وتعازي دولته لأحقر مستوطن صهيوني هو الوزير بن غفير، الذي ما إن وصل إلى موقع العملية البطولية حتى هتف أمام وسائل الإعلام بعبارة (الموت للعرب)..؟!

موقف السفير جاء مبكرا وقبل أن تصدر دولته بيانا رسميا أدانت فيه ما وصفته بـ (العملية الإرهابية التي استهدفت مصلين في كنيس يهودي)..؟!

الإمارات ورئيسها وسفيرها لم يدينوا جريمة الصهاينة التي حدثت قبل هذه الواقعة في مخيم جنين واستشهاد تسعة مواطنين عرب بينهم سيدة تبلغ من العمر 63 عاما قتلت وهي في منزلها، هذه الجريمة لم تلفت نظر حاكم الإمارات وسفيره وموظفيه، لكن الغيرة تفجرت في أنفسهم حين أقدم الشاب الفلسطيني للثأر لأبناء وطنه وهو في ذروة الشعور بالقهر والظلم، وقد يكون شعوره بالقهر من بعض العرب أشد مرارة من قهره من الاحتلال..

ولم يستهدف هذا الشاب (كنيسا يهوديا، ولا مصلين)- كما جاء في إدانة حاكم أبوظبي- بل وقعت العملية في شارع يوجد فيه كنيس يهودي والحداثة وقعت على بعد قرابة 400 متر عن الكنيس ولم يستهدف الشاب العربي مصلين يهود بل مستوطنين متطرفين وجنوداً في جيش الاحتلال لكنه الكذب الذي دفع دولة للأسف تزعم أنها عربية وبينها وبين العروبة ملاىين السنوات الضوئية..!!

إذاً من هو أحق بالانتماء للعروبة، مادورو؟ أم بن زايد؟

إن من تجرأ دون خجل على إدانة العمليات البطولية الفلسطينية أيا كان وكانت مكانته وموقعه هو إنسان مجرد من كل القيم والأخلاقيات والمشاعر ولا ينتمي للإنسانية ولا يمكن أن يكون إنسانا سويا يحمل قيماً ومشاعر إنسانية..!!

إن من يدين الضحايا ويساند الجلادين هو شخص مرتهن وعبد لا يملك قراره ولا حريته، رغم أن قادة الإمارات وحين وقعوا اتفاقية العار والانبطاح والعبودية قالوا إن هذه الاتفاقية هي من أجل فلسطين.. اللعنة..؟!

إن أنظمة الذل والعار والانبطاح والتطبيع هي أخطر من الكيان الصهيوني على فلسطين وعلى وحدة وهوية الأمة ودينها وعقيدتها وقيمها وتراثها الحضاري والإنساني، نعم إن كياناً هزيل ككيان أولاد زايد هو أخطر بما يمارسه من دور عضوي قذر في خدمة الصهاينة والمستعمرين وأعداء الأمة، هؤلاء الذين بأفعالهم يؤكدون حقيقة خيانتهم وعمالتهم وارتهانهم للصهاينة غير مدركين انهم سيدفعون الثمن غاليا وفوق توقعاتهم ولن يكون هذا بعيدا بل أقرب مما يتخيلون..!

إن ثمة أنظمة عربية تتنافس في ما بينها على خدمة الصهاينة، كتنافس (بائعات الهوى على الزبائن في الملاهي الليلة)..!

لكن ومع كل هذا الانحطاط نعود ونقول سوف تنتصر فلسطين برجالها وأبطالها ومقاوميها وأحرار العالم الذين يقفون داعمين لهذا الشعب العربي الأصيل، وليذهب حكام العار وانظمتهم وكياناتهم التي لم ولن تكون أكثر من (مواخير) تمارس فيها أقدم مهنة عرفها التاريخ..؟!.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com