أفق نيوز
الخبر بلا حدود

دخان سعوان وهروب الأمريكان

357

أفق نيوز | احمد الزبيري

السفارة الأمريكية في صنعاء قبل  ثورة 21 سبتمبر2014م لم تكن فقط عبارة عن مباني دبلوماسية ولا حتى وكر استخباراتي بل كان مقر الحاكم بأمره  السفير الأمريكي الذي لم يترك شيء في هذا البلد الموجوع بخيانة الداخل وتآمر الخارج إلا وكانت أمريكا لها بصماتها الخبيثة وتوغلت عبر سفيرها وضباط استخباراتها في كل البنى الاجتماعية اليمنية حتى المناطق القبلية فتحت أمام سفراء أمريكا وأصبح التعليم والاقتصاد والشؤون الاجتماعية شأن أمريكي تعبث به كيفما تشاء وأنشأت عشرات بما يسمى منظمات المجتمع المدني وكانت تمول برامج لمراكز دراسات جميعها تصب باتجاه كيفية السيطرة على البلد وتقسيمه ونهب مقدراته وبالوسائل الناعمة .

وكان جزء ممن سيطرو على ثورة11 فبراير وانحرفوا بها من الأدوات والعملاء والخونة على ما قاموا به من أعمال تحت يافطة التغيير الثوري بينما هم في الحقيقة ليسوا تغييرين وليسوا ثوار بل وظيفتهم تنفيذ مخططات أحدى مخرجات ثورات أمريكا الملونة وهذا لا يعني نفي أسباب الثورة والتي كان ينبغي ليس فقط ضد النظام أو السلطة القائمة بل وضد هذا الوجود الاستعماري الأمريكي الإجرامي البغيض.

أمريكا بجهابذة استخباراتها لم تتوقع أن الشعب اليمني لن يقبل باستمرار الإستباحة لأرضة ودينه وأخلاقه وقيمه وهويته.. ولن يسمح باستمرار استباحته للأرض اليمنية بطائراته الحربية والمسيرة وقتل أطفال ونساء اليمن الأبرياء في شماله وجنوبه  تحت مبرر مكافحة الإرهاب وتارة مكافحة القرصنة في البحرين الأحمر والعربي والغاية السيطرة على موقع اليمن الحيوي الإستراتيجي للمصالح العالمية ومناطق الثروات  .

لقد كانت التركيبة السياسية التي جاءت بعد ثورة 2011 صناعة أمريكية بريطانية صهيونية بإمتياز وهذا واضح اليوم وكانت المبادرة الخليجية تصب في إطار تحقيق مخططات مثلث الشر هذا وأصبحت كل المؤشرات أن اليمن ذاهب لصراعات وحروب وتقسيم وتناحر بين تلك الكيانات المناطقية القزمية فجاءات الرياح الثورية بما لا تشتهي سفن أمريكا وتفاجؤوا موظفي السفارة وعلى رأسهم الاستخبارات الأمريكية ( CIA ) وموظفي الداخل بدرجة مخبرين وأدوات في هذا النظام من قمة الرأس إلى أخمص القدم  وكان القرار الأمريكي هو الهروب المفاجئ بعد أن تخلصوا من كل الوثائق والأعمال الشيطانية التي كانوا يقومون بها للنيل من هذا الشعب ومن وحدته وتطلعاته للسيادة والحرية والاستقلال ..ولا نحتاج للتذكير باعمدة الدخان المتصاعدة من السفارة الأمريكية في سعوان  .

أنها ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر التي كانت ثورة يمنية وطنية تحررية معها ما كان لأمريكا ولا لسفارات الغرب الاستعماري ولا أدواتهم في صنعاء أن يستمروا في ما اعتادوا عليه من أمر ونهي وقد رأينا في أحدى المقابلات كيف أن السفير الأمريكي يتبجح بالدور الذي كان يلعبه في اليمن والأكثر وقاحة هو السفير السعودي وهذا يعرفه الجميع ولا يحتاج إلى شرح .

خروج السفارة الأمريكية من صنعاء هو ليس إلا بداية سيادة الشعب اليمني على وطنه وبداية استقلاله الحقيقي وسيناريو الحرب العدوانية  المستمرة للعام التاسع على اليمن لم تكن وليدة لحظتها فأمريكا ومن خلفها بريطانيا يقومون بإعداد عدة سيناريوهات لتحقيق جرائمهم ضد الشعوب وحسب تعبيراتهم لديهم الخطة ( أ ).. والخطة (ب) والخطة ..(ج) .. ألخ .

بعد الحرب العدوانية الاجرامية القذرة والشاملة على الشعب اليمني لم يعد مقبولا ان تستمر الهيمنة والوصاية على هذا الشعب الذي قام بواحدة من اعظم الثورات التحررية الإنسانية ان تعود الا ما كانت عليه وثورة 21 من سبتمبر يبقى انتصارها ناقصا بدون التحرر الكامل من كل اشكال التدخل في شؤون اليمن الداخلية واي علاقة يبنيها اليمن مع أي دولة لن تكون قائمة الا على الاحترام المتبادل وعدم التدخل والندية وهذا اليوم لم يعد مطلب يمني كما كان بل اصبح مطلب عالمي وانهاء هذا العدوان برفع الحصار وانسحاب القوات الأجنبية وتعويض الشعب اليمني مع ان أي تعويضات لا تساوي قطرة دم واحدة لطفل يمني ..أمريكا لن تعود كما كانت في اليمن حاكمة بأمره وعلاقة اليمن سوف تتغير مع أدوات أمريكا الإقليميين وعلى راسهم النظام السعودي وهذه اقصر الطرق الى سلام حقيقي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com