أفق نيوز
الخبر بلا حدود

جرحى العدوان في انتظار رفع الحظر الجوي

284
  •  المنح العلاجية توقفت بسبب العدوان ولا يوجد لدى الوزارة امكانيات

  •  174 حالة حرجة في طابور انتظار السفر و274 تمكنت في وقت سابق من السفر إلى الخارج

  •   أغلب الحالات تحتاج إلى جراحات مفاصل صناعية وهذا غير متوفر حالياً داخل اليمن

تحقيق – أمل الجندي

يطبق حصار العدوان كماشته الغبية على جرحى العدوان والحرب بعد أن حولهم إلى سجناء داخل أوجاعهم وأنين التمني بالخروج من البلد إلى قطر عربي لتلقي العلاج خاصة أولئك الذين تقطعت بهم سبل علاجهم في الداخل بسبب تدهور أداء القطاع الصحي ..
174 حالة بحاجة إلى تركيب مفاصل صناعية تعيدهم إلى قطار الحياة ولو بإعاقات جزئية وغيرهم ينتظرون طابوراً طويلاً لا يتحرك في الوقت الحالي بسبب تعقيد إجراءات السفر التي يخيطها تحالف العدوان ويضع أمامها عقبات يصعب تجاوزها في ظل غياب منح علاجية لهؤلاء الجرحى..وهو ما يضاعف آلامهم وجراحاتهم الغائرة ..

محمد الأسطى البالغ من العمر 38 عاماً فقد عينه اليمنى بشكل كامل بسبب الشظايا التي تطايرت على منزله أثناء قصف صاروخي على الحي الذي يقطنه..
فيما تعاني عينه اليسرى من نزيف حاد بالشبكية وهذا ما يجعله مهدداً بفقدان بصره بالكامل إذا لم يتم معالجته بشكل سريع.
يقول بأسى بالغ : قرر لي الأطباء السفر إلى الخارج لتلقي العلاج ولكني لم استطع الحصول على منحة علاج لتوقف المنح العلاجية عن اليمن بسبب الحرب.
واضطر محمد إلى رهن بيته من أجل الحصول على المال الذي يحتاجه لعلاجه في الخارج.
ويقاطع شقيقه: نعمل كل ما بوسعنا لإنقاذه، رغم أن آمال بقاء العين اليسرى دون مضاعفات قد تفقده البصر تماماً في رحمة الله حسب قول الأطباء.

آلام مكبوتة
ادريس أحمد 22 عاماً أصيب في جبهة صعدة منذ ثلاثة أشهر أثناء دفاعه عن وطنه وقررله الأطباء عملية جراحية لتركيب جهاز في رجليه ولم يتم إخراجه حتى الآن كونه يعاني من تفتت في العظام.
إدريس كان من ضمن الذين أدرج أسمائهم في تقرير الحالات التي تحتاج للسفر إلى الخارج بعد أن تم الرفع إلى الجهات المعنية بحالته..لكنه يؤكد أنه إلى الآن لم يتم البت في أمره.
فاروق سريع هو الآخر يخوض حرباً مع آلامه بشكل صامت وهو يرقد حالياً في مستشفى الثورة بصنعاء بعد أن خضع لثلاث عمليات جراحية..
ويلح الأطباء على حاجته للسفر إلى الخارج لعمل مفصل صناعي.
محمود الرصاص تشعر وهو يتحدث إليك وكأن حبال صوته قد أصابها اليأس..الرصاص يرقد في مستشفى الكويت بعد أن انقطعت شرايين رجله اليسرى بسبب شظايا القصف الصاروخي ليقرر الأطباء بتر رجله من أسفل الركبة وهو الآن بحاجة إلى رجل صناعية أيضاً ولكن من الصعب أن يتوفر علاجه في ظل الإمكانات الحالية داخل اليمن.

مشكلات إضافية
تعالوا إلى الواقع الأكثر مرارة.. يؤكد الدكتور عارف الداعري نائب المدير العام للشؤون الفنية والأكاديمية بمستشفى الكويت على أن هناك حالات كثيرة تحتاج للسفر إلى الخارج بالرغم من عمل المستشفى كل ما باستطاعتهم للمريض..
لكن حسب الداعري إذ تبين أن هناك حالات مستعصية يتم نقلها إلى مستشفى الثورة بالتنسيق مع وزارة الصحة.
وبالنسبة لأقسام الطوارئ يقول : تكفلت منظمة أطباء بلا حدود بتغطيتها، حيث إن هناك أكثر من 1000 جريح استقبلتهم مستشفى الكويت منذ بدء العدوان.
ويشير الدكتور الداعري في السياق إلى المشكلات القائمة التي تضاعف من معاناة هؤلاء الجرحى بالقول: هناك 49 ممرضاً أجنبياً كانوا يعملون في المستشفى وبسبب الحرب سافروا وكل الممرضين الذين يعملون حاليا عبارة عن متطوعين بعد أن رفضت وزارة الصحة تبنيهم كما رفضت وزارة المالية تسليمنا رواتب الأجانب الذين غادروا لتقديمها للممرضين المتطوعين مما تسبب بعجز في المستشفى.

شحة الإمكانيات
وحول أوضاع الجرحى في المستشفيات كانت وزارة الصحة قد أكدت لمعدة التحقيق عدم قدرتها على توفير متطلبات من يحتاج من الجرحى للسفر إلى الخارج وعزت ذلك إلى شحة الإمكانيات وتوقف المنح العلاجية.
فيما أشار الدكتور أحمد الحيفي نائب رئيس هيئة المستشفى الجمهوري للشؤون الفنية إلى عدم وجود حالات في الوقت الحالي متضررة من جراء القصف في المستشفى وتحتاج إلى السفر.
لافتاً إلى أنه تم سابقاً سفر مصابين كانوا بحاجة للسفر إلى الخارج على حساب وزارة الصحة توجهوا إلى الأردن وإيران..

توقف المنح
وللمزيد من التوضيح حول القضية يقول الدكتور نشوان العطاب- وكيل وزارة الصحة للطب العلاجي : كانت هناك منح علاجية إلى تركيا ومصر والأردن والسعودية قبل الحرب لكنها توقفت فور بدء العدوان على اليمن من كل هذه الدول التي حاولت للأسف تعقيد إجراءاتها وعرقلتها إلى أن تم إلغاء جميع المنح العلاجية.
لكنه لايخفي جهود حثيثة قامت بها الوزارة لإرسال حالات متضررة من جراء العدوان إلى الأردن لكن على حساب المريض نفسه كون المنح تم إلغاؤها تماماً إضافة إلى صعوبة الحصول على حجز طيران في وقت قريب.

تحديد الأولوية
الدكتور العطاب أكد أيضاً بأنه لا يوجد لديهم حالياً منح للجرحى والمصابين فقط ينتظرون الطائرة العمانية التي ما إن تصل إلى اليمن بين الوقت والآخر حتى يتم تشكيل لجنة لزيارة المستشفيات للاطلاع على المصابين وتحديد الحالات التي تحتاج للسفر إلى الخارج وإرسالهم عبرها.
ويتابع: تم التواصل مع عدة منظمات وعمل نداءات استغاثة ووقفات احتجاجية أمام الأمم المتحدة لكن لا يوجد أي تجاوب من المنظمات، حتى منظمة الصحة العالمية أبدت عدم استعدادها لسفر المرضى كونه ليس من ضمن برامجها، مكتفية بما تقدمه من مساعدات للمرضى داخل اليمن.
ومضى الدكتور العطاب يقول: سعينا للحصول على دعم من وزارة المالية للجرحى والمستشفيات والكوادر الطبية كون أغلب الكوادر في المستشفيات حالياً تقوم بعملها تطوعاً إلا أنه تم عرقلة الدعم في البنك المركزي ونأمل إخراج هذا الدعم للبدء بعمل مستشفى ريفي في كل مديرية للتخفيف من العبء على مستشفيات العاصمة.

حالات حرجة
الدكتور تميم الشامي الناطق باسم وزارة الصحة والمسؤول عن تنسيق العلاقات الدولية بالوزارة كشف أن عدد الجرحى الذين تم سفرهم لتلقي العلاج في الخارج 274 حالة بينما الحالات المنتظر إرسالها للعلاج في الخارج وبصورة مستعجلة تصل إلى 174 حالة في الوقت الراهن وهي حالات صعبة للغاية في وقت تتزايد فيه عدد الحالات.

آليات السفر
وعن الآلية المتبعة لتحديد الحالات التي تتطلب السفر إلى الخارج يقول الدكتور تميم الشامي: يتم ذلك عبر لجنة مكونة من كل التخصصات المختلفة من الاستشاريين تقوم بعمل تقييم لمن هم بحاجة إلى سفر نتيجة لعدم وجود الإمكانيات الطبية في اليمن.
مبيناً أن معظم الحالات بحاجة إلى مفاصل مرفق وكتف، والبعض إلى إعادة تأهيل عبر العلاج الطبيعي بعد جراحات صعبة أجريت لهم وذلك لقلة المراكز الطبيعية لدينا وإمكانياتها المحدودة جدا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com