السيد نصر الله: علينا جميعاً إسقاط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول شعوب المنطقة
أفق نيوز../
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إنه يجب على الجميع التعاون وتحمل المسئولية لإسقاط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول الشعب اللبناني وشعوب المنطقة للسيطرة على هذه البلدان.
وأضاف السيد نصر الله في كلمة متلفزة له يوم الخميس، بمناسبة احتفال ذكرى الشهداء القادة: إنه من دماء الشهداء القادة وكل الشهداء تحققت انجازات كبرى، مسؤولية الجميع أن نحافظ عليها وهي المعركة التي تخاض الآن. وتابع قائلا: من دماء كل الشهداء في لبنان تحققت إنجازات كبرى منها تحرير لبنان على مراحل وتحرير الأسرى واستعادة الدولة والسلم الأهلي في لبنان وتحرير المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية وقطاع النفط والغاز.
وأوضح أن من أهم عناوين المعركة التي تخاض الآن وخصوصا بعد تشرين 2019 هو الحفاظ على الإنجازات والانتصارات الكبرى التي تحققت على مدى 40 عاما.
وأكد السيد نصر الله أن لبنان دخل منذ العام 2019 في استهداف جديد من أجل إعادته الى السيطرة الأمريكية، ورأى ان المطلوب أمريكياً أن يفقد الشعب ثقته بكل قادته والمؤسسات السياسية كما فعلوا في الكثير من الثورات البرتقالية بمجرد أن يفقدوا الثقة بقادتهم.
وأشار السيد نصر الله إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما ألقى محاضرة في احدى الجامعات الأمريكية في 21/4/2022 يشرح فيها كيف يتم السيطرة على الدول، حيث قال أوباما: “نحتاج فقط الى إفساد الرأى العام لبلد ما بالرسائل العشوائية وطرح أسئلة كافية وزرع ونشر ما يكفي من الشائعات وفكرة المؤامرات”.
وقال السيد نصرالله: نحن أمام هذا التحدي والذي تأتي فيه أدوات سياسية وإعلامية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء.
ولفت إلى أن الفساد والخلل والأخطاء في الإدارة والتقصير في تحمل المسؤوليات يتم استغلالها من قبل الإدارة الأمريكية.. مشددا بالقول: علينا أن نتحمل المسؤولية ونتعاون ونسقط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة للسيطرة على هذه البلدان.
وأضاف: نستحضر الشهداء القادة في كل عام وفاء لهم ولجهادهم وتضحياتهم لهؤلاء الرجال العظام وتلك السيد الجليلة أم ياسر ونحيي ذكراهم تعريفا وتذكيرا بهم من جديد لأن الكثير من الأجيال الحاضرة قد لا يعرفون من 40 أو 30 سنة ماذا حصل لديهم.
وتابع قائلا: نحن نواجه ظروفا صعبة وتحديات كبرى فنعود إليهم وهم الذين تحركوا في ظروف صعبة حيث وقف قادتنا الشهداء وقالوا كلمتهم بجرأة وصراحة ولم ييأسوا وكانت خياراتهم توصف بالجنون ولكن لم يملوا ولم يضعفوا، قادتنا الشهداء تمسكوا بخيار المقاومة رغم كل الصعوبات والخذلان والطعن في الظهر.
وحول الاوضاع المالية والاقتصادية في لبنان قال السيد نصر الله: إن الوضع الاقتصادي يشغل بال اللبنانيين جميعا وعلينا التفتيش عن حلول.. مشيرا إلى أن ما يحصل في لبنان سببه الرئيسي هو الضغوط الأمريكية وسياسة سحب الأموال والودائع بطريقة مدبرة.
وأضاف: إن علينا إحياء القطاع الصناعي والزراعي والتوجه بشكل جدي في قطاعي النفط والغاز.. مشددا بالقول: إننا لن نسمح ابدا بحصول تسويف بشأن استخراج النفط من مياهنا.
وحذر السيد نصر الله من أنه إذا كان الأمريكيون أو البعض في الداخل يخططون للفوضى وانهيار البلد اقول لهم انتم ستخسرون كل شيء في لبنان.. قائلا: من يراهن على أن المعاناة أو الألم يمكن أن يدفع هذه البيئة إلى التخلي عن خيارها والوصية الأساس وانجازات الحاج عماد مغنية أي التخلي عن مقوم أمنها وبقائها ووجودها وسيادتها وصون عرضها وخيرات بلادها هو واهم.
وتابع السيد نصرالله قائلا: إذا دفعتم إلى الفوضى في لبنان فستخسرون وستمتد أيدينا إلى ربيبتكم “إسرائيل”، من يريد أن يدفع لبنان إلى الفوضى أو الانهيار عليه أن يتوقع منا ما لم يخطر له في بال أو وهم وإن غدا لناظره قريب.
وحول الزلزال الذي وقع منذ أيام قال السيد نصر الله: إن أهم حدث في منطقتنا خلال الأسبوعين الأخيرين هو الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا، وجدد التعازي للقيادتين وللشعبين السوري والتركي ولعائلات الضحايا المفجوعة.. معتبرا أننا أمام مأساة عظيمة وما حصل هو اختبار لانسانية كل شخص وجهة ودولة وجمعية.
وأكد أنه أمام هذه المشاهد المؤلمة الناس الطبيعيون يتصرفون بانسانية ويضعون الصراعات السياسية جانبا وتصبح الأولوية هي المسارعة الى إنقاذ من هم تحت الأنقاض ولاحتضان الناجين واستخراج جثامين الضحايا من تحت الانقاض واعادتهم الى عائلاتهم.
واعتبر أنه في هذا الامتحان سقطت مجددا الإدارة الأمريكية وكشفت عن وجهها وحقيقتها المتوحشة.. مضيفا إننا كنا نتطلع أن يتعاطى العالم بمساواة وعدالة مع سوريا كما فعل مع تركيا.
وتابع: إننا شهدنا بوضوح كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من الدول والإعلام في العالم تجاه الضحايا على الأراضي التركية وتجاه الضحايا على الاراضي السورية وهذا سقوط انساني مروع.
وقال السيد نصر الله إن الإدارة الأمريكية تركت الناس يموتون في الأيام الأولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا وانتظرت تسعة أيام حتى أقدمت على القيام بإستثناء محدود لسوريا فيما خص قانون قيصر.