مسيرات الوفاء للشهيد الصماد.. رسائل التحذير للمحتلين وتفويضٌ شعبيٌّ للقيادة بالخيارات اللازمة
أفق نيوز – تقرير – وديع العبسي
يعتبر خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يوم الخميس، فيما يتعلق بالتواجد الأجنبي في حضرموت والمكلا وغيرهما والذي جاء فيه أن التواجد الأمريكي والبريطاني هو عدوان سيتم التعامل معه على هذا الأساس، بمثابة معادلة جديدة وتهديد واضح للمحتلين.
وخاطب قائد الثورة الأمريكيين والبريطانيين والسعوديين قائلاً: أنتم محتلون، ارحلوا من المكلا ارحلوا من الريان ارحلوا من الجزر، احتلالكم عدوان لن نقبل به، وسنتعامل معه بناء على ذلك.
ويعتبر كلام السيد عن التواجد الأجنبي من اهم ما جاء في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد الصماد، ويعتبر معادلة عسكرية جديدة.
معادلة قائد الثورة عززتها المسيرات الجماهيرية التي خرجت وفاء للشهيد الصماد، حيث وجهت المسيرات المليونية أمس الجمعة تحذيرات واضحة إلى المحتلين، وفوضت القيادة في اتخاذ الخيارات المناسبة.
حديث السيد القائد في خطابه يوم الخميس بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد الصماد عن التواجد الأجنبي في المهرة والمكلا وحضرموت والجزر والمياه، حسم كل لبس في هذه المسألة، وأسقط رهانات أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات في بقائها محتلة لأجزاء من اليمن والجزر والمياه البحرية.
موقف قائد الثورة أكده الشعب اليمني في المسيرات المليونية الحاشدة التي دعا لها السيد القائد وخرجت يوم أمس بشكل مليوني، كرس معادلة عسكرية جديدة بالتحذير المباشر بأن القواعد والتواجد الأجنبي في اليمن عدوان واحتلال، وسيتم التعامل معه بناء على ذلك…وهو ما ينبغي على العدو التعامل معه على نحو جدّي، فاليمن لن يقبل بأي شكل للتواجد الأجنبي على أي من أراض الجمهورية اليمنية، وهي مسألة جوهرية قامت ثورة الـ 21 من سبتمبر على أساس العمل بها وفرضها عمليا وإعادة كل اليمن وثرواته إلى أهلها.
أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي يتصدرون اليوم أشكال الاحتلال للجزر وللمواقع اليمنية وهما في ذات الوقت غطاء لحقيقة التواجد الإسرائيلي وان كان الكيان يتواجد أحيانا بصورة مكشوفة كما هو الحال في أرخبيل سقطرى وجزيرة ميون.
الأمريكي كما أوضح السيد القائد يتواجد خلف أدواته وله قواعد عسكرية في حضرموت، سواءً في مطار الريان، أو في المكلا، أو في المهرة، ونفس الأمر بالنسبة للبريطاني، وهذا -يقول السيد- بالنسبة لنا يعتبر احتلالاً وعدواناً على بلدنا وعلى شعبنا، ومشاركة مباشرة في العدوان وفي الاحتلال لبلدنا، وأمرا غير مقبول، ولنا الحق في التعامل معه بناءً على ذلك؛ باعتباره عدواناً، وباعتباره احتلالاً لبلدنا، سواءً كان في جزيرة من الجزر، أو في أي مكان، في أي محافظة، في أي مطار، في أي منشأة في بلدنا، نحن لا نسمح بذلك، ولا نقبل بذلك.
كلام السيد يحمل الوضوح الكافي لأن تتعامل معه أمريكا كرسالة حاسمة ترسم ملامح وشكل التعامل مع كل ما له علاقة بالوطن خلال المرحلة القادمة، خاصة وان مشاورات مسقط لا تزال تراوح في نفس خانة التعنت الذي تقف خلفه أمريكا.
يقول السيد القائد: «على الأمريكي أن يدرك أنه بالنسبة لنا في موقع المعتدي المحتل، وأنَّ عليه أن يرفع جنوده، وأن يبعدهم من أي قاعدة في بلدنا، هذا غير مقبول أبداً، عليه أن يرحل، ارحل، ارحل من بلدنا، من أرضنا، أنت محتل، وأنت معتدٍ، ارحل من الريان، ارحل من المكلا، ارحلوا من كل محافظات بلدنا، ارحل يا سعودي، ارحل يا إماراتي، ارحل يا بريطاني، ارحلوا أنتم كلكم محتلون في أي محافظة، في أي منشأة، في أي قاعدة، في أي جزيرة، في أي مكانٍ من مياهنا الإقليمية في البحر.»، تكشف هذه الكلمات عن أن أمريكا عبر قواتها أو أي أشكال التواجد في اليمن كافة، عن التعامل مع هذا التواجد سيكون باعتباره احتلالا وهنا ستكون معرضة للاستهداف المباشر من قبل القوات المسلحة اليمنية، في سياق الدفاع عن الأرض ودحر الغزاة والمحتلين.
الحالات الثلاث
في كلمته جعل السيد القائد مسألة انسحاب القوات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية من كل اليمن، واحدة من اهم ثلاث نقاط يلعب فيها الأمريكي لعبته، إذ يعمد إلى المراوغة بما عُرف عن الأمريكان في السياسة بما يعمل على بقائها في اليمن حتى عقب توقف الحرب وهي مسألة لا يمكن النقاش بشأنها أو التساهل معها.
وتأكيد السيد القائد يأتي في هذا السياق فلا يمكن القبول مهما كلف الأمر باستمرار الاحتلال للبلاد سواء من قبل أمريكا أو القوات الأجنبية وعليهم جميعا الاقتناع بأن هذه مسألة جوهرية بالنسبة لليمنيين.
يؤكد السيد بأن «وجود أيٍّ من هذه الحالات: الحرب العسكرية، أو الحصار الاقتصادي، أو الاحتلال بتواجد قوات أجنبية غازية محتلة في بلدنا في أي محافظة من المحافظات أو الجزر، لا يمكن أن نقبل أبداً أن يأتي في ظل ذلك وفي إطار ذلك حلول للمشاكل السياسية في البلد؛ لأن المسألة في ظل وضعٍ كهذا هي مسألة ابتزاز، مسألة استغلال، مسألة تعزيز لسيطرة المحتل الأجنبي، وتدخل مباشر منه في شؤون بلدنا، وفي وضعه الداخلي، هذا ما ليس له حقٌ فيه، فليعرف الأمريكي وأدواته ذلك، ولتكن الصورة واضحة لشعبنا العزيز فيما يتعلق بهذه المسألة المهمة.»
مطالب مشروعة
ينطلق السيد القائد في التأكيد الحاسم على هذه المسألة من اعتبار أن مثل هذه المطالب، مطالب مشروعة، غير مقبول الجدال فيها كما هو غير مقبول التنازل عنها، فضلا عن كونها طبيعية تطالب بخروج المحتل وقواعده العسكرية من أي مكان في البلاد ولا شيء يبرر هذا التواجد.
على هذا السياق وتفاعلا مع كلمة السيد القائد أكد بيان صادر عن المسيرة الجماهيرية التي انطلقت عصر أمس من باب اليمن، بأن الشعب اليمني سيظل يواجه العدوان بكل الوسائل المشروعة، وبالتفافه حول قيادته الثورية، وسيظل يناضل بكل قوة حتى إخراج القوات الأجنبية المحتلة من اليمن.
وجدد رفض الشعب اليمني لكافة أشكال التواجد العسكري الأجنبي على أراضيه، بما فيه الأمريكي والبريطاني والسعودي والإماراتي.. مؤكدا أن للشعب اليمني الحق في التعامل مع التواجد العسكري الأجنبي باعتباره عدوانا واحتلالا، واتخاذ كل الخيارات لنيل الحرية الكاملة والاستقلال التام.
وأعلن البيان أن شعب اليمن وقيادته لن يسمح بأي تواجد أجنبي في أي مكان ضمن حدود اليمن وسيادته.. مطالبا المحتلين بمغادرة الأراضي اليمنية ومياهه الإقليمية فوراً.
واكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط – رئيس المجلس السياسي الأعلى أن على الأمريكي أن يأخذ تحذيرات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي على محمل الجد.. محذرا من أن عواقب تجاهل تحذيرات قائد الثورة ستكون وخيمة.
فيما أكد نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان بأن على المجتمع الدولي والإقليم أن يعي رسائل السيد عبدالملك التي أطلقها يوم أمس وأن يواكب ما تتطلبه المرحلة لاستنقاذ عجلة السلام قبل أن يفقدها.
وقال الفريق الرويشان: السيد القائد أقام الحجة، وإن صدقوا فنحن صادقون في البحث عن السلام، وإن لم يصدقوا فشعبنا وقواتنا المسلحة ماضية في ضرب العدوان.
وشدد على أن السيد القائد حذر بشكل واضح والجميع يدرك بما يكون بعد أن يصدر مثل هذا التحذير.
بينما أكد مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح في كلمته أمام الحشد الجماهيري الكبير بساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء أمس بأنه لا مقام لمحتل في أرضنا بإذن الله، وستنطلق المقاومة الشعبية في كل مكان يتواجد فيه المحتل
وقال العلامة مفتاح: جئنا لنقول ارحل أيها المحتل، واليوم يطلق السيد القائد صرخة تحرير الأرض بعد تحرير النفوس.
في إطار خطة عدائية
وتعمل الفعاليات الوطنية العسكرية والسياسية على أساس من كون مسألة التواجد الأجنبي في الأراضي اليمنية ومياهها، مرفوض وغير مقبول وسيتم العمل على دحره باي وسيلة كانت، وفي تصريح لوزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، عن امتلاك الجمهورية اليمنية أكد على تجاوز مرحلة عدائية خطيرة وان الميدان أصبح يتحدث أنه لا مفر للعدوان إلا القبول بالهزيمة والرحيل من اليمن برا وبحرا وجوا وفقا لموجبات الإذعان للإرادة اليمنية التي أكدت أن لا مكان للتواجد الأجنبي على تراب الوطن ومياهه الإقليمية».
وفي أكتوبر الماضي أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، أن قوى العدوان عمدت خلال فترات الهدنة السابقة إلى إعادة ترتيب أوضاع أدواتها الداخلية سياسياً وعسكرياً ووسعت من انتشار القواعد العسكرية الأجنبية في البوابة الشرقية والمناطق الحيوية الاقتصادية، حيث تتواجد منابع النفط والغاز والموانئ البحرية والجوية في المحافظات اليمنية المحتلة لنهب واستنزاف ثروات الشعب اليمني.
وأشار وزير الدفاع إلى أن هذا الانتشار يأتي في إطار خطة عدائية تتضمن إبقاء الجمهورية اليمنية في حالة اللا سلم واللا حرب واستمرار الحصار الخانق وبما يحقق نوايا قوى العدوان ويزيد من معاناة الشعب اليمني المعيشية.
ورغم المحاولات الأمريكية في إنكار أو التهوين من تواجدها في اليمن والقول بأنه يأتي في سياق مكافحة الإرهاب، فأنها بذلك تدين نفسها بالكذب والادعاء، بشواهد، أولها توالي وصول القوات الأمريكية تباعاً إلى حضرموت والمهرة الغنيتان بالنفط.
وثانيها تعاملها مع اليمن وكأنها تابعة لها وليست دولة مستقلة وذات سيادة، تدخل وتخرج دون أي استئذان، فضلا عن أن طبيعة تحركاتها لا تشير إلى حقيقة ملاحقة إرهابيين مزعومين.
اعتراف أمريكي
الأطماع الأمريكية في اليمن ومنها بدرجة كبيرة محافظة حضرموت مسألة ليست بجديدة بل ظهرت منذ أواخر خمسينيات القرن الماضي، حين أرسلت شركاتها للتنقيب عن النفط بالتعاون مع المستعمر البريطاني في المحافظات الجنوبية، وفي مقدمة تلك الشركات شركة “بان أمريكان” والتي أعلنت في العام 1961م وجود كميات كبيرة من النفط في صحراء ثمود.
ولذلك كانت هذا الأطماع الأمريكية، سببا لأن تكون محافظة حضرموت في واجهة اهتمام الإدارة الأمريكية المتعاقبة، وقد تجدد إحياء هذه المطامع بصورة متزامنة مع التحرك العملي منذ العام 2011 وهو ما ظهر واضحا خلال الزيارات السفير الأمريكي المتكررة لحضرموت وتدخلاته في شؤونها.
ولذلك، تحولت المكلا خلال الأعوام الأولى من العدوان إلى محطة رئيسية للأمريكيين، ووجهة لتحركات مكثفة ومتلاحقة للأمريكيين، كما قام مسؤولون أمريكيون بزيارات سرية، مثل وصول السفير الأمريكي السابق ماثيو تولر إليها أواخر عام 2017م، عقب وصول أولي لقوات أمريكية إلى مطار الريان الذي تستخدمه كقاعدة عسكرية إماراتية – أمريكية مشتركة أنشأتها أواخر العام 2016م.
وتتواجد قوات أمريكية بمطار الريان في المكلا منذ العام 2017م وذلك بعد أن قامت الإمارات بطلب أمريكي بتحويله إلى ثكنة عسكرية وأوقفت الرحلات المدنية من المطار وإليه، وقامت بتسريح الموظفين والعاملين في المطار، وصار المطار يستقبل وبشكل مباشر دون علم حكومة التحالف في المحافظات المحتلة، ويُذكر انه في شهر يوليو 2021م، وصل 100 جندي أمريكي إلى المطار، وتمركزوا بداخله إلى جانب زملاؤهم من القوات الأمريكية.
كما قامت القوات الأمريكية في أواخر 2021م بإنشاء مدرج عسكري في المطار بطول يقدر بـ ٣٥٠م، لاستقبال طائرات نوع C-130 والمعروفة بحمولتها الكبيرة والمخصصة للنقل العسكري.
كما تتواجد عناصر من البحرية الأمريكية في معسكرات تتبع تحالف العدوان في مديريتي «رماه» و«ثمود»، فعندما انسحبت القوات الإماراتية في أكتوبر من العام 2019م، قامت هذه العناصر من البحرية الأمريكية باستلام هذه المعسكرات والإقامة فيها.
اجتياح غيل باوزير
صباح الثلاثاء 13 أكتوبر 2021م، قامت وحدة من البحرية الأمريكية المتمركزة في مطار الريان باجتياح واسع لمدينة غيل باوزير بحضرموت، ونصبت نقاط تفتيش وحواجز، وقامت بإنزال كلاب بوليسية ومدرعات وسيارات إسعاف وتمشيط شوارع المدينة، هذا الانتشار أظهر الحجم الكبير للتواجد العسكري الأمريكي في مديريات الساحل، وقد سبق ذلك تحرك مماثل حيث انتشر الجنود الأمريكيون في أواخر سبتمبر 2021م، وبشكل مفاجئ بمدينة غيل باوزير، وتمركزوا في شوارع المدينة بالمدرعات لمدة ست ساعات، ثم غادروا على متن المدرعات نحو مطار الريان.
وفي تصريح سابق من العام الماضي، أكدت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل هاينز بما يُعد اعترافا برغبة بلادها على التواجد الدائم في اليمن، وكان مما أوضحته، أن أمريكا تخشى على قواعدها العسكرية ومصالحها الاقتصادية والأمنية في خليج عدن ومضيق باب المندب، في اعتراف واضح بالوجود العسكري الأمريكي في هذه المنطقة المهمة.
وأضافت أن السبب الآخر متعلق بالثروة اليمنية حيث قالت المسؤولة إنه يعود لـ”وجود احتياطات ضخمة من النفط والغاز رغم أنها لا تزال غير مُستغلة”.
في مارس من العام 2021م، كشفت دائرة التوجيه المعنوي عن تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن النشاط الأمريكي في اليمن أواخر تسعينيات القرن الماضي، وجاء في ابرز ما كشف عنه هذا التقرير هو: التواجد العسكري الأمريكي في اليمن وتحديداً في عدن وكيف أنه توسع لدرجة تأسيس قاعدة عسكرية بحرية للقوات الأمريكية وكان ذلك بموجب اتفاق مع السلطات اليمنية في تلك الفترة، كما أن التواجد العسكري الأمريكي لم يتوقف عند تأسيس قاعدة عسكرية وحضور جنود وضباط من القوات الأمريكية وطائرات وسفن ومعدات عسكرية وغيره بل وحتى دفن النفايات الذرية والكيماوية على الأرض اليمنية، كما كشف التقرير أن التواجد العسكري الأمريكي في بلادنا كان أيضا يمثل غطاء لممارسة أعمال التنصير والتبشير وقد تم تخصيص جنود أمريكيين لتولي ذلك وتحديداً في صنعاء وعدن وإب.
وفي الجانب العسكري يذكر التقرير، انه تم اختيار موقع القاعدة البحرية الأمريكية في مرفأ بحري ساحلي يطل مباشرة على خليج عدن وبحر العرب المفتوح على المحيط الهندي وهي لا تبعد كثيراً عن مرفأ رأس عباس الذي كان يشغل في وقت سابق قاعدة بحرية للقوات البريطانية ثم أعقبتها قوات تابعة لحلف وارسو حتى 1989م.
ويقول التقرير في سرد المعلومات بشأن القاعدة البحرية: يوجد مساحة مناسبة لتواجد بعض أنواع الطائرات الاستطلاعية والمقاتلة والقاذفة ونظراً لوجود مرفأ بحري مناسب لرسو الكثير من القطع البحرية العسكرية كما أن التعديلات
والإضافات في البنية التحتية ستساعد على استقبال بعض حاملات الطائرات وبعض الغواصات.
أما الخدمات اللوجيستية في القاعدة فيتحدث التقرير هنا بالإشارة إلى نص الاتفاقية بين الولايات المتحدة وحكومة الجمهورية اليمنية وقد وقعها من الجانب الأمريكي الجنرال أنتوني زيني قائد القوات المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط في شهر مايو 1998م على أن تقوم القاعدة الأمريكية البحرية في البريقة بتقديم الخدمات التالية منها تجهيز ميناء عسكري لتزويد القطع البحرية الأمريكية بالوقود والخدمات الأخرى.
وتجهيز مرسى للغواصات البحرية بما فيها الغواصات العاملة بالوقود الذري وتجهيز مرسا للقطع البحرية الأمريكية التي تخدم حاملة الطائرات الأمريكية العاملة في الخليج الفارسي والمحيط الهندي إضافة إلى مخازن للوقود والذخيرة ومخازن للنفايات الذرية والكيماوية ومخازن للأسلحة الذرية والكيماوية.
ويتحدث التقرير عن بعض مهام القاعدة وأهميتها بالنسبة للولايات المتحدة وانتشار قواتها في المنطقة بالقول: قاعدة إمداد عسكرية لقواتنا المتواجدة في الخليج الفارسي وبحر العرب والقرن الأفريقي والبحر الأحمر، وقاعدة جوية لتواجد بعض أنواع الطائرات الأمريكية الاستطلاعية والمقاتلات والقاذفات، وذلك حسب ما ورد في التقرير.
التواجد الصهيوني
ووفق المعطيات وما ينسرب من الوثائق السرية خلال العامين الماضيين، تبيّن أن الكيان الإسرائيلي كان له مخططه الذي عمل على تنفيذه بواسطة الإمارات وبرعاية أمريكية حسب المصادر التي ذكرت أن الإمارات لعبت دور الشرطي الإسرائيلي برعاية وتشجيع أمريكي، وقامت بتمكين كيان العدو الإسرائيلي من السواحل وباب المندب، وتهيئة المزيد من الجغرافيا في الجنوب وتأمينها لاستقبال قوات وأسلحة إضافية إسرائيلية؛ وذلك للوصول إلى تحقيق غايات المخطط المفترضة والتي يمثل جوهر الطموح الإسرائيلي وجوهر أهدافه الاستراتيجية التي تلخصها المصادر في:
– رغبة الكيان في إحكام السيطرة على باب المندب والسواحل والجزر بشكل مباشر وتحويلها إلى مستوطنات وقواعد دائمة لبحرية الجيش الإسرائيلي.
– جعل جزيرة سقطرى وميون مركزاً رئيساً؛ لتنفيذ أعمال التجسس والاستخبارات ضد اليمن ودول أخرى إيران بالمقدمة، وتحويلها إلى محطات استراتيجية لإحكام السيطرة على البحر العربي والمحيط الهندي والأحمر.
– السيطرة على خط التجارة والملاحة الدولية، على امتداد البحر العربي ومضيق باب المندب إلى البحر الأحمر؛ ليجعل وجعلها تحت تصرف هيمنتها الأمنية.
– تسعى إسرائيل إلى أن تجعل من سقطرى وميون مواقع متقدمة في المواجهة ضد إيران ودول محور الممانعة وممارسة ضغوطاتها الأمنية والعسكرية في البحر العربي والأحمر والتي قد تكون هجمات بحرية أو قرصنة أو عمليات تجسسية.